لن أقول وداعا

Posted on October 14, 2008 by Suad

مضى أكثر من عامين على خوضي تجربة التدوين وخلال هاذين العامين روادتني فكرة التوقف أكثر من مرة كان آخرها حينما كنت اعد العدة للانتقال من المدونة القديمة الي هذا الموقع. كنت قد كتبت مسودة لتدوينة أخيرة أعلن فيها عن قراري واحتفظت بها لفترة حتى أمنح نفسي فرصة للتفكير الا أنني عدلت عن رأيي بعد عدة ايام وواصلت الكتابة.

منذ فترة بدأ حماسي التدويني يخفت تدريجيا وربما لاحظ من تابع سير المدونة انني صرت أتوقف طويلا بين التدوينة والأخرى. لسبب أجهله لم أعد قادرة على انهاء اي موضوع أكتبه، حتى الموضوعات التي أنهيت كتابتها لم أعد راضية عنها، هناك دائما ما يجعلني أشعر بأنها ليست ذات أهمية وبالتالي لاتستحق النشر وتضييع وقت الزوار في قراءتها. هذه الحالة المزاجية ساهم في تفاقمها توقف عدد غير بسيط من المدونات التي كنت اتابعها والتي فوجئت بإختفاء بعضها من فضاء الأنترنت لأن اصحابها لم يكتفوا بالتوقف عن التدوين فحسب بل قرروا محو تاريخهم التدويني دفعة واحدة بحذف مدوناتهم.

لن أدعي ان توقف هذه المدونات هي سبب تراجع اهتمامي بالتدوين فالتنقل من مهمة لأخرى ومن عمل لآخر هي احدى العادات التي جبلت عليها ولم استطع حتى الآن تغيير هذه العادة لذلك يندر ان امكث او أستمر في عمل ما لفترة طويلة اذ سرعان ما يتسرب الملل إلى نفسي وتنخفض انتاجيتي الى ادنى مستوياتها.  ربما لهذا السبب أخترت لنفسي شخصية “الفراشة” والتي تشكلت مع أول محاولة أدبية أرسلتها لأحدى المجلات العربية وتم نشرها تحت عنوان “الفراشة”.  يومها كتبت الصحفية والاعلامية العربية التي كانت وقتها تشرف على تلك الصفحة تعليق على مساهمتي تقول فيه: “قرأت رسالتك عدة مرات وادركت انك تتمتعين بموهبة في التعبير يمكن ان تتطور وتكبر الى مستوى أدبي راق وادركت ايضا ان لك طبيعة رومانسية تستعذب البعد الدرامي في التجربة الحياتية” ثم شبهتني “بالفراشة التي ترقص حول مصدر اللهب ولاتفتأ تقترب وتبتعد ثم تقترب حتى يحترق منها الجناحان فتسقط فاقدة الحياة”.

ورغم انني لازلت أنكر واتحفظ على جانب (البعد الدرامي) الا انه يبدو ان الآخرين يرون في ما أكتب مالا أراه في نفسي فبعض من يتابعون هذه المدونة يعيبون على سوداوية بعض الافكار والتأملات رغم أني ابعد مما يكون عن السوداوية، فأنا متفائلة لحد الاكتفاء بالعيش مع تفاصيل عالمي البسيط.. بتنفس هواء كتبي التي تتكدس على رفوف مكتبتي فأشعر بالاطمئنان لأن هناك دائما كتاب أبيض لليوم الأسود..هناك متسع لأغنية، للحن جميل قد يكفي لإستعادة ثقتي بالحياة.

انا متفائلة رغم اي شئ أوحى لكم بإنطباع مغاير الا انني بدأت أشعر بالرغبة في الابتعاد عن هذه الحديقة السرية التي كنت أرى فيها ملجأي الآمن طوال الفترة التي مضت.

لن أقول وداعا .. سأترك الباب مواربا لعودة ربما تكون قريبة أو بعيدة وربما …. لاشئ مؤكد.

Share

Comments

  • حسين المحروس on October 14th, 2008

    أممممم .. هذا يحدث.. حالة صحية أكيدة
    يحدث لكل من يرى أنّه يعيش بالكتابة والتواصل مع نفسه عبرها
    توقفت مرّة عن الكتابة ستة أشهر لم أكتب فيها جملة واحدة
    تبين لي لاحقاً أنّه أمر طبيعي جداً
    وحدك قرري تفعلين ذلك أو لا تفعلينه
    وفي كلا الحالتين لك ظلك فينا

    تحية
    حسين

  • الإمبراطور سنبس on October 14th, 2008

    أنتم تبعثون على الملل صراحتن ..

    كما قلت عدد غير بسيط من المدونين توقفوا .. و ها أنت لاحقة و هذه العدوى تنتقل من مدون لآخر، و أنا أيضاً كلما أجد مدون يتوقف عن التدوين أسأل نفسي عن جدوى التدوين طالما هذا المجتمع يتداعى

  • malath on October 14th, 2008

    سعاد

    وحدهم من يكتبون (تفاهات) لا يختبرون هذه المرحلة التي تمرين بها، لأنهم قادرين على تلفيق “تناتيش” من هنا و هناك ليكتبوها

    .. أما أنت يا فراشة فوضعك مختلف البتة…

    هذا الضيق المؤقت يؤكد إن ما تكتبه سعاد غير إعتيادي.. كتابتك فريدة من نوعها

    و هذه هي الكتابة بأم عينها
    لأنها تعطيكِ و تسلب منكِ، لكنها تعود مباغتة كالمطر، فجأة و دون مقدمات يبلل الأصقاع.. و يروي الأرض و ينعش الروح

    أنا شخصيا أعجز مرارا عن إضافة تعليق.. أو كتابة مسج لأحد الأصدقاء، لكن حين يهطل المطر لا طاقة تردعه عن التوقف

    رجاااااااااااائي.. إن كان لي (خاطر) عندكِ أن تستبعدي هذه الفكرة نهائيا

    و أن تمنحي سعاد لحظة سلام فقط

    حتى مطرٍ “سعادي” يمقت الوداع

    كل الحب..

    ملاذ

  • layal on October 15th, 2008

    رغم عطلاتي المطول عن التدوين الا انني لم افكر بالتوقف , من الافضل ترك الباب مواربا فلا نعلم متي نحتاج للعوده , قد تكون المشاغل ,نقص الوقت او المزاج 🙂
    وكأنك تتحدثين عما ببالي, كثيرا ما أشعر ان ما اكتبه ليس سوي مضيعه لوقت القراء فلما أنشره ؟؟ حتي تعدت التدوينات في الدرافت 100 موضوع واكثر

    في هذه اللحظه اتمني ان لا تكون لك اراده قويه فقط….. لتعودي

  • malath on October 15th, 2008

    لن تمس أصابعك ذلك الباب اللعين..دعيه مشرعا

    تحية ورد

    ملاذ

  • Redbelt on October 15th, 2008

    إن أزعجك توقف غيرك
    لم تفعلين الفعل نفسه؟
    لن يريحك هذا
    بل ستجدين نفسك ساهدةّ يوما, تتطلعين في شقوق السقف و أنت تحاولين النوم وتفكرين: “لو…”, أتريدين ذلك؟

  • Homesick Lady on October 16th, 2008

    مساء الخير

    مدونتك دائما”ما تترك أثر جميل في نفسي و فيها شيء دائما” مايلح علي بزيارتها

    كنت أقول سابقا” …سيأتي الوقت المناسب لأشكرك على

    كل ما تكتبيه وتقديمه وتتركيه في نفسي ..وأتكاسل وألوم نفسي على هذا التكاسل في

    تقديم شكري … ولكن قد يكون هذا الوقت هو المناسب وإن تأخرت لأقول… شكرا”

    ولأقول لك أيضا”… لاتتوقفي

    فهناك الكثير من يتابع وينتظر كل جديد تدوينيه وما نعتقده غير مهم بالنسبة لنا قد يكون مهم

    للآخرين وقد يغير شيئا” ما في حياتهم

    أليس هذا بكافي لإستمرارك ؟

    إن لم يكن كافي اعطني بعض الوقت لأفكر بأسباب أخرى وأقنعك بالإستمرار

    وفقك الله وحقق لك آمالك

  • صاحب الكرامة on October 16th, 2008

    في التدوين دواء للقلوب وشفاء الأسرار وضياء العقول

    صبراً جميلاً .. ليس الشأن في غرسك الشأن بل في ثبوته وتغصينه وثمرته

  • الوردة البيضاء on December 21st, 2008

    اختي العزيزة ” فراشة البحرين ”
    يمر الانسان بحالة من الفتور بعض الاحيان وربما بالملل من العالم المحيط من حوله حيث لا يوجد مايهزه ويجدد حبه للحيا وتمسكه بها بالنسبة لي امر بهذه الحالة وذلك لانني اريد شي جديد في حياتي ليزلزلها يقلبها راسا على عقب ربما اننا بحاجة لما تحتاج له اي حواء على وجه الارض الامومة والحياة الاسرية بحلوها ومرها ولكن ما باليد حيلة سوى الانتظار فمهما بلغت الفتاة ارقى المراحل العلمية والمهنية تبقى بحاجة ماسة لرفيق عمر يشاركها افراحها واتراحها يكون عونا لها على نوائب الدهر وليكونوا اسرة جميلة فسبحان الله هذه هي الفطرة التي فطرها الله بنا ….
    “رب هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما ” اللهم ارزقنا واخواتنا وبنات امة الاسلام اجمعين الازواج الصالحين والذرية الصالحة اللهم واهدي شبابنا واحفظهم واجعلهم على صراطك المستقيم اللهم اميييييييييييييييين

Leave a Reply

Name

Email

Website

*