أنطلقت اليوم أولى فعاليات مؤتمر فكر6 المنعقد بفندق الريتز كارلتون البحرين تحت عنوان الاستراتيجية العربية لعصر العولمة. يشارك في المؤتمر الذي تستضيفه مؤسسة الفكر العربي وهي مؤسسة غير ربحية تهدف الى تعزيز الثقافة والقيم الفريدة للشعب العربي، أكثر من 500 مفكر عربي للتناقش في مختلف القضايا الفكرية والتنموية والاقتصادية يتصدرها الاستثمار، الطاقة، الإعلام، التقنية والمسئولية الاجتماعية.
من أبرز الشخصيات التي ستشارك في المؤتمر أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ضمن مجموعة من المتحدثين، كما سيلقي ولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة كلمة له، وسيشارك أيضاً توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق والمبعوث الجديد لمنطقة الشرق الأوسط.
في مقابلة أجرتها احدى الصحف العربية مع الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الراعي الرئيس لجائزة الابداع العربي ذكر سموه ان من أهم الثوابت الرئيسية التي تقوم عليها المؤسسة هي استنهاض القدرات الابداعية للإنسان العربي في كافة المجالات ونشر ثقافة الابداع في العالم العربي لتوفير بيئة مناسبة لتشجيع الأنشطة الخيرية وإطلاق روح العمل الجماعي.
هذه هي المرة السادسة على التوالي التي تستضيف فيها مؤسسة الفكر العربي هذا الحدث الذي يتطلع لمناقشة استراتيجية عربية جديدة تواكب متغيرات العصر وتستطيع مواجهة تحديات العولمة كما يجسد شعار المؤتمر. أهم ما يميز المؤتمر جمعّه لنخبة من المفكرين والمتخصصين في المجالات الثقافية والاقتصادية والفكرية المختلفة من جنسيات وديانات متعددة تحت سقف واحد والتحدي الأهم في نظري هو تحرير الفكر من الانتماءات السياسية والدينية والعرقية.
تلقيت الدعوة لحضور المؤتمر إلى جانب عدد من زملائي المدونين البحرينيين للمشاركة في نشر رسالة المؤتمر واهدافه من خلال الكتابة عنه في مدوناتنا وتغطية بعض فعالياته وقد لبيت الدعوة بكل سرور لسببين. الأول هو أهتمامي الخاص بمثل هذه النوعية من المؤتمرات الذي قلما نجد مثلها على ساحة المؤتمرات العربية، والسبب الثاني هو تناول المؤتمر في أحد جوانبه لموضوع المسئولية الاجتماعية وهو موضوع أطروحتى لرسالة الماجستير.
لم أتمكن للأسف من حضور حفل الافتتاح وفعاليات اليوم الأول للمؤتمر ولكني متشوقة جدا لحضور فعاليات اليوم الثاني صباح الغد وسأوافيكم بإذن الله بتغطية موجزة للمؤتمر بالاضافة إلى انطباعاتي الشخصية عن الورش وأوراق العمل المقدمة.
كان يوم السبت الماضي المرة الأولى التي أزور فيها معرض الكتاب الذي يقام كل عام في شهر رمضان برعاية دار الايام للنشر تحت اسم مهرجان الايام الثقافي. فقد كنت قد كونت فكرة سلبية مسبقة عن المعرض وعن نوعية الكتب المعروضة وكان هذا السبب في عدم محاولتي حتى مساء السبت الماضي التفكير في الذهاب ولو لألقاء نظرة على محتوى المعرض.
هذا العام فكرت أنني ربما كنت متجنية في حكمي وبأنه يجدر بي ان ازور المعرض ولو لمرة واحدة فلربما تخيب ظنوني وأخرج من المعرض بمحصول جيد من الكتب. بشكل عام أفضل قراءة الكتب بلغاتها الاصلية لايماني بأن النص يفقد شيئا من رؤية المؤلف حينما يُترجم مهما كانت الترجمة على قدر من الاتقان والدقة ، اللهم الا اذا كان الكتاب الاصلي مكتوبا بلغة لا اجيدها ففي هذه الحالة قد أركن الى الترجمة الانجليزية أو العربية أيهما أكثر اجادة. ولهذا السبب فأن ضالتي من الكتب في هذا المعرض كانت للمؤلفين والكتّاب العرب بشكل اساسي.
حسنا لن أقول بأنه لم يكن هناك الكثير من الكتب ولكن اي نوع من الكتاب؟ بشكل عام يمكن للزائر ان يستكشف من خلال المرور امام دور النشر حتى بدون التوقف عندها معرفة نوعية الكتب المعروضة اذ يكفي ان تقرأ عنوان لافتة دور النشر لتعرف المضمون. وكما توقعت تماما فأن الكتب بشكل عام كانت تنحصر في الشئون الدينية ، السياسية ، الكتب المتخصصة ، كتب الاطفال والكتب المنوعة المتعلقة بالطبخ والتجميل والابراج. الكتب الادبية والروايات كانت حاضرة ولكن اما لمؤلفين غربيين تمت ترجمة مؤلفاتهم للغة العربية أو لكتّاب عرب غير معروفين نسبياً. عشرات بل الآف المؤلفين والكتّاب العرب لم يكن لهم وجود في المعرض والذي ذهبت خصيصاً للبحث عن كتبهم. اسعار الكتب كانت رخيصة نسبياً ولكن بعض الكتب لم تكن على مستوى جيد من الطباعة فالنسخ ملطخة بالبقع ويعلوها الغبار كما لو أنها قد خرجت للتو من مخزن قديم، قد أتفق مع البعض ان المضمون أهم بكثير من جودة الطباعة أو الشكل الخارجي للكتاب ولكنني أجد الكتاب ذو الصفحات الناصعة البياض أكثر تحفيزا على القراءة من الكتب المهترءة.
المهم بعد جولة سريعة بين اروقة المعرض أدركت انني لم أكن مخطئة كثيراً في تقديري، فالمعرض حسب ما أخبرتني به بنت بطوطة والتي رافقتني في رحلة الاستكشاف الأولى قد فقد العديد من المشاركين من دور النشر بسبب ضعف الاقبال عليه في السنوات الماضية.
وعلى غرار نظرية الدجاجة والبيضة فلست أدرى أيهما سبق الآخر. هل كان هناك وفرة جيدة من الكتب المتنوعة في المعارض السابقة ألجمتها محدودية القراءة للشعب البحريني أم ان الاقبال الضعيف هو بسبب عدم احتواء المعرض على ما يبحث عنه القارئ البحريني وهو ما ينسحب على تجربتي الشخصية هذا العام مع المعرض.
عموما وبعيدا عن نظرية الدجاجة والبيضة كنت اتسائل وانا أجول بين أكوام الكتب في المعرض عن سبب أقتصار معارض الكتب عندنا على الكتب العربية. هل هناك صعوبة في مشاركة دور النشر الاجنبية؟ هل القارئ البحريني لا يُقبل على قراءة الكتب الاجنبية ام ان السبب ارتفاع اسعار هذه الكتب وبالتالي عدم الاقبال على شراؤها.
شخصياً لا أعتقد ذلك فازدياد فروع مكتبة جاشنمال رغم أقتصار معظم معروضاتها على الكتب الاجنبية وغلاء اسعار بعض هذه الكتب تثبت عكس ذلك ولكنني في الوقت ذاته لست متأكدة ان كان زبائن جاشنمال من الجنسية البحرينية أو غيرها من الجنسيات.
وعودة للمعرض الرمضاني أو مهرجان الايام الثقافي فقد كان فرصة للوقوف على بعض الاسماء الجديدة في عالم الأدب وأكتشاف دور النشر من خلال معروضاتها . بشكل عام أعجبتني معروضات دار الساقي والمؤسسة العربية للدراسات والنشر والاثنتان مقرهما لبنان. لأول مرة أقتنيت روايات لروائيين لم أقرأ لهم من قبل مثل هاني نقشبندي رئيس التحرير السابق لمجلة سيدتي وعلى بدر وهو بالمناسبة روائي عراقي سمعت عنه الكثير من قبل وحصد العديد من الجوائز كما تمت ترجمة رواياته الى العديد من اللغات الاجنبية.
هل وفقت في اختياري من الكتب؟ لست أعلم حتى الآن ولكنني قد أشارككم مضمونها من خلال تدوينة مقبلة اذا ما توفر لي الوقت لقراءتها والكتابة عنها.