Archive for the ‘شرفة الهذيان’ Category

حصار

Posted on 2008 05, 17 by Suad

 

تحتاج صديقا مخلصا كي تعرف المدينة

لكنك بحاجة للتجول فيها وحيدا كي تحسّها

(إبراهيم نصر الله)

 

تدرك انك محاصر فيها حينما

تفقد الإحساس بطعم انتصاراتك الصغيرة

تمعّن في التحديق فتتناهي التفاصيل في الصغر

تصبح وجوههم مجرد فقاعات خاوية

وعيونهم خارطة طريق لمُدنك المعتمة

(هذيان الحروف)

 

Share

رتابة

Posted on 2008 04, 20 by Suad

 لطالما تمنيت ان أغيب عن الوعي لبضعة أيام فلا أسمع شيئا عن ما يقال أو يحدث هنا.  جربت كثيرا أن أختلق غيبوتي الخاصة، ان أتخلى عن طقوسي المعتادة .. أغلقت هاتفي النقال .. أمتنعت عن قراءة الصحف ومتابعة الأخبار .. بقيت مختبأة تحت الاغطية لا أنا نائمة ولا أنا مستيقظة أحدق في الفراغ .. أفتش لنفسي عن صباح مختلف ولكن جميع محاولاتي لإقصاء نفسي عن محيطي وعن العالم عادة ما تبوء بالفشل كهذا الصباح.

أفتح الستائر وأبحث عن هاتفي النقال، أضغط زر التشغيل لتدب الروح في أوصال هاتفي الميت فتتلاحق نغمات رسائل لا تمت لي بصلة .. مُسوقين وعروض شركات اتصالات لا تهمني  .. رسائل صارت جزءا من برنامج الرتابة اليومي الذي أحاول الهرب منه ولكنه يصر على مطاردتي حتى عبر الهاتف ..  أقرأ المتبقي من الرسائل النصية وأفكر بيني وبين نفسي بأنه ربما علىّ أن أقتنع بأن للصمت فوائده في بعض الاحيان .. فلا ترقب ولا إنتظار ولا تفكير بما يمكن أن يحمله اليك مضمون رسالة أو مكالمة .. لا تأويل .. لاتردد .. لا أعذار ..ان تعيش في جهل مطبق أفضل بكثير من أن يفترسك إنتظار ما لا يحدث أو حدوث مالم تنتظر.

 ورغم الوعود التي أقطعها على نفسي كل ليلة بعدم الاقتراب من جهاز الحاسب المحمول أظل أسيرة هذه الشاشة والجولة اليومية لحساباتي البريدية المتعددة .. قنوات الاخبار .. مدونات .. كتب .. مقطوعة موسيقية أعيد سماعها عشرات المرات ولا أمّل.

أنتبه إلى أنني قد دخلت مجددا دائرة الرتابة المعتادة فأحاول الخلاص واستدراك ما تبقى من الوقت .. أغير ملابسي وأتوجه الى مكاني المفضل حيث أكتفي بإحتساء القهوة ومراقبة المارة عبر النوافذ الزجاجية .. أكتشفت ان ليس الكبار وحدهم مثقلين بهموم الحياة فحتى الأطفال لم تعد تضئ وجوهم تلك الابتسامة التي كنا نألف.

أمشى الى سيارتي فألمح الحاج علي الذي يقترب مني مسرعا .. يمد يده مصافحا .. يمطرني كعادته بدعواته الطيبة، الحنونة كقلب أمي.  في طريق العودة إلى المنزل أفكر في فيلم عداء الطائرة الورقية .. أتوقف عند أحد المحال لشراء بعض الاسطوانات والفيلم الذي انتظرته طويلا.

أصل إلى المنزل .. أتسمر أمام الشاشة … يبدأ الفيلم .. يطّل حسن لدقائق ويختفي قبل بدء النصف الثاني من الفيلم .. حسن هو بطل الفيلم في نظري .. الفيلم الذي كان أشبه بومضة خاطفة لرواية ساحرة عشت كل تفاصيلها .. نقمت على المخرج .. نقمت على أمير فحتى نهاية الفيلم لم أستطع ان ألتمس له الاعذار لغدره بصديقه حسن بدم بارد.  

قضيت بقية النهار في ترتيب الفوضي التي أحدثتها خلال الاسبوع الماضي والتي سأعيد ترتيبها حتما نهاية الاسبوع المقبل فهذا ما جرت عليه العادة كل أسبوع!

لا أعرف متى حل الظلام وكيف أقتربت عقارب الساعة من الساعة الثانية بعد منتصف الليل  .. اطفأت الانوار وأبقيت ضوء الاباجورة مضاء .. غرقت في أحلامي مع كتاب وموسيقى هادئة ولكن الاحساس بالرتابة والضيق بقيا مسيطران علىّ فلم يغمض لي جفن حتى الساعة الثالثة صباحا .. نهضت من السرير .. كتبت هذا البوست وعدت لأحاول النوم من جديد. تصبحون على خير. 

Share

« Older EntriesNewer Entries »