Leading Story

الدكتاتورية في المستقبل

مثلما أظن ان البعض قد لايأخذ نظرية البيوسنترزيم للدكتور روبرت لانزا على محمل الجد، أتصور ان البعض لم يؤمن كثيراً بتنبؤات جورج أرويل للعالم حينما طرح روايته “١٩٨٤” في نهاية الاربعينيات. بل أتخيل ان بعضهم أتهمه حينها بالخيال المفرط في التشاؤم

قرأت رواية أرويل عدة مرات وفي كل مرة كنت اسأل نفسي السؤال ذاته: ماذا كان سيكتب جورج آرويل في الجزء الثاني من ١٩٨٤ لو أنه مازال على قيد الحياة وماذا سيكون عنوان روايته الجديدة؟

Share
Read Complete Story »
  • شرفة الهذيان

    عن الفراشة واللاطمأنينة وأشياء أخرى

    لرومنطيقيون، الحالمون ومن يعبرون عن احزانهم الداخلية ليسوا متشائمين ولا سوداويين كما يعتقد البعض ولكن ثمة ثلاثة أشياء يمكن أن تستعمر الروح بعد رحيل أو فقدان الاحباب، الحنين المفرط .. الندم واللاطمأنينة

  • قراءات

    تقاطعات فريدا

    “أنا أرسم لأني وحيدة في كثير من الأحيان، لأني أنا الموضوع الذي أعرفه أكثر من المواضيع كلها”

  • حروف بحرينية

    الوقت .. وداعاً

    هذا هو الوقت، لاوقت للوقت محمود درويش

الوقت ليس وقتهم والأوان ليس اوانهم ولاعزاء للمثقفين والمعتدلين

Posted on May 3, 2010 by Suad

ان تعلن صحيفتان خليجيتان معروفتان بحياديتهما واعتدالهما ونأيهما عن الخوض في المستنقعات الطائفية عن إفلاسهما وتوقفهما عن الصدور في يوم واحد فهذا مؤشر واضح بأن الثقافة والاعتدال ليس لهما مكان في مجتمعاتنا الخليجية

اجدها مفارقة غريبة وساخرة بعض الشئ ان تودع “الوقت” البحرينية و“أوان” الكويتية في هذا اليوم بالذات والذي يصادف يوم الصحافة العالمي قراءهما والسبب حسب ما ذكرته الصحيفتين هو الازمة المالية العالمية التي عصفت بجميع الصحف ولكنها للاسف لم تطح الا بالصحف الرصينة والمعتدلة منها، تلك التي لاتحابي هذا التيار او تجامل تلك الطائفة

صحيح ان وجود تسع صحف يومية في بلد صغير كالبحرين قد يكون احد الاسباب وصحيح ايضاً ان السوق الاعلانية تشهد تراجعاً ومنافسة شديدتين بين هذه الصحف الا ان السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا تنهار صحيفة جادة كصحيفة الوقت وتصمد صحف أخرى؟  من يتحكم في الاعلانات في البحرين ولماذا لاتحظى الوقت بنصيبها من السوق الاعلانية رغم شعبيتها؟

الحقيقة التي لايجهلها احد ان مهنة الصحافة في البحرين لاتطعم خبزاً لذلك فأن غالبية المنتسبين لمهنة الصحافة يمتهنون وظائف أخرى وبالتالى فأن الصحافة بالنسبة لهم عمل اضافي إلي جانب مورد رزقهم الاساسي وهناك القلة طبعاً من يعتمدون على الصحافة كمهنة رئيسية.  الامر الآخر ان معظم الصحف في البحرين محسوبة على جمعيات وتيارات سياسية معينة لها اجندتها الخاصة وما يحدد بقاءها او احتضارها هو اتساع قاعدة هذه التيارات ونفوذها

كما ان الوصول لسوق الاعلانات الشحيح خصوصا ذلك المرتبط بالمؤسسات الحكومية والمؤسسات الكبرى مرهوناً بما تقدمه الصحف في البحرين لهذه الجهات من فروض الطاعة والولاء، إطلاق او تقييد حرية صحيفة يعتمد على مدى رضا المؤسسات التي تقدم الحصة الاكبر من الاعلانات في السوق عن هذه الصحف.  هي علاقة نفعية إلى حد كبير فنشر أي خبر او مادة قد يضر هذه المؤسسات او احد القائمين عليها قد يعني حرمان الصحيفة من الاعلانات للأبد فاما ان تضحى الصحيفة بمصداقيتها واما ان تضحى بوجودها

والمؤسسات ليست وحدها الملامة فهناك ايضاً تلك الفئة الرخيصة من الصحفيين البحرينيين الذين التقيت ببعضهم من خلال عملى ممن لايتوانون عن الانتفاع بعلاقاتهم مع بعض الجهات من خلال مقالات الثناء والمديح  لبعض الشخصيات او المؤسسات المعروفة لتحقيق بعض الغايات الخاصة وقد تخضع بعض المؤسسات – بسبب حاجتها للدعم الاعلامي – لهذا النوع من الابتزاز من قبل هؤلاء الصحفيين المأجورين فتكآفأهم وتكآفأ مؤسساتهم الصحفية بحصرية الإعلانات

صحيفة كصحيفة الوقت على الرغم من تعرضها للضغوطات بين الحين والآخر كغيرها من الصحف الا انها حافظت على حد معين من المصداقية المهنية لم تتنازل عنه ورفضت ان تكون بوقاً لأحد من خلال رفضها لان تكون صحيفة حزب سياسي أو صحيفة شركات أو صحيفة تكتل مصالح أو صحيفة حكومية فدفعت ثمن هذه المصداقية وثمن هذا الرفض

مؤسف حقاً ان تنتهي صحيفة ملتزمة تضم خيرة الكتّاب والصحفيين المشهود لهم بالنزاهة والاعتدال في الرأي إلى هذا المصير.  قد تكون شهادتي في حق “الوقت” مجروحة فهي أول من اهتم بالمدونات والمدونين البحرينيين الا انها ايضاً الصحيفة التي ابدت استعدادها لدعم جهود اي جهة تسعى لمحاربة الطائفية وما تبنّي صحيفة الوقت لميثاق شرف “مواقع ضد الكراهية” – الذي لم يصمد طويلا للأسف – سوى ابسط الامثلة على حياديتها

كيف يمكن ان يتحمل المثقفون والمعتدلون في هذا الوطن حجم الفراغ الذي سيتركه غياب الوقت؟  كيف يمكن ان نتخيل ان الستار سيسدل نهائياً وللمرة الاخيرة على “شرفات الثقافة” و”اليوم الثامن” و”على الوتر” و”مكان” و”سوق الجنة” و”نوفيلا ” و .. و .. ؟  كيف يمكن ان تتحول الوقت بعد سنوات من الآن إلى مجرد أعداد صحيفة قديمة يعتليها الغبار وصفرة الزمن كما هو اي شئ كان هنا في الماضي ورحل، وهل بعد إحتضار “الوقت” بارقة أمل لوقت غير هذا الوقت؟

Share

للتمييز وجوه أخرى

Posted on April 13, 2010 by Suad

في الاجتماع الذي نظمه (هارباس) في تونس لإعداد دليل تدريبي لتعزيز حقوق النساء في مواجهة الايدز/السيدا، دار حوار بين المشاركين حول التمييز ضد المرأة ثم تحول النقاش لنقطة أخرى هي التمييز ضد المرأة الغير متزوجة وقد شاركت برأيي الشخصي حول التمييز القانوني والمؤسسي الذي تمارسه معظم الدول العربية ضد المرأة الغير متزوجة

في البحرين على سبيل المثال، ليس من حق المرأة الغير متزوجة المطالبة بوحدة سكنية حتى وان كانت تعاني من العوز او كانت وحيدة ابويها أو بلغت من العمر أرذله ولم يكن لديها مسكن يأويها.  كما لايحق لها الحصول على رخصة عمل خادمة أو مربية حتى وان كانت تعول امها المسنة وأخوان قصّر وبغض النظر عن حجم المنزل الذي تقطن فيه، في حين بإمكان اي امرأة متزوجة لم تنجب بعد وتسكن في شقة صغيرة ان تحصل علي ماتشاء من الخدم.  المرأة الغير متزوجة حينما تتوفى لايحصل اي من والديها سوى على خُمس راتبها التقاعدي.  وهذا يجرنا للحديث حول موضوع آخر هو التمييز ضد المسنين فالمجتمع العربي يتعامل معهم على انهم عبأ، بشر انتهت فترة صلاحيتهم وعليهم ان يتدبروا امورهم ويعيشوا كيفما اتفق والا فما هو تفسير هذه القوانين المجحفة التي ترمي للمسنين الفتات رغم كونهم ورثة شرعيون لما تركه لهم ابناءهم من كدهم ورغم تفاقم وضعهم المعيشي؟ وهل تُصنف قوانين كهذه علي انها نوع من انواع التكافل الاجتماعي؟

وفي الوقت الذي تساوي فيه الدول الاوروبية بين الرجل والمرأة في سن التقاعد الذي يتراوح بين الـ ٦٥ و٦٨ عاماً فإن سن التقاعد في الدول العربية لايراوح الستين عاماً بالنسبة للرجل والخمسة وخمسين بالنسبة للمرأة.  المتقاعدون من الجنسين في الدول العربية لايحصلون سوى على جزء ضئيل من راتبهم عند التقاعد حتى وان افنى الواحد منهم عمره في العمل.  قوانين الاتحاد الاوروبية رغم تحديدها لسن التقاعد تمنح الحق لأي مسن في رفض إحالته للتقاعد اذا كان راغباً في مواصلة العمل بصرف النظر عن سنه اما عندنا فهو غير مؤهل للعمل حتى وان كان يتمتع بصحة جيدة

دراسات كثيرة اثبتت وجود ارتباط بين تأخير التقاعد وتأخر ظهور اعراض الزهايمر.  دوريس ليسنغ الحائزة على جائزة نوبل للآداب لعام ٢٠٠٧ لازالت تكتب رواياتها رغم بلوغها التسعين وقد صرحت في احد لقاءاتها بأنها حافظت على ذاكرتها بفضل مواصلتها على التأمل والتفكير والكتابة طوال السنوات الماضية فلماذا يُنظر للمسن في عالمنا العربي على انه انسان عاجز على حافة الموت؟

وبعيداً عن التمييز ضد النساء والمسنين فان التمييز قد يطال الرجال ايضاً ولعل القوانين التي تحظر دخول الرجال (الذين لايصطحبون امرأة من العائلة) للعديد من الاماكن العامة في المملكة العربية السعودية احد هذه الامثلة التي تحاكم الرجال وتقاصصهم حتى قبل ان يأتوا بما يستحق هذا القصاص

في الولايات المتحدة الامريكية حيث يشكل عدد الغير متزوجين أكثر من ٤٠٪ من أجمالي عدد السكان، انشأت شيري لانغفرت موقعاً الكترونياً للقضاء على التمّييز ضد هذه الشريحة في مجال الخدمات العامة والسياحة وغيرها من المرافق.  وصور التمييز ضد الغير متزوجين التي تتعرض لها شيري في موقعها موجودة في كلا المجتمعين الشرقي والغربي، فالاعزب غير مرحب به في المطاعم المزدحمة وذلك لأن معظم المطاعم تخصص مقعدين لكل طاولة كحد ادنى للتوفير في المساحة، والتسجيل في النوادي الصحية يمنح الزوجين سعر افضل عن ما يمنحه للعضوية الفردية، ينطبق ذلك ايضاً على الفنادق التي تساوي في السعر بين الغرفة ذات السرير الواحد والسريرين.  كما يقدم الموقع بعض النصائح والاستشارات الخاصة بالمنزل والصحة والسفر والترفيه متحدياً المفاهيم الدارجة التي تحصر الاعزب في مواقع المواعدة وايجاد الشريك المناسب كسبيل لتحقيق السعادة

يرتبط التمييز عادة بالاقليات وبالفئات المهمشة في المجتمع ولكن يبدو ان العالم سيشهد موجة اهتمام مختلفة بفئات جديدة يمارس ضدها التمييز

Share

« Newer Posts | Older Posts »