Archive for the ‘شرفة الهذيان’ Category

البارحة

Posted on 2014 06, 30 by Suad

كان مجرد خطأ غير مقصود لاأعرف لماذا صممت على التأكيد بأنه كذلك وكأنني أحاول تقديم صك براءتي من جريمة مدبرة. شئ بغيض ان تضع نفسك في خط الدفاع دائما حتى عن  الاخطاء التي لم ترتكبها والأقسى ان ينتابك الأسى في ساعة متأخرة من الليل في غرفة باردة في مدينة غريبة ونائية

 كنت قد عقدت اتفاق هدنة مع نفسي بإن أتوقف عن رجم ذاتي كلما ضبطتها متلبسة بإجترار الماضي وأن أمنحها ما تشاء من لحظات الحزن والألم على ان تتركني أعيش في هدوء وسلام حينما أقرر ان أودع هذا الجزء منها وأمضي في سبيلي وربما هذا ما أغضبني ليلة البارحة، أحدنا خرق الإتفاق الذي أبرمناه وأخذ أكثر مما يستحق من حصته

حتى حينما حاولت ترك غرفتي هذا الصباح فوجئت بإن قفل الباب اصبح معطلاً وبأنه لم يعد بإستطاعتي ان أوصد الباب على حزن ليلة البارحة.  هكذا وببساطة تتآمر جميع الاحداث  لتسرق مني فرحة الأيام القليلة التي أمضيها هنا.  تسمرت في مكاني في الممر الضيق في إنتظار موظف خدمة الغرف في الوقت الذي كان خلالها باب المصعد يُفتح عدة مرات ويخرج منه من يحملون بإيديهم مفاتيح غرفهم.  لسبب أجهله رنت في أذني عبارتك الأثيرة عن المفتاح الذي لا يفتح سوى باب واحد فقط، لوهلة تخيلت نفسي مجرد ممر يعبر فوقه العابرون للوصول لإبوابهم ولكني لم أعد ممر ولاحتى باب منذ ان قررت ان أوصده أمام مفاتيح الخيبة .. لدي ماهو أعمق وأقوى من تعقيداتي وتناقضاتي .. من حساسيتي المفرطة ومن ذاكرة الفيل التي سيظل فيها متسع لثرثرة قديمة عن مدن ستعبر مخيلتي كلما أستمعت لأغنية  أو نصوص ألهمتني اياها مرارة كلمات أحاول عبثاً ان لاأعيد قراءتها حتى لا ابدأ في شطب رصيدي من هذه الذكريات

صرت أتفهم الآن معنى ان تشعر بوطنك في الغربة وبالغربة حينما تكون في بيتك ووسط من تحب، أن تحب الاشياء التي كنت تكرهها وتكره الاشياء التي كنت تحبها. في المرة الأخيرة التي فكرت أن أعيش فيها معك شعور النصر او الهزيمة خرجنا متعادلين .. أن كنا قد خسرنا شيئاً فقد خسرناه معاً وأن كان ما فقدناه نصراً فقد كان نصراً مراً في المرتين. هكذا أرى الامر الآن مجرداً من أي رتوش او رسائل اعتذار اذ لم يعد هناك متسع من الوقت أو العمر لأربع او عشر سنوات أخرى من الانتظار لكي نعيد النظر والتحليل فيما قيل وما حدث

أحياناً لا نمنح الصمت مايستحق من التقدير رغم أنه صراخ من النوع نفسه وان كان أكثر عمقاً ولياقة بكرامة الانسان

 

العبارة باللون الاحمر لغسان كنفاني

Share

لاتدعهم يعودون

Posted on 2014 06, 16 by Suad

 أن تُجدد العلاقات القديمة! كما لو أنك تبني وطناً وحدك – فهد العودة

لاتدع من خذلوك في الماضي يعودون إلى حياتك فجلٓهم يعود بباب مشّرع على الخيبة كأول مرة .. ان منحتهم الفرصة سيفسحون لك الطريق في كل مرة  كي ترحل أولاً .. لا ليكفروا عن ذنوبهم بل كي يتخلصوا من عبء تأنيب ضمير خذلانك في كل مرة 

 لاتدعهم يعودون،  فإستعادتهم كإستعادة كومة أوراق من ذاكرة سلة مهملات منسية كان الأجدر بك ان تتخلص منها آنذاك، ككتابة قصة انطفأت وكان عليك ان تضع في الحسبان انك قد تخفق في كتابتها مرة أخرى ولكنك كما المرة الأولى خنقت خياراتك الأخرى لكي تنحاز لنهاية ترتاح إليها

Share

« Older EntriesNewer Entries »