Archive for the ‘شرفة الهذيان’ Category

لا شئ

Posted on 2007 04, 22 by Suad

ما هو أسوء ما يمكن أن يحدث؟  أسوء الخسائر .. لا شئ!

تسترجع كلماته الأخيرة وتتمتم ..لا شئ.

ربما كنت محقا، فلا شئ أسوء من رؤيتك ممددا ترقد بهدوء بعد أن كنت ممتلئا بالحياة .. من احتضان يديك الباردتين .. من تقبيل جبينك.  لا شئ أسوء من فقدان بسمتك ..أنفتك .. لهجتك الساخرة.

لاشئ أسوء من ان أعيش مع ما تبقى منك .. سبحتك .. نظارتك .. رائحة عطرك، وان أطرق بابك ليلا علك تسمعني فتعود .. ولكنك لا تعود.

لا شئ أسوء من وحشة قلب اعتاد أن يسكن تحت دفء يديك .. وغربة .. كغربة تلك الزهرة البرية التي نبتت بين ثنايا الصخور لتعلن عن نوع آخر من الحياة بين شواهد القبور.

وحدها الرمال والصخور تدرك مدى ألم الحياة حينما تكون مغروسة بين ذكريات الموت .. وحده الظلام يعرف معنى الرحيل بلا صوت .. وحدها الجدران تدرك ما للصمت من كآبة  .. ووحدها الدموع قادرة على انتشال قسوة الصدمة ومرارة الذكريات.

Share

و..عاد

Posted on 2007 04, 09 by Suad

كان كل شئ يبدو هادئا وعاديا حتى غروب الشمس إذ بدت السماء صافية سوى من بعض الغيوم القليلة المتناثرة .. كنت أطل من خلف نافذة غرفتي حينما أنقشع هذا السكون الرتيب على صوت هدير الرعد .. لحظات ثم بدأت قطرات المطر بالتساقط بغزارة لتنفذ من خلال النافذة المفتوحة وتستقر علي وجهي.

على غير العادة لم تلقِ الأجواء الممطرة هذه المرة بظلالها الكئيبة في نفسي بل على العكس شعرت بسعادة غامرة وكأنها أيقظت بداخلي تلك الطفلة العابثة .. انتابتني رغبة في رؤية قطرات المطر وهي تتراقص على أوراق الأشجار وتتلألأ بلون القمر الساطع على الطرقات.

سألتها: ما رأيك لو ودعنا المطر؟ قد تكون هذه الزخات الأخيرة.

جبنا الشوارع لأكثر من نصف ساعة وحينما توقف المطر كانت رائحته الممزوجة برائحة البحر القريب منا تملأ المكان.  نظرت إلى السماء الصافية، كان المطر قد غسل كل شئ وروى الأرض العطشى ولم يترك من أثره سوى نسمات عليلة ذكرتني بملامح دافئة بدأنا باستقبالها مبكرا .. ساعات النهار الطويلة .. الألوان المنعشة .. زرقة الأمواج .. نضارة الفاكهة. 

أنه الصيف .. عاد مجددا ليملأ جوانحنا بالحيوية والنشاط.

Share

« Older EntriesNewer Entries »