هل ولى زمن الطرب الأصيل؟
يبدو ان عدوى الرسائل النصية قد أنتقلت من الهواتف النقالة للتلفزيون لمحطات الأذاعة، ففي برنامج تبثه محطة أم بي سي أف ام كل مساء يتم أنتقاء أغنيتين عربيتين لتدخلا في سباق محموم بين المستمعين لترشيح أغنيتهم المفضلة التي تبثها المحطة في نهاية البرنامج . تخيلوا مدى الافلاس الذي وصلنا اليه، برنامج مدته ساعتان او أكثر تقوم خلاله المذيعة بذكراسماء المستمعين الذين يرسلون بترشيحاتهم عبر رسائل الـ اس ام اس وكلما رجحت الكفة لصالح أحد الأغنيتين أو أقترب موعد انتهاء التصويت كلما قامت المذيعة بتحفيز الطرف المشجع للمطرب الاقل اصواتا لكي يصوتوا أكثر وكل ذلك لكي يحظوا بسماع أغنيتهم المفضلة عبر الأثير وكأن هذه الاغاني غير متوفرة في الاسواق او أحد النوادر التي يصعب العثور عليها. أدير المحطة إلى أخرى فأستمع الى برامج لا تقل تفاهة وسطحية عن الأولي.
غير انني لاحظت منذ فترة بث بعض محطات الأذاعة العربية للأغاني العربية القديمة لفيروز وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم ووردة الجزائرية وميادة الحناوي وغيرهم الى جانب بعض الاغاني الخليجية القديمة التي تكاد تندثر بسبب طغيان الموجة الجديدة من الأغاني . فهل ادركت هذه المحطات أخيرا ان المستمع قد مل من سماع سخافات الاغاني العربية التي تبثها على مدار الساعة ام انها لم تجد ما تسد به الفترات التى تفصل بين برنامج وآخر ففكرت في ملئها بالأغاني القديمة.
مهما يكن السبب فأنا سعيدة بهذا التغيير فقد أصبح الاستماع الى اذاعاتنا العربية أكثر متعة مع الذكريات المرتبطة بزمن الطرب الأصيل الذي صرنا لانستذكره الا من خلال سماع هذه الأغاني، ورغم انني لم اكن في الماضي من محبي أغاني أم كلثوم أو فيروز أو وردة الجزائرية الا ان نظرتي هذه تغيرت شيئا فشيئا عبر السنين بعد ان أختفى زمن القصائد والموسيقى العربية الجميلة ليحل مكانه السطحي من الكلمات والالحان والصورة.