بقايا وجوه
لملمت جسدها وانزوت في أحد اركان غرفة الفندق كقطة تبحث عن دفء مفقود .. أغمضت عينيها في هدوء .. لتتداعى حولها صور كثيرة تعيدها الى كيانها المهزوم .. منذ دقائق كان هناك عالم آخر خلف هذا الباب .. همهمة وضحكات المارة .. أقدام تمضي متسارعة .. ايدي الصغار المتشبتة باعناق أمهاتهم .. ضجيج القطارات القادمة من بعيد .. صور الركاب المنعكسة خلف زجاج النوافذ .. صفحات الجرائد المرتجة مع تسارع القطار .. جبال .. سهول .. أشجار وأنهار .. أكوام من عشب أصفر قديم .. خلاء عارم ملئ بالضوء .. مسافات لا متناهية من الحلم ومن الحياة.
ركام وجوه واماكن تمضحل صورها شيئا فشيئا من سقف الغرفة .. تتباعد .. ويغيب شريط من الذكريات أخترق الجدران .. الذاكرة .. بعيدا عن عالمها .. حتى تلاشى.
(نص قديم كتبته قبل أربع سنوات ونشرته في مكان ما .. اعادني إليه اليوم نوستالجيا قطار عبّر الذاكرة).