Leading Story

الدكتاتورية في المستقبل

مثلما أظن ان البعض قد لايأخذ نظرية البيوسنترزيم للدكتور روبرت لانزا على محمل الجد، أتصور ان البعض لم يؤمن كثيراً بتنبؤات جورج أرويل للعالم حينما طرح روايته “١٩٨٤” في نهاية الاربعينيات. بل أتخيل ان بعضهم أتهمه حينها بالخيال المفرط في التشاؤم

قرأت رواية أرويل عدة مرات وفي كل مرة كنت اسأل نفسي السؤال ذاته: ماذا كان سيكتب جورج آرويل في الجزء الثاني من ١٩٨٤ لو أنه مازال على قيد الحياة وماذا سيكون عنوان روايته الجديدة؟

Share
Read Complete Story »
  • شرفة الهذيان

    عن الفراشة واللاطمأنينة وأشياء أخرى

    لرومنطيقيون، الحالمون ومن يعبرون عن احزانهم الداخلية ليسوا متشائمين ولا سوداويين كما يعتقد البعض ولكن ثمة ثلاثة أشياء يمكن أن تستعمر الروح بعد رحيل أو فقدان الاحباب، الحنين المفرط .. الندم واللاطمأنينة

  • قراءات

    تقاطعات فريدا

    “أنا أرسم لأني وحيدة في كثير من الأحيان، لأني أنا الموضوع الذي أعرفه أكثر من المواضيع كلها”

  • حروف بحرينية

    الوقت .. وداعاً

    هذا هو الوقت، لاوقت للوقت محمود درويش

البنت التى أحبت أسمها

Posted on August 27, 2019 by Suad

لاأعرف ماذا حدث هذا الصباح .. كان شئ أشبه بإنهيار جبل جليدي ضخم قاوم ليبقى مكانه لسنوات طويلة حتى لا يؤذي أحداً. ربما كان على ان أتريث قليلاً .. هكذا كنت أفعل دائماً حين أهم بنشر أي نص جديد أكتبه في المساء. أختبرت هذه المشاعر مراراً من قبل .. أعني أن أكتب في ذلك الوقت من الليل الذي تتهاوى فيه أسواري وأقنعة النهار الكثيرة والمتعددة .. في ذلك الوقت الذي تفقد فيه مشاعري حصانتها المعتادة فأخرج غالباً بنص يشبهني كثيراً ولكنه لايشبه مايريده ويتوقعه الآخرون مني

هم يريدون تلك النسخة التي غرستها بداخلي دون أن تشعر حين دفعتني دفعاً لأطراف الحافة حتى أنظر للعالم من الأعلى .. تماماً كما ينبغى .. داخل هذه الهوة العميقة التي لاأحد يعرف ماذا ينتظره فيها. هي يدك التي أمسكت بيدي في المطار ذلك الصباح والتي أفلتها بعد الوداع رغم مخاوف ووساوس أمي لأن ايمانك بي كان يفوق خوفك علي

ولكني اليوم يا أبي أعُول على ثقتك المطلقة بي .. أعُول على حنانك الذي أفتقده كثيراً أن ظننت أن هناك مايشبهه في هذا الكون. أعُول على اصغائك لي في جميع الاوقات التي أقضيها معي داخل رأسي واؤمن بأنك في مكان ما تتفقد أحوالي وتحوطني برعايتك كما كنت تفعل دائماً وأنت تعيش بيننا

هذا الصباح بكيت كثيراً وطويلاً ولست أدري أن كان هو شوقي إليك أم هو الشك الذي ساورني بأنني أقترفت ذنباً عظيماً أستحق معه أن أرى أسمي في كل جمل التأنيب والتأويل دون أن أكون موجودة فيها حقاً

أنه المطر يا أبي  .. المطر الذي يحمل معه زخات الفرح والقلق أيضاً ولكنها كانت مجرد غيمة فرح عابر بددها خوف لم أقو على مواجهته.

حينما تركت المقهى هذا الصباح تركت معه جبلي الجليدي هناك معلقاً على الحائط .. عرجت على المكتبة القريبة من المقهى ولكن أبوابها كانت موصدة فأكتفيت بتأمل الواجهة وصورة غلاف كتاب لأليف شافاك “البنت التي لاتحب أسمها” .. أحب أسمي منذ اللحظة التي أرتبط فيها بأسمك وسأظل وفية للبنت التي أحبت انهيارها وضعفها وقوتها دائماً وأبداً

Parallel Lives

Posted on September 1, 2017 by Suad

قد تمارس المدن الكبيرة والمزدحمة نوع من الضغط على اعصابنا ولكن الوجوم الذي يتخذ هيئة الدفء يمكن أن يصيبنا بحالة حنين مؤقتة لكل الاشياء التي نمقتها عادة

لايمكن ان تكون جميع الاشياء التي تحدث في حياتنا وليدة صدفة، هكذا تراءى لها وهي تقلب في رأسها احداث الاسبوع الماضي. كيف يمكن ان تجتمع تفاصيل كثيرة لتنسج قصة غير اعتيادية؟ كيف تعثر على مايشبه قصتك في عالم افتراضي؟ كيف تتفق هذه الكلمات .. هذه التفاصيل .. وهذا الشعور بإنك كنت تسافر عبر آلة زمنية.

البدايات البريئة .. الاحاديث الطويلة المتشعبة في كل أتجاه دون ترتيب منطقي .. المرحة أحيانا والمتكلفة في أحيان أخرى .. دفء المدينة الذي تحول فجأة إلى برود جامد .. الطرقات التي فقدت فتنتها .. الكنبة التي خبأت في جنباتها بعض اسرار حياتهما الصغيرة .. البدايات مهما بدت ساذجة وبسيطة ليست عفوية بشكل مطلق .. أغلبنا يبحث عن الاحتواء .. عن اعتراف بوجوده .. عن انتصارات صغيرة يسجلها لصالحه .. عن صورة لشئ أو شخص تعاظمت قيمته بعد أن أختفى من حياته .. أغلبنا علي الارجح يفضل المقاربات التي يجد فيها ضالته لا تلك التي تضعه في كفة المنافسة مع شخص آخر .. وحينما يطول الحديث تطول معها قائمة الملاحظات التي لاتغفل أي هفوة مهما بدت سخيفة

هي تهوى الفلسفة واللاهوت والخيال العلمي ولكنها لاتحب الإبحار كثيراً في تفاصيل النظريات العلمية والفيزيائية .. تلك ليست منطقة تدخل في حيز اهتماماتها أو تنسجم مع رغبتها في الابقاء على غموض وسحر قد تفسده لغة الارقام والمعادلات. يستهويها الاستماع لحكايات وجوه لاتعرفها والتحديق طويلاً في تفاصيل قد لايكترث لوجودها أحد. زهرة الهندباء البرية التائهة وسط العشب ربما ستنعم برفقة أفضل حينما تستقر بين دفتي كتاب .. انتشالها من الوحدة يُعتبر نوع من القتل الرحيم وهي التي لم تؤمن يوماً بإن انهاء أي حياة فيه أي نوع من الرحمة

في عالم مواز آخر كانت تراقب انصهار شمعة انعكس وهجها على كأس ماء فاستأثر المشهد على اهتمامها .. مجسمات الخنازير الظريفة التي رُصت بعناية على الرف الخشبي .. النافذة التي تطل على الاشجار في الباحة المقابلة ورسالة نصية مازحة ربما خففت قليلاً من وطأة توتر كانت تشعر به طوال الوقت

في كل مرة نتخذ فيها قرار أو خيار ما، ومع كل حدث قد يقع في حياتنا بطرق مختلفة يتفرع الكون في أكثر من أتجاه .. تنقسم أرواحنا إلي نسختين مختلفتين تعيش كل واحدة منها بمعزل عن الأخرى في عالم مختلف عن الآخر .. وهكذا تُخلق أكواننا المتعددة

لاأحد يعرف ماذا ينتظره في عالم مواز آخر ولا كيف سيتحول الوقت فجأة من ساعات مليئة بالشغف والقصص إلى أيام تعيش فيها في مدينة لايعرفك فيها أحد. ربما لو قُدر لها أن تختار بين ان تعيش بين عالمين أو أن تعيش في عالم واحد لإختارت أن تلتقى بذلك الغريب رغم المسافات الطويلة التي تفصل بين عالميهما

لاأحد يعرف حجم الهوة التي يمكن أن تفصل بين عالمي العقل والقلب كما يعرفها موسيقي لامع عاش عشرون عاماً في نفس المنزل مع والده الفيزيائي الذي كان خلالها يعيش في عزلة تامة وكأنه في عالم مواز آخر. اما هي فقد أصبحت تعرف الآن كيف يمكن ان تجد نفسها في عالمين متوازيين مختلفين أحدهما يشبهها والآخر كالاحجية لن تعرف ابداً سبب وجودها فيه أو حتى ان كانت هناك بالفعل في يوماً ما

لندن – ٣٠ أغسطس ٢٠١٧ 

تكملة حلقات الفيلم الوثائقي موجودة على اليوتيوب

Share

« Newer Posts | Older Posts »