أوان
في لهفة انتظار الناس للعيد وبحثهم عن الملابس الجديدة وقفت اتأمل تفاصيل معطف شتوي طويل حينما باغتتني بتعليقها: “مازال الوقت مبكرا على الشتاء .. لم يحن الاوان بعد”.
أردت ان أقول لها بأن “أوان” الاشياء يحين حينما نشعر بها فقط .. أردت ان أقول اشياء كثيرة ولكني ألتزمت الصمت ومضت هي بابتسامتها الساخرة.
منطق
– يقول الطبيب ان جنس الجنين ذكر، ماذا عساي ان أفعل بكل هذه الملابس والاغطية الموشاة باللون الزهري؟
– …………….
– أعرف بأن التصاق اللون الزهري بالأنوثة أمر لايستند لحجج منطقية ولكني سأغيرها درءا لأي التباس في جنس المولود.
– ؟؟
– أعلم انني تفوهت للتو بأجابة أخرى غير منطقية. لايهم .. سأغيرها فحسب.
اكتشاف
بعض الاحلام والامنيات تفقد صلاحيتها حينما تأتي متأخرة. الامنيات المنتهية الصلاحية تكشف لنا كم كنا نتعلق ونحتفظ باشياء لانحتاجها او نرغب بها كما كنا نتخيل.
كل الاسماء
في رواية “كل الأسماء” للكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو يقوم راعي غنم بتبديل اسماء الموتى، تختلط الاكفان في المقبرة ويتحول الموت الى ارقام. يسأل دون خوسيه الراعي “هل تعني ان هذا الرقم خاطئ؟” فيقول الراعي: “الرقم هو رقم، والرقم لايخدع ابداً، فإذا مارفعوا الرقم من هنا ووضعوه في مكان آخر، حتى لو كان في آخر العالم، فسوف يبقى الرقم نفسه”
“للموت قدسيته، القدسية هي للحياة ايضا ايها السيد الكاتب، أو هذا مايقال على الأقل، ولكن لابد ان يكون هناك بأسم الوقار حد أدنى من الاحترام للموتى فالناس يأتون هنا لتذكر اقربائهم واصدقائهم، ليتأملوا او ليتلو الصلوات، ليضعوا ازهاراً او ليبكوا أمام اسم عزيز، وها أنت ترى انه بسبب خبث راعي أغنام يكون اسم المدفون الحقيقي مختلفا والرفات الموقر ليس للشخص المفترض ويتحول الموت هكذا الى مهزلة، لا أظن ان هناك احتراما أكبر من البكاء على شخص لانعرفه ..”
“هل كنت صديقا او قريبا لمن جئت تزورها، بل أنني لم أكن أعرفها، وأنت تبحث عنها مع ذلك، كنت أبحث عنها لأني لاأعرفها، أرأيت كيف أنني كنت على حق حينما قلت لك أنه ليس هناك أحترام أكبر من البكاء على شخص لم تتعرف عليه”.
يقول الكاتب ابراهيم نصرالله
بجناحيه
يستطيع الطائر أن يٌحلَق بعيدا
والفراشة أيضا
ولقد حلقت بروح الفراشة وعشت حياتها في عدة مراحل من حياتي الا انني صرت اليوم مستعدة للتخلى عن أجنحتها لأني لم أعد قادرة على تحمل عبء الفراشة.
اليوم قررت ان أقول وداعا للفراشة وأهلا بالضوء ..
كان من المقرر ان أدشن هذا الموقع وأكشف عن هويتي الحقيقة في أكتوبر الماضي الا ان الظروف شاءت ان تبقى الاحلام المؤجلة مؤجلة لحين الانتهاء من دراستي الجامعية فبدأت قبل ايام قليلة فقط في تفعيل حساب الموقع الذي كنت قد حجزته منذ العام الماضي. الا أنني تخليت عن فكرة الموقع الشامل لأني لم أجد مبررات كافية للتوسع في موقع أكبر فكل ما أتطلع اليه من خلال الموقع الجديد هو المرونة والتجديد دون الالتفات إلى تفاصيل أخرى تبعدني عن الهدف الاساسي وهو الكتابة، لذلك قررت ان أبُقى على طابع وهوية المدونة لأن هذا هو ما أنا عليه بالفعل ولست بحاجة لتقمص دور الصحفي أو المذيع أو القيام بالدورين معا فلدينا مايكفي من الصحفيين والمذيعين على أية حال.
من العوائق التي واجهتني اثناء انشاء هذا الموقع هو الجوانب التقنية التي كما ذكرت في تدوينة سابقة لست متمكنة منها، ولولا المساعدة التي حظيت بها من قبل المدون حمد والأخ محمد المحرقي لأستغرق الموضوع اسابيع طويلة وانا عاجزة عن الشكر لكلاهما لما بذلاه من وقت وجهد لإنجاز هذا الموقع بالصورة التي كنت اتطلع اليها.
الآن وبعد ان مررت بتجربة الانتقال الى موقع خاص وما صاحب ذلك من تعقيدات أعتقد بأن فكرة الاكتفاء بإنشاء مدونة كانت فكرة سديدة (على الاقل بالنسبة لي) فالقالب الذي أخترته بعد بحث طويل لم يكن مصمما لمن يجهلون برمجة الـ PHP و CSS خصوصا وان بعض الرموز المدرجة في القالب لم يتم كتابتها وتنسيقها بشكل جيد فضلا عن عدم توافقها مع الحروف العربية التي تبدأ من اليمين الى اليسار.
اما المشكلة الأخرى فقد كانت في إختيار أسم النطاق او ما يٌعرف بالدومين للمدونة الجديدة، فدومين هذيان لم يكن متوفرا والموضوع ذاته تكرر مع أسمي الأول ولعدم توفر الخيارات كان على الإختيار بين Suad.ws و Suad.me فأخترت الثاني لسهولة تذكره.
حاولت على مدى الايام الماضية إضافة وتعديل ما يمكن اضافته وتعديله على القالب الجديد الا أنني لم أطق صبرا على الانقطاع ومفارقة المدونة لمدة أطول فآثرت العودة بما تبقى من هذيان فارق عالم الفراشات.