Archive for the ‘شرفة الهذيان’ Category

طائر السنونو لايصنع الربيع

Posted on 2007 11, 22 by Suad

 

 

 

طائر سنونو وحيد، يقتات على الحلم ويهاجر إلى الوحدة.  لم يكن حبيس القفص بل حبيس دفء تبحث عنه، مرفأ وطن يتسع لسفنها .. لأشرعتها المتعبة .. ربما نَسيّت ان السنونو لا يصنع الربيع.

 

يبعثرها صمته المطبق، الانتظارالذي يربض في عينيه، الحزن الجاثم على الباب.  لماذا يرفض هذا السنونو الغناء .. تحريك جناحيه! تساءلت.

 

شرعت أبواب نافذة الغرفة .. امتدت يديها لتفتح باب القفص .. ربما تتمكن من اللحاق بأسراب السنونو قبل ان ترحل، ربما تألف البحر وإذا عدت سنلتقي هنا عند هذه النافذة.

 

مازال السنونو في ركنه القصى من القفص يرفض الرحيل محتفظاً بصمته وجناحيه الساكنين بلا حراك.  كان طائر من ورق .. صنعته .. قصت جناحيه وصدقت انه طائر سنونو.

Share

نافذة الحياة وصراع العقائد

Posted on 2007 11, 19 by Suad

 

 

كانت الدقائق تزحف متثاقلة ببطء كما لو انّ العالم قد توقّف بالخارج .. أصوات واطياف كما الضباب تتداخل متهادية تحت نور خافت .. برودة تجتاح اوصالي فتتجمد كما لو كانت قالب ثلج ..فقدت لساعات الاحساس بنصفي السفلي .. بالقدرة على التمييز بين أصواتهم.. بدا كل شئ باردا مظلما من حولي سوى من ذلك الضوء الخافت المنبثق من سقف الغرفةتذكرت كلماتها الأخيرة وهي تضغط على يدي برفق .. لا تقلقي .. تذكري انه وحده من سيكون معك حينما تتوارى وجوه واصوات الجميع .. لن يستطيع القابعون خلف أو أمام هذا الباب من شئ الا بمشيئته.

أخذت أسترجع كلماتها بين الحين والآخر وانا أحدق بمصدر الضوء دون ان احاول التفكير بما قد يحل بهذا الجسد المسجي على سرير غرفة العمليات وكأن عقلي ليس جزء منهشئ ما كان يسائلني عن سبب استحضار ذاكرتي لكلمات هذه المرأة الغريبة التي لا يربط بيني وبينها أرض أو دين أو دم.

طوال الايام التي تلت حديثي معها والتي قضيتها ممددة على فراش المرض كنت أنتقل فيها بين أثينا بطلة قصة ساحرة بورتبيللو التي عاشت كل الادوار متنقلة بين المشرق والمغرب وبين جهازالتلفاز الذي كنت أقلب قنواته الواحدة تلو الأخرى ..  إعصار بنجلادش .. جثث الضحايا ..تمرد الطبيعة .. عمليات الاجلاء.

ثم الجانب الآخر من العالم .. أحتفالات .. مسابقات للجمال وعروض الازياء البراقة ومنصات تتنتظر التتويج.  ترى ما هي نسبة الجمال مقارنة بالقبح والخراب الذي أمتد الى معظم انحاء العالم؟

أنتقل الى قنوات أخرى .. انتخابات .. مباحثات نووية .. ورجل دين يتهدد ويتوعد بإبتلاء من عند الله .. جنود الله المجندة التي لا تخطأ من عصى واستمرأ العصيان.

ما أظلم الانسان، ما أظلمه حينما يربط بين صنيعه وما آل إليه هذا الصنيع من حال وبين قدرة المولى عز وجل على القصاص، لماذا نتوقع منه اللطف والرحمة حينما نكون بأمس الحاجة اليهما وننسب اليه الشر حينما يصلنا منا إلينا؟

لماذا لا نتذكر لحظات استيقاظ الشر فينا .. القتل والحروب والدمار .. التلوث والاعاصير والكوارث التي هيمنت على العالم حينما هيمن منطق القوة والسيطرة.

كل يوم تنحسر فرص الحياة لا بسبب الكوارث ولا انتقام الإله كما يزعمون ولكن بسبب إنحسار التسامح والتراحم بين بنو البشر، الانانية وصراع العقائد.. الشعوب التي تنظر الى نفسها على انها شعوب الله المختارة ، حضارات وثقافات ومعتقدات الآخرين التى نحقر من شأنها بسبب تحيزنا لبني جلدتنا.

نافذة الحياة كبيرة وتتسع للجميع ولكننا أخترنا الصراع حينما نسينا أن الايمان المغروس بقلوبنا قادر على امتلاك ما هو أبعد مما تستطيع رؤيته احداقنا وعقولنا.

 

 

 

Share

« Older EntriesNewer Entries »