Archive for the ‘تساؤلات’ Category

هل نسير في الاتجاه ذاته؟

Posted on 2007 11, 22 by Suad

قرأت عن الناشطة سلمى يعقوب حينما كنت أبحث في موقع جورج غلاوي، النائب البرلماني البريطاني المعروف عن تفاصيل مؤتمر ريسبكت الأخير الذي أقيم في العاصمة البريطانية في السابع عشر من الشهر الجاري.

شدتني شخصية سلمى منذ ان قرأت هذه العبارات لها في مقابلة أجرتها معها قناة البي بي سي: أن الاعمال الوحشية المروعة على الارض والتي تبثها القنوات التلفزيونية ومواقع الانترنت لها تأثير في دفع الكثيرين للتعصب أكبر بكثير من أي كم من المواعظ الدينية. المحافظين الجدد الذين يعتبرون الاسلاميين خطرا على الحضارة هم أنفسهم يمثلون أكبر تهديد للحضارة العالمية.

سلمى يعقوب المرأة النحيلة المعتدلة دينياً، مستشارة سباركهيل، وعضو الجناح اليساري لحزب الاحترام المناهض للحرب،برئاسة عضو البرلمان المثير للجدل جورج جالاواي تعتبر اليوم من أكثر الشخصيات المسلمة تميزا في شرق بيرمينجهام على الرغم من أنتقادها للمشاركة البريطانية في غزو افغانستان والعراق واتهام بعض المحافظين لها بعدم الحياء لدفاعها الجرئ وبشكل معلن عن ارائها حتى من خلال منصات المساجد.

بحثت أكثر عن سلمى في جوجل ويوتيوب واستوقفني مقطع الفيديو هذا الذي وجدت فيه تشابه كبير بين اتجاه حكومة البحرين الى فرض الضرائب والخصخصة، الغلاء وارتفاع مستوى التضخم واتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء التي تبدو أقرب مما يكون للمستقبل المنظور منه للمستقبل البعيد وبين ما تتحدث عنه سلمى مع فارق ان الوضع هنا سيكون اسوء بكثير بسبب الهوة الشاسعة في الاداء بين البرلمان البريطاني والبرلمان البحريني الذي يفآجأنا كل يوم ليس بمستوى ثقافته وعقليته الضحلة فحسب بل في مستوى صراعاته الداخليه ومطالباته الضيقة الافق في الوقت الذي يغلي فيه الشارع البحريني في هموم ومشاكل أكبر وأهم.

ما سيؤرق المواطن البحريني بعد زمن لن يكون مشاكله الاقتصادية والاجتماعية بل الضغوط النفسية والعصبية التي سيواجهها حينما يضطر للعودة خمسين سنة الى الوراء فيكتظ المنزل الواحد بأفراد العائلة الممتدة، حينما تزدحم الشوارع بالقلق والتوتر اليومي، حينما تترك لقمة العيش للناس كي تصرعهم او يصرعوها، حينما تصبح الهموم المحلية زادنا اليومي فلا يعود يعنينا مايحدث على الساحة الدولية ،  حينما يصبح الدينار هو الفيصل.

Share

The freedom of Choice .. What is the limit?

Posted on 2007 06, 22 by Suad

سؤال تبادر إلى ذهنى أثناء حديث دار بيني وبين البعض حول القرار الأخير بشأن منع التدخين في المجمعات التجارية والاماكن العامة فقد أصبحت مفردة الحرية دارجة بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية بعد ان كانت تعاني لعقود من الانغلاق والكبت على جميع الاصعدة .. السياسية .. الاجتماعية .. الثقافية .. الخ.

ولكن ما هو تعريف الحرية وما هي حدودها؟  واين تبدأ وتنتهي حدود السلطات كالحكومات مثلا للتدخل في هذه الحريات؟

فاليوم لم نعد نفرق بين حرية الاختيار التي تتعلق بانتقاء نوع الطعام الذي نتناوله والسلع التي نقتنيها وبين تلك المتعلقة بحياة او موت انسان.

فالتدخين حرية شخصية والاجهاض حرية شخصية .. انهاء حياة مريض ينازع الموت او في غيبوبة حرية شخصية .. الخمور  .. الانحلال .. بل ان البعض تمادى في مطالباته بالحرية  بتشريع الدعارة على ان يتم وضع ضوابط وقوانين لحماية الاطراف المتعاملة فيها.

وأخيرا حرية الرأي ولا فرق هنا بين النقد والشتم أو حتى التطاول على الله ورسله  .. الاستغلال وبخس الناس حقوقها والقائمة تطول وتطول والتبرير الحاضر دائما هو قانون العرض والطلب أو القبول والايجاب كما هو الحال في زيجات المتعة والمسيار والمسفار.

هل تشعرون بالتشويش الذي بدأ يتسلل الى عقولنا وحياتنا بسبب الاستناد إلى هاتين القاعدتين بشكل صرف؟

البعض يبرر إباحة جميع السلوكيات بحجة أن منعها في العلن لن يجدي طالما ان ممارستها ممكن في السر ولو تطرقت الى أضرار ترك زمام الأمور لأهواء الناس وتأثير ذلك على الآخرين لقيل لك بأنك تمارس نوع من الوصاية على عقول البشر و قد ينتهي النقاش بجدال طويل حول نسبية الخطأ والصواب.

لا أسعى من خلال هذا المقال الدعوة إلى الانتقاص من حريات الآخرين أو فرض اى نوع من الوصاية أو تطبيق حد السيف على من لا يتفق معي أو مع غيري في الرأي او العقيدة ولكنها دعوة للتأمل في مفهوم الحرية العائم وفي التخبط الذي أصبحنا نعيشه في عصرنا هذا مع اتساع أفق العولمة وتداخل مفاهيم الحرية.

 

Share

Newer Entries »