فلسطين الحق

Posted on March 8, 2008 by Suad

 

منذ ايام ووتيرة العنف تزداد تصاعدا في غزة والضحايا هم الاطفال ولا أحد يحرك ساكنا، هل هي سياسة الاغراق الاعلامي على حد تعبير أحد زملائي المدونين التي جعلتنا نشعر بالتخمة من احداث القضية الفلسطينية حتى تبلدت مشاعرنا فلم نعد نفرق بين ما يمر أمامنا على جهاز التلفاز من اعلانات أستهلاكية وبين جثث الضحايا والشهداء الفلسطينيين؟  هل فقدت القضية الفلسطينية وهجها أم اننا ببساطة تخلينا عنها؟

سؤال تواتر إلى ذهني بعد سلسلة من المواقف والحكايات التي مرت بي مؤخرا جعلتني أقف أمام علامة استفهام كبيرة تتعلق بموقفنا من القضية الفلسطينية أحدها سلسلة من التعليقات تلقيتها من إحدى المدونات البحرينيات أثر تدوينة لي عن فلسطين تشير فيها الى أحقية الاسرائيليين في الأرض الفلسطينية لأنهم على حد تعبيرها من عمروا الارض ومن يعمر الأرض هو من يستحق العيش فيها ورغم تحفظي الشديد على ردها الا أن مشاعر الخيبة التي أعترتني حينها وانا أقرأ ردودها كانت أكبر بكثير من مشاعر الغضب التي يمكن لأى مؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ان يشعر بها.

وقبل ان أفيق من صدمتي الأولي وجهت لي مدونة بحرينية صفعة أخرى بتغزلها بشكل صريح بالنشيد الوطني الاسرائيلي وبجمال وشاعرية الموسيقى الاسرائيلية.

ثم حضرت أحدى الفعاليات الثقافية في البحرين والتي استضيف من خلالها أحد الرموز الفنية الفلسطينية ولكن ما ساءني بالفعل هو تجنب المنظمين للفعالية بل تشديدهم على مقدمي برنامج الفعالية بعدم التطرق الى أي حديث أو تعليق يخص القضية الفلسطينية لان السياسة على حد تعبيرهم يجب ان لا تتدخل في الامور الثقافية والفنية.  ولست أدرى هل كان هذا هو السبب فعلا أم هو حفاظا على مشاعر حضورهم من الجنسيات الأخرى التي قد يكون أحدها مساندا لجرائم الصهاينة في فلسطين أم أن القائمين على الفعالية أنفسهم لا يؤمنون بالقضية الفلسطينية والا فمنذ متى كان الفن بمنأى عن السياسة وما هو فائدته ان لم يعبر عن أو يساند موقف أو قضية؟

منذ متى ونحن نخجل من ابداء مواقفنا من قضايانا السياسية؟ منذ متى تخلينا عن ضمائرنا ولن أقول عن أسلامنا أو عروبتنا فهذا هو ما أضعف القضية الفلسطينية طيلة العقود المنصرمة .. أعتبارها قضية تخص العرب والمسلمين في حين ان القضية في المقام الأول هي قضية عدالة وحق بغض النظر عن ماهية أو جنسية الشعب الذي سلب منه هذا الحق.

لكل المتعاطفين مع الصهاينة المجرمين .. الخجلين من عروبتهم ومن اسلامهم ومن القضية الفلسطينية أقول لا تخجلوا في الحق لومة لائم فهي التي جعلت من تلك المرأة التي لا تمت للشعب الفلسطيني بصّلة تقف بصلابة امام دبابات الصهاينة حتى دهستها وهي التي جعلت الامهات الفلسطينيات يحتفظن بمفاتيح بيوتهن التي طردهم الاسرائيليون منها منذ أكثر من ثلاثين عاما وهي التي خلقت جيل أطفال الحجارة وهي التي جعلت أكبر المفكرين والادباء والصحفيين وناشطو حقوق الانسان من كل بقاع الارض يقفون في صف القضية الفلسطينية .. الحق والحق فقط لا الدين ولا الهوية ولا أي شئ آخر.  وقبل ان تخجلوا تذكروا جرائمهم ومجازرهم بحق الشعب الفلسطيني التي لم ينج منها حتى الاطفال الرضع

Share

Comments

  • marhoon on March 8th, 2008

    هذيان/
    مررررررررررررحباً
    لقد فتحتِ جرحاً والله!!
    تصدقين؟ جماعة “التعمير” هؤلاء يزعجوني حدّ فقع المرارة. وهؤلاء خليط من النيو – ليبرال ومتطرفين علمانيين أو سطحيين سذجاً، وهؤلاء جميعاً حمقى ولايستحقون الرد. أقول، وقد قرأت مقالتك – وسلمت يداك – إن هؤلاء أقصى ما يمكن أن يعقب به عليهم “شقفة” من كعب حذائي، فهم نوعٌ من المقاولين من غير قضية، والتجريبيون في حدود الممكن، ومنعدمو الإنسانية، ومهمتهم تسيير ما هو قائم و… تبريره. وتبريراتهم عوراء كطالع وجوههم، وزلاّء كمشية عجوز، ودهماء كلما نعق ناعق، أما “نشيدهم” فمارجٌ من نار “الحب”، عسى يشوي آذانهم، آذان الفئران وعسس الليل. أقول هذا هو الرد المناسب، ودمهم ليس أغلى من دم الأطفال الفلسطينيين، ولا لحمهم أطهر من لحم الفلسطيني، وشرفات بيوتهم الممهورة بمال السحت والحرام ليست أغلى من التراب الفلسطيني أو الأرض الفلسطينية. وهؤلاء بكلمة واحدة: اتفووووووووووووووووووووو

  • Bala wala shi on March 8th, 2008

    I forgot to put my name and address in the first comment so i lost it! anyway, in short, i was saying that the “التعمير” is an old zionist argument that was used to justify taking over the land and to cover up for the systematic killing and destruction of palestinian life in their attempt to drive the palestinians out. so it’s not enough to ignore those who still propagate those arguments one should come back at them with evidence and arguments. those arguments of “a land without people [palestine] and a people without” that the zionists used is being questioned even in Israel by the new historians and others who have revealed more atrocities than what the palestinians knew about– mainly because they have access to the archives of the zionist gangs. so it’s sad that arabs are now picking up this old and tired lie. i will think of sources and send reference.

    a new book that doesn’t deal with this directly but might be useful is called “Nakba” (an edited book, it’s in english) that deals with the experience and meaning of Nakba on the palestinians who had meaningful and productive lives on the land. it’s also important to remember the impact of the british colonial policies at the time… long story..

  • Butterfly on March 9th, 2008

    مداس

    مثلك تماما أشفق عليهم ولكني أشفق أكثر على أطفال وشهداء فلسطين الذين ضاعت قضيتهم بين تخاذل العالم وبين جيل النيو ليبرال كما أسميتهم والذين أسميهم أنا الجيل الموالي لأصدقاء العم سام الساعي للتطبيع مع اسرائيل .. المبهور بتصفيق زائف لافكاره النيوليبراليه

  • Butterfly on March 9th, 2008

    بلا ولا شي

    أتفق معك تماما في كل ما قلت واذكر أني قلت لأحد القائمين على مؤسسة تساند القضية الفلسطينية ان ما تحتاجه القضية الآن هو نشر هذه الحقائق التاريخية التي تثبت ان الارض في الاصل لفلسطين التي أغتصبها اليهود أكثر من مجرد شعارات أو ملصقات تندد بالاسرائيلين أو تنادي بالمقاطعة او حتى توضح جرائم الصهاينة في فلسطين اذ لم أكن تصور مدى جهل الجيل الحالي بشرعية القضية الفلسطينية الا مؤخرا ومن خلال مواقف سردت بعضها اعلاه

    سأكون ممتنة لارسالك اي مراجع او روابط عن الموضوع رغم ان لدي بعضها وهناك الكثير من الكتب والمراجع التي أعتقد اننا بحاجة لنشرها أو ترجمتها ان لزم الامر. أعتقد ان تعاقب أجيال يفكر بمثل هذا النمط يشكل خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية التي يكفيها ما تخسره كل يوم من أرواح ومن دعم ومن تراجع في المواقف الذي تطور مؤخرا الى المجاهرة والتلويح بالتطبيع دونما أدني شعور بالخجل

    اليوم فقط حكت لي صديقتي الاسترالية قصتها مع أحد الوزارات الحكومية حينما أسرت بأفكارها المناهضة للتطبيع مع اسرائيل والحكومات المساندة لها في مؤتمر فقوبلت أفكارها من قبل البعض بالتصفيق والبعض الآخر بالاستهجان لانها على حد قولهم اراء سياسية محضة. حقيقة لا أعلم الى اين سيأخذنا هذا النكران والضعف؟

Leave a Reply

Name

Email

Website

*