Archive for the ‘فضاء التدوين’ Category

أمنية

Posted on 2007 04, 14 by Suad

مفارقة غريبة أن أنشر الآن مقال احتفظت به لأشهر عديدة إذ لم يدر بخلدي أن تدور الأيام وتتعرض مدونة محمود اليوسف  لقمع من نوع جديد وأنني قد أنشر هذا المقال في يوم من الأيام. 

فمعرفتي بمحمود بدأت أثناء حجب مدونته في أكتوبر الماضي، يومها لم أكن قد بدأت تجربة التدوين بعد ولم يكن بوسعي القيام بالشئ الكثير.  وكان أضعف الإيمان أنني قمت بكتابة هذا المقال القصير واتصلت بالصحافي عادل مرزوق لينشره لي في صحيفة الوسط.  لحسن الحظ في اليوم التالي تم رفع الحظر عن المدونة وانتفت الحاجة لنشر المقال.

اليوم وبعد انضمامي إلى عالم التدوين .. بعد أن التقيت بمحمود اليوسف شخصيا .. بعد تشجيعه لي ولجميع المدونين الجدد .. بعد أن شعرت بمدى ما تتركه الكلمة من أثر .. من حافز ومن قوة، أتمنى أن ينضم المزيد من البحرينيين لهذه التجربة وأن يقف الجميع صفا واحدا أمام معتقلوا الرأي أيا كانت مواقعهم وسلطتهم، فالقضية ليست قضية اليوسف وحده وإنما قضيتنا جميعا.

أمنيتي كما رسمها الفنان الإيراني إيمان مالكي صاحب اللوحة المنشورة هنا إن يحل اليوم الذي ترى فيه الكلمة النور، النور الذي حجبته جدران القمع والوصاية ضد حرية الرأي والتعبير.

تعرفت الى عرين محمود عندما كنت ابحث في فضاء  الإنترنت عن بعض المعلومات عن البحرين.  في مدونة محمود وجدت الكثير من الأفكار الملهمة والانتقادات البناءة والتي لا يمكن أن تصدر إلا عن مواطن محب لهذا البلد.  ومن خلال مدونته تعرفت على مواقع عشرات المدونين البحرينيين سواء عن طريق الروابط المتصلة بموقعه أو عن طريق التعليقات التي يرسلها المدونون حول موضوعاته.   مدونة محمود اليوسف بالنسبة لي كوب من القهوة واستراحة ممتعة لنهاية يوم طويل اقضيها متنقلة بين البلوغات البحرينية وأبدأها بمدونة الأب الروحي للبلوغات محمود اليوسف.

يقول الروائي العربي الطيب صالح ” الناقد الكبير لابد أن يكون محبا كبيرا”.  وأنا أقول أن من ينتقد بأسلوب اليوسف الحضاري البعيد كل البعد عن التعصب ومن يبتكر فكرة مثل فكرته “لا شيعي ولا سني .. بس بحريني” للقضاء على الطائفية ونبذ التعصب المذهبي والتقريب بين أبناء شعب واحد أتعبته الفتن والطائفية، ومن يعطي من وقته وجهده ليؤسس موقعا لهذه الحملة ويجمع لها التبرعات .. ومن يجروء على تعليق شارة “لاشيعي ولا سني بس بحريني ” على بشت سمو ولي العهد ويلقى كل هذا الترحيب والصدى الإيجابي من لدن سموه ومن الناس والصحافة لحملته على الطائفية لا يمكن أن يريد بهذا البلد شرا، ولا يمكن أن يكون إلا عاشقا كبيرا مندفعا ومتحمسا، فمحمود اليوسف لم يستتر خلف موقع أو اسم مستعار وربما لو فعل لكان بمنأى عن كل هذه المتاعب التي تحيط به الآن.

لقد خذلتم محمود اليوسف وخذلتم آلاف البحرينيين الذين يتطلعون لوطن معاصر لا ينتحل صفة التحضر والديموقراطية ، لقد أحبطتم همم العديد من المدونين البحرينيين الذين ساهموا من خلال مدوناتهم في خلق صورة مشرقة ومشرفة للبحرين وللبحرينيين .. صورة تتسم بالطموح والثقافة والاعتداد بالنفس.

تستطيع الدول والحكومات بناء المطارات والجسور الحديدية ولكنها حتما لا تستطيع بناء جسور الروح والوجدان فالإنترنت يزداد حضورا في حياة الناس ويتجاوز فرضية انه مصدر تسلية وترفيه ، أو وسيلة إعلام وأخبار.   ولست أبالغ حينما أقول إن الفائدة التي نجنيها من انتشار مدونة اليوسف لا تقل أهمية عن الفوائد التي نجنيها من مشاريع مثل سباق الفورمولا 1.  فبفضل التواصل بين اليوسف وآلاف الزائرين لموقعه يوميا صار موقع البحرين على الخريطة الجغرافية أكثر وضوحا ، لم يعد العالم يرانا على إننا بلد نفطي فقط  أو منطقة مجهولة من الشرق الأوسط أو الشرق الأوسط الجديد.

قد اتفق في الرأي مع اليوسف في طرحه لبعض آراءه وقد لا اتفق مع بعضها الآخر ولكنني في النهاية أؤمن بأن حرية الرأي حق كفله القانون للجميع طالما لا يمس ذلك أسس العقيدة الإسلامية ووحدة الشعب وبما لا يثير الفرقة أو الطائفية طبقا للمادة 23 من دستور المملكة.

ما نحن عليه اليوم ليس إلا امتحان ، امتحان صعب لمدى نضوج تجربة الديموقراطية .. فالجميع يتطلع للفصل الأخير من حكاية مدونة اليوسف .. وجل رجائي ألا تجعلوا من هذا الفصل فرصة لشماتة الحاقدين أو فصلا هزليا آخر يضعنا في عداد المتخلفين.

Share

جمعية المدونين البحرينيين

Posted on 2007 03, 10 by Suad

فكرة وليدة اللحظة طرحتها للأخ محمود اليوسف أثناء حديث هاتفي سبق الاجتماع السادس والعشرون للمدونين البحرينيين.  كم عدد المدونين البحرينيين الذين سيؤيدون فكرة كهذه وكم عدد الذين يرغبون فعليا في الانضمام إلى هذه الجمعية في حال تأسيسها؟ ليس لدي أدنى فكرة. وماهي ايجابيات وسلبيات تأسيس هذه الجمعية بالاضافة الى تساؤلات أخرى طرحها البعض من خلال التعليقات التي وردت في التدوينة الأخيرة لمحمود  هي التي دفعتني للبحث عن كل ما يتصل بهذا الموضوع من خلال تجارب المدونين في بعض الدول المجاورة أوالبعيدة.

لا تتوفر لدي أية معلومات عن نشأة التدوين في البحرين ولا عن عدد المدونات قبل خمس أو عشر سنوات من الآن إلا أن ازدياد عدد المدونات بصورة ملحوظة في الوطن العربي وما حظي به بعضها من اهتمام إعلامي وتأثير في الرأي العام كان السبب في لفت الانتباه اليها وتعرضها للمراقبة والملاحقات الأمنية، كما دفع ببعض السلطات العربية إلى حجب بعضها أو اعتقال أصحابها.

بصراحة لا أستبعد أن تقوم وزارت الإعلام في دولنا العربية عما قريب باعلان مماثل لما أعلنت عنه وزارة الإعلام الصينية منذ شهور قليلة عن نيتها بفرض قانون يقضي بتسجيل جميع المدونات الالكترونية بأسماء أصحابها الحقيقيون. وقد عزت الوزارة الأسباب إلى القذف وتشويه السمعة والسلوكيات الفظة التي يتعرض لها البعض من قبل هذه المواقع فضلا عن انتهاك حقوق الملكية الفكرية.

ومن خلال تصفح سريع قمت به لبعض المواقع للاطلاع على تجارب الدول العربية في تأسيس جمعيات خاصة بالمدونين تبين لي أن هناك بعض المحاولات من قبل المدونين العرب منها على سبيل المثال.

جمعية المدونين السوريين التي أسسها أيمن هيكل بهدف ضم المدونين تحت إطار واحد غير رسمي الا ان الجمعية عانت من عدد المدونين المتواضع الذي كان سببه الأساسي حسب تقدير ايمن الشخصي الخوف من الكلمة المكتوبة وعواقبها، ولذلك فإن معظم المدونات السورية تعتمد على نشر الصور وكتابة أقل عدد من الكلمات.

أما في المملكة العربية السعودية فالمجتمع الرسمي للمدونين السعوديين المتمثل في أوكساب قد اشترط للانضمام إلى جمعية المدونين السعوديين مراعاة ضوابط استخدام الانترنت في المملكة التي أعدتها لجنة الانترنت الأمنية الدائمة والتي ترأسها وزارة الداخلية وبعضوية عدد من الجهات الحكومية.  هذه الشروط لاقت بعض الانتقادات من قبل بعض المدونين السعوديين الذين رأوا عدم تمتع هذه المؤسسة بالاستقلالية بسبب وضعها تحت السيطرة الحكومية -السلطوية – مما قد يؤدى إلى إفراغها من أهدافها الأساسية، وإلى محاولة فرض تصورات السلطة على المؤسسة.

من جهة أخرى يعمل المدونون المغاربة حاليا على تأسيس اتحاد يضم المدونين المغاربة من كل الفئات.

بشكل عام أعتقد ان ايجابيات تأسيس جمعية للمدونين البحرينيين تفوق سلبياتها ولعل أهم هذه السلبيات عدم رغبة بعض المدونين في الإفصاح عن اسمائهم أو كشف شخصياتهم الحقيقية لأسباب متعددة منها مخاطرة تعريضهم للمسائلة القانونية.  كما سبق وذكرت هل نضمن عدم قيام وزارة الإعلام في المستقبل باشتراط تسجيل المواقع؟ وان لم يحدث ذلك حاليا فهل هؤلاء بمنأى عن المراقبة أو المقاضاة القانونية؟ لا أعتقد ذلك .. فباستطاعة أي شركة تزويد خدمة انترنت في وقتنا الحالي الوصول إلى معلومات كافية تقودها الى اصحاب المواقع في اى وقت وبسهولة كبيرة.

فضلا عن ذلك أعتقد ان المطالبة بحرية الرأي يجب ان يصاحبه احساس بالمسئولية والتدوين بطريقة مسؤولة، فكما نطالب بحقوقنا علينا ايضا ان نعي واجباتنا.  ان تأسيس هذه الجمعية سيعزز العمل الجماعي وسيساهم في التوعية بحقوق وواجبات المدونين وسيمنحهم قوة أكبر على مواجهة التحديات والضغوط.

Share

Newer Entries »