معرض البحرين الدولي الرابع عشر للكتاب
لم يتسنى لي زيارة معرض البحرين الدولي للكتاب الذي انطلق في السابع عشر مارس الجاري سوى مساء اليوم ولأنني كنت أقتنيت معظم الكتب التي كنت أود الحصول عليها من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في ديسمبر الماضي فقد قررت ان تكون زيارتي للمعرض مجرد جولة استطلاعية لدور النشر والتأكد من انه لم يفتني شئ من الاصدارات العربية الحديثة، فالكتب والروايات الاجنبية المترجمة إلى العربية لاتستهويني وأفضل قراءتها باللغة الانجليزية وذلك لضعف مستوى الترجمات العربية وهناك استثناءات بالطبع فالمترجم السوري صالح علماني الذي يستحق تكريماً خاصاً لابداعاته لأكثر من ربع قرن في ترجمة الأدب اللاتيني يعتبر اليوم من ضمن أفضل المترجمين العرب الذين لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة وقد فوجئت خلال تجوالي في المعرض اليوم بترجمة علماني لأحدث رواية للكاتبة التشيلية ايزابيل الليندي “الجزيرة تحت البحر” رغم ان الترجمة الانجليزية للرواية لم تصل للبحرين بعد كما ان موعد اطلاقها في موقع امازون سيكون في ابريل القادم
أول ملاحظة على المعرض هي التنظيم وطريقة العرض المميزين. بصمة وزارة الثقافة والإعلام بدت واضحة هذا العام، أعجبني توفر دليل للفعاليات المصاحبة للمعرض ووجود خارطة للقاعة، الممرات الواسعة والتزام اصحاب دور النشر بالمساحات المخصصة لهم وبنظافة الاجنحة وعدم تكويم الكتب او عرضها بصورة عشوائية. هذا العام تميز ايضاً بمشاركة بعض السفارات العربية وبدور النشر المغربية كدار أبي رقراق للطباعة والنشر، منشور الفنك، منشورات توبقال، منار العرفان ودار النشر اللبنانية دار الآداب التي سعدت كثيراً بوجودها في المعرض فالدار غنية عن التعريف ومن أفضل الدور اللبنانية ومعظم الكتب التي اشتريتها سواء من معرض بيروت او معرض البحرين كانت من دار الآداب. سألت السيدة رائدة ادريس ابنة المرحوم الدكتور سهيل ادريس مؤسس الدار والتي كنت قد التقيتها خلال معرض بيروت عن سبب عدم مشاركتهم في معرض البحرين في الاعوام السابقة فقالت ان ماوصل اليها ان المشاركة والاقبال ضعيفين على المعرض ولكنها غيرت رأيها بعد مشاركتهم في معرض عمان الذي قيل عنه الكلام ذاته ولكنهم فوجئوا بعكس ذلك فقررت المشاركة في معرض البحرين. تقول السيدة رائدة والتي تشغل منصب مديرة العلاقات العامة بالدار ان الاقبال لم يكن كبيراً في الايام الاولى ولكن عدد الزوار ازداد منذ يوم امس وانها تأمل بأن يستمر هذا الاقبال حتى نهاية المعرض
سألت بعض دور النشر المشاركة عن انطباعاتهم عن المعرض فأنتقد البعض ساعات المعرض الطويلة التي تمتد منذ التاسعة صباحاً حتى العاشرة مساءً والتي لم يتم اطلاعهم عليها مسبقاً لكي يرتبوا امورهم على ذلك، البعض قال رغم ساعات المعرض الطويلة الا انه لم يتم توفير مطعم او كافتيريا صغيرة للمشاركين الذين لايستطيعون ترك اماكنهم والبعض الآخر قال ان هذه هي زيارته الاولى للبحرين وان وقت المعرض لم يسمح له بالتعرف على البحرين عن كثب بسبب ضيق الوقت
صاحب دور نشر أخرى اشتكى من ضعف حركة البيع هذا العام على خلاف الاعوام الماضية وأرجع السبب إلى رفع الرقابة في المملكة العربية السعودية عن العديد من الكتب والمؤلفات وبالتالي لم يعد المواطن السعودي بحاجة لزيارة معارض الكتب البحرينية للحصول علي الكتب الممنوعة في بلده وان كنت لاأستطيع ان اجزم بمدى صحة ذلك وتأثيره على حركة البيع فالوضع متفاوت من دور نشر لاخرى وهناك من اسروا لي بأن حركة البيع عندهم كانت جيدة وافضل مما توقعوه
وعدا عن ماذكر وبعض الاخطاء الصغيرة التي يمكن تلافيها في الاعوام المقبلة فالمعرض بدا في حلة جديدة ومختلفة كثيراً عن الاعوام السابقة وفي رأيي انه لو حافظ على هذا المستوى وتجاوزه في الاعوام المقبلة فقد يجتذب المزيد من دور النشر ويحقق نجاحاً وسمعة مماثلة لمعرض القاهرة أو معرض بيروت الدوليين للكتاب خصوصاً وان وزارة الثقافة والاعلام قامت بجهد مميز هذا العام في التسويق للمعرض والبرنامج المصاحب له من خلال الاذاعة والتلفزيون والموقع الالكتروني
لجميع من يرغب في الاطلاع على المزيد من المعلومات، دور النشر المشاركة وعن الفعاليات المصاحبة يمكنكم زيارة موقع المعرض على الرابط التالي
http://www.bookfair.bh