أعلنت فنزويلا اليوم عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني بشكل صريح وعملي ودون انتظار اية مفاوضات أو محادثات.
المتحدث بإسم ايهود اولمرت قال ردا على قيام فنزويلا بطرد السفير الاسرائيلي في فنزويلا: “لم أسمع بالتفاصيل بعد ولكن كما تعرف فإن النظام الفنزويلي يعد واحدا من دول قلة في العالم التي تدعم المتطرفين الايرانيين ولا يدهشني صلته بمجموعات مثل حماس وحزب الله”.
المتحدث توقع بأنه لن تحذو اي دولة أخرى حذو فنزويلا بما في ذلك دول الشرق الأوسط لأنه: “حتى الدول الاسلامية والعربية تتفهم لماذا كان على اسرائيل ان تقوم بما قامت به”.
httpv://www.youtube.com/watch?v=v7en1gLUnsI
منذ ايام ووتيرة العنف تزداد تصاعدا في غزة والضحايا هم الاطفال ولا أحد يحرك ساكنا، هل هي سياسة الاغراق الاعلامي على حد تعبير أحد زملائي المدونين التي جعلتنا نشعر بالتخمة من احداث القضية الفلسطينية حتى تبلدت مشاعرنا فلم نعد نفرق بين ما يمر أمامنا على جهاز التلفاز من اعلانات أستهلاكية وبين جثث الضحايا والشهداء الفلسطينيين؟ هل فقدت القضية الفلسطينية وهجها أم اننا ببساطة تخلينا عنها؟
سؤال تواتر إلى ذهني بعد سلسلة من المواقف والحكايات التي مرت بي مؤخرا جعلتني أقف أمام علامة استفهام كبيرة تتعلق بموقفنا من القضية الفلسطينية أحدها سلسلة من التعليقات تلقيتها من إحدى المدونات البحرينيات أثر تدوينة لي عن فلسطين تشير فيها الى أحقية الاسرائيليين في الأرض الفلسطينية لأنهم على حد تعبيرها من عمروا الارض ومن يعمر الأرض هو من يستحق العيش فيها ورغم تحفظي الشديد على ردها الا أن مشاعر الخيبة التي أعترتني حينها وانا أقرأ ردودها كانت أكبر بكثير من مشاعر الغضب التي يمكن لأى مؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ان يشعر بها.
وقبل ان أفيق من صدمتي الأولي وجهت لي مدونة بحرينية صفعة أخرى بتغزلها بشكل صريح بالنشيد الوطني الاسرائيلي وبجمال وشاعرية الموسيقى الاسرائيلية.
ثم حضرت أحدى الفعاليات الثقافية في البحرين والتي استضيف من خلالها أحد الرموز الفنية الفلسطينية ولكن ما ساءني بالفعل هو تجنب المنظمين للفعالية بل تشديدهم على مقدمي برنامج الفعالية بعدم التطرق الى أي حديث أو تعليق يخص القضية الفلسطينية لان السياسة على حد تعبيرهم يجب ان لا تتدخل في الامور الثقافية والفنية. ولست أدرى هل كان هذا هو السبب فعلا أم هو حفاظا على مشاعر حضورهم من الجنسيات الأخرى التي قد يكون أحدها مساندا لجرائم الصهاينة في فلسطين أم أن القائمين على الفعالية أنفسهم لا يؤمنون بالقضية الفلسطينية والا فمنذ متى كان الفن بمنأى عن السياسة وما هو فائدته ان لم يعبر عن أو يساند موقف أو قضية؟
منذ متى ونحن نخجل من ابداء مواقفنا من قضايانا السياسية؟ منذ متى تخلينا عن ضمائرنا ولن أقول عن أسلامنا أو عروبتنا فهذا هو ما أضعف القضية الفلسطينية طيلة العقود المنصرمة .. أعتبارها قضية تخص العرب والمسلمين في حين ان القضية في المقام الأول هي قضية عدالة وحق بغض النظر عن ماهية أو جنسية الشعب الذي سلب منه هذا الحق.
لكل المتعاطفين مع الصهاينة المجرمين .. الخجلين من عروبتهم ومن اسلامهم ومن القضية الفلسطينية أقول لا تخجلوا في الحق لومة لائم فهي التي جعلت من تلك المرأة التي لا تمت للشعب الفلسطيني بصّلة تقف بصلابة امام دبابات الصهاينة حتى دهستها وهي التي جعلت الامهات الفلسطينيات يحتفظن بمفاتيح بيوتهن التي طردهم الاسرائيليون منها منذ أكثر من ثلاثين عاما وهي التي خلقت جيل أطفال الحجارة وهي التي جعلت أكبر المفكرين والادباء والصحفيين وناشطو حقوق الانسان من كل بقاع الارض يقفون في صف القضية الفلسطينية .. الحق والحق فقط لا الدين ولا الهوية ولا أي شئ آخر. وقبل ان تخجلوا تذكروا جرائمهم ومجازرهم بحق الشعب الفلسطيني التي لم ينج منها حتى الاطفال الرضع