مدونون قالوا لا لحجب المواقع
مع جزيل الشكر للمدون عصام حمود لتصميمه شعار حملة المدونون البحرينيون ضد حجب المواقع
مع جزيل الشكر للمدون عصام حمود لتصميمه شعار حملة المدونون البحرينيون ضد حجب المواقع
مضى أكثر من عامين على خوضي تجربة التدوين وخلال هاذين العامين روادتني فكرة التوقف أكثر من مرة كان آخرها حينما كنت اعد العدة للانتقال من المدونة القديمة الي هذا الموقع. كنت قد كتبت مسودة لتدوينة أخيرة أعلن فيها عن قراري واحتفظت بها لفترة حتى أمنح نفسي فرصة للتفكير الا أنني عدلت عن رأيي بعد عدة ايام وواصلت الكتابة.
منذ فترة بدأ حماسي التدويني يخفت تدريجيا وربما لاحظ من تابع سير المدونة انني صرت أتوقف طويلا بين التدوينة والأخرى. لسبب أجهله لم أعد قادرة على انهاء اي موضوع أكتبه، حتى الموضوعات التي أنهيت كتابتها لم أعد راضية عنها، هناك دائما ما يجعلني أشعر بأنها ليست ذات أهمية وبالتالي لاتستحق النشر وتضييع وقت الزوار في قراءتها. هذه الحالة المزاجية ساهم في تفاقمها توقف عدد غير بسيط من المدونات التي كنت اتابعها والتي فوجئت بإختفاء بعضها من فضاء الأنترنت لأن اصحابها لم يكتفوا بالتوقف عن التدوين فحسب بل قرروا محو تاريخهم التدويني دفعة واحدة بحذف مدوناتهم.
لن أدعي ان توقف هذه المدونات هي سبب تراجع اهتمامي بالتدوين فالتنقل من مهمة لأخرى ومن عمل لآخر هي احدى العادات التي جبلت عليها ولم استطع حتى الآن تغيير هذه العادة لذلك يندر ان امكث او أستمر في عمل ما لفترة طويلة اذ سرعان ما يتسرب الملل إلى نفسي وتنخفض انتاجيتي الى ادنى مستوياتها. ربما لهذا السبب أخترت لنفسي شخصية “الفراشة” والتي تشكلت مع أول محاولة أدبية أرسلتها لأحدى المجلات العربية وتم نشرها تحت عنوان “الفراشة”. يومها كتبت الصحفية والاعلامية العربية التي كانت وقتها تشرف على تلك الصفحة تعليق على مساهمتي تقول فيه: “قرأت رسالتك عدة مرات وادركت انك تتمتعين بموهبة في التعبير يمكن ان تتطور وتكبر الى مستوى أدبي راق وادركت ايضا ان لك طبيعة رومانسية تستعذب البعد الدرامي في التجربة الحياتية” ثم شبهتني “بالفراشة التي ترقص حول مصدر اللهب ولاتفتأ تقترب وتبتعد ثم تقترب حتى يحترق منها الجناحان فتسقط فاقدة الحياة”.
ورغم انني لازلت أنكر واتحفظ على جانب (البعد الدرامي) الا انه يبدو ان الآخرين يرون في ما أكتب مالا أراه في نفسي فبعض من يتابعون هذه المدونة يعيبون على سوداوية بعض الافكار والتأملات رغم أني ابعد مما يكون عن السوداوية، فأنا متفائلة لحد الاكتفاء بالعيش مع تفاصيل عالمي البسيط.. بتنفس هواء كتبي التي تتكدس على رفوف مكتبتي فأشعر بالاطمئنان لأن هناك دائما كتاب أبيض لليوم الأسود..هناك متسع لأغنية، للحن جميل قد يكفي لإستعادة ثقتي بالحياة.
انا متفائلة رغم اي شئ أوحى لكم بإنطباع مغاير الا انني بدأت أشعر بالرغبة في الابتعاد عن هذه الحديقة السرية التي كنت أرى فيها ملجأي الآمن طوال الفترة التي مضت.
لن أقول وداعا .. سأترك الباب مواربا لعودة ربما تكون قريبة أو بعيدة وربما …. لاشئ مؤكد.