Archive for the ‘حروف بحرينية’ Category

وزارة العمل تتكفل بحماية خصوصية المرأة البحرينية

Posted on 2007 08, 14 by Suad

تفاجأني القوانين العشوائية والمتخبطة التي تطل علينا بها وزارة العمل في الصحف المحلية بين الحين والآخر وتفاجأني أكثر التصريحات التي يطلقها وزير العمل مجيد العلوي، ليس لافتقادها الى الموضوعية والدراسة والمنطق فحسب بل لأنها في كل مرة تحاول ايجاد ذريعة أو كبش فداء.  فالبطالة سببها تقاعس الشباب البحريني وأخفاق المشروع الوطني للتوظيف والعثور على طلبات ومستندات المسجلين فيه بكل ما تحتوي من بيانات وصور يفترض فيها الخصوصية والسرية في حاوية للقمامة كان بسبب أهمال سائق الشركة المتعهدة وموظفين حكوميين آخريناما قرار إلزام محلات الخياطة النسائية بتوظيف سيدات فيأتي حماية للمرأة البحرينية والحفاظ على خصوصيتها وخصوصية المجتمع البحريني والاهم ان هذا  القرار جاء تلبية لرغبة مجلس النواب، والذي تقدمت به كتلة المستقبل وإذا عُرف السبب بطل العجب فعلا.

ويبدو ان الكثير من القرارات المماثلة آتية في الطريق لا محالة ما دام الوزراء وغيرهم من المسئولين الذي يفترض أنهم بحكم مركزهم الوظيفي وخبرتهم ان يكونوا في موقع أفضل للحكم على الامور وقبول أو رفض الاقتراحات التي يتقدم بها مجلس النواب وغيرهم من الكتل السياسية قد تركوا زمام الامور لمن يرغب في سن القوانين التي يريد كل حسب مصلحته اما مصلحة الآخرين وتأثير هذه القرارات عليهم وعلى حياتهم ومصدر رزقهم فليس بالشئ المهم.

ليس لدى اعتراض خصوصا كوني امرأة بحرينية ان يتم توظيف سيدات في محلات الخياطة النسائية للتعامل مع مسألة القياس وغيرها منعا للحرج ولكنني لا ارى ضرورة لسن قانون والزام اصحاب محلات الخياطة بتوظيف سيدة للقيام فقط بهذه المهمةفقد فقدت محلات الخياطة الكثير من بريقها وزبائنها منذ ان انتشرت محلات الالبسة الجاهزة خصوصا الرخيصة منها بحيث أصبحت تضاهي في اسعارها وجودتها تلك التي يتم تفصيلها في محلات الخياطة.

كما ان معظم السيدات اللاتي لازلن يترددن على محلات الخياطة يقمن بأخذ مقاساتهن بأنفسهن أو في أكثر الحالات يأخذن معهن أي قطعة تم تنفيذها سابقا ومقاساتها مضبوطة ليقوم الخياط بأخذ المقاسات ذاتهاواذا أفترضنا ان هناك محل خياطة جميع العاملين فيه من الرجال فليس من الحكمة ولا العدل ان نلزم صاحبه بتوظيف أمرأة مهمتها فقط أخذ القياس خصوصا اذا كان هذا المحل يعاني من الكساد وشح الزبائن.

ذكرني ذلك بقرار تم اتخاذه في السبعينات او الثمانينات لست أكيدة من ذلك حينما كانت صالونات التجميل النسائية في البحرين في أوج توهجها وعزها وكان العاملون فيها رجال ونساء من مختلف الجنسيات حتى جاء القرار الذي قضى بمنع الرجال من العمل في صالونات الحلاقة النسائية ففقدت الكثير من هذه المحلات زبائنهاهذا القرار شمل المحلات الصغيرة فقط اما تلك الموجودة في الفنادق التي تجنى الآلآف بل الملايين من زبائنها ومعظمهم على فكرة من الجنسية البحرينية فلا زال يديرها ويعمل فيها رجال حتى يومنا هذا. غالبية هؤلاء من اصحاب الجنسية اللبنانية وهم يسيطرون على جميع صالونات الحلاقة النسائية التابعة لفنادق الخمس نجوم، نفس الادارة والمستأجرين منذ أكثر من ثلاثين عام حتى ان البعض منهم والعهدة على الراوي قد حصل على الجنسية البحرينية.

اذكر انه في زيارة لي للبنان أخبرني أحد مصففي الشعر هناك بأن إدارة محلهم حاولت مرارا وتكرارا أفتتاح فرع لها في البحرين ولكن طبقا لكلامه فأن صالونات التجميل الكبرى في فنادق البحرين يحتكرها مجموعة معينة من مصففي الشعر اللبنانيين ممن يحصلون على مساندة من متنفذين بحرينيين يمنعون غيرهم من دخول المنطقة منعا للمنافسة والاستحواذ على السوق.

الموضوع نفسه تكرر حينما الزمت وزارة العمل الصالونات قبل سنوات ببحرنة خمسين في المائة من العاملات وتركت اصحابها يواجهون ما يواجهون من مشاكل بسبب عدم خبرة بعض العاملات البحرينيات أو تسربهن من العمل بينما تغاضت عن صالونات الفنادق التي لازالت توظف من تشاء من الجنسيات.

الموضوع إذا لا علاقة له بحماية المرأة البحرينية ولا بخصوصية المجتمع البحريني ولن نجنى منه شئ  سوى المزيد من الاضرار بمصالح الناس وارزاقها في ظل وجود الوساطات والاستثناءات وقوانين لا تُطبق الا على عيال الفقارة.

Share

يوم في محمية العرين

Posted on 2007 08, 04 by Suad

تلقيت في الماضي عدة دعوات لزيارة محمية العرين الواقعة في منطقة الصخير كان أحدها من الدكتور اسماعيل المدني المدير العام، نائب الرئيس لشئون البيئة والحياة الفطرية الا انني كنت أرجأ الزيارة على أمل ان اتمكن في يوم ما من زيارة هذا المكان بشكل متأن يسمح لي بالاطلاع على التطورات والاضافات التي طرأت على المحمية منذ انشاءها في عام 1967.

والحق يقال بأنني خلال الزيارة التي قمت بها يوم أمس سمعت الكثير من الاشادة والثناء على جهود الدكتور اسماعيل المدني من قبل العاملين في المحمية بما في ذلك رجال الامن وتحدث العديد منهم عن التغييرات التي أحدثها الدكتور المدني على المحمية مما جعل منها مقصدا سياحيا ممتعا للوافدين والمواطنين.

تشتمل المحمية التي تمتد على مساحة تبلغ الثمانية كيلومترات على بحيرتين اصطناعيتين لتربية الطيور المائية وهي حقيقة من أجمل المواقع التي زرتها في المحمية بالاضافة الى عيادة خاصة لمعالجة الصقور ثم هناك المحمية الاساسية التي تحتضن العديد من الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض والتي تم جلبها من مواطنها الاصلية في الجزيرة العربية وافريقيا وآسيا كالنعام والنحام والغزلان بأنواعها المختلفة والزراف والماعز والارانب فضلا عن الحيوانات الزاحفة الآخرى.  بعض هذه الحيوانات والطيور تم وضعها في مناطق مسيجة بينما تُرك بعضها الآخر حرا طليقا الا ان الشئ الوحيد الذي يُعيب المحمية هو نقص النباتات والاشجار فقد بدت المنطقة صحراوية وجافة بعض الشئ الا أن أحد الاخوة العاملين في المحمية قد أرجع السبب الى نوعية التربة وجو البحرين الشديد الحرارة بالاضافة إلى قلة هطول الامطار الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان ان تصمد اى نباتات في ظل هذه الظروف الجوية السيئة كما ان بعض الحيوانات الطليقة تقوم بألتهام هذه النباتات قبل نموها.

حتى لحظة زيارتي لم يكن هناك اى نوع من الحيوانات المفترسة الا انه حسب ما أخبرني به العاملين بالمحمية سيكون هناك البعض منها خلال الاشهر القليلة القادمة مثل الاسود والنمور وغيرها وهناك نية لجلب المزيد في المستقبل.

أما عيادة الصقور فلا يسمح عادة للزوار بدخولها الا انه يبدو انها ذائعة الصيت بفضل وجود عدد لا بأس به من الاطباء البيطريين البحرينيين المتخصصين والذي يقومون بتوفير العديد من الخدمات الطبية من تجبير وغيرها لدرجة شعرت معها ان هذا الطائر المدلل قد أصبح ينافس الانسان في العمليات الجراحية والتجميلية التي تجرى له.  لذلك يتكبد العديد من أخواننا الخليجيين عناء السفر والمسافة لجلب طيورهم لهذه العيادة عند الحاجة وهذه معلومة لم أكن أعرف عنها من قبل اذ لم أكن ادرك اساسا ان المحمية تشتمل على عيادة خاصة بالصقور.

في الجانب الخلفي من المحمية وعلى الطريق الغير معبد لفت انتباهي مساحات شاسعة قاحلة تستطيع ان تلمح بوضوح ومن بعيد ملامح لمشاريع عمرانية وسياحية بعضها في طور الانشاء والبعض الآخر على وشك الاستكمال.  المشروع الاكثر بروزا كان الحديقة المائية والتي أطلق عليها جنة دلمون المفقودة والتي كلف انشاءها خمسة عشرة مليون دولار وطبقا للاخبار التي نشرتها الصحف المحلية مؤخرا وأكده الموقع الالكتروني للمشروع فأن هذه الحديقة سيتم أفتتاحها خلال شهر أغسطس الحالي.

من لم يزر منكم محمية العرين انصحه بالزيارة ولكن ربما بعد انقضاء شهري اغسطس وسبتمبر فقد كانت حرارة الطقس هي الشئ الوحيد الذي نغص على متعة الزيارة ومنعني من التقاط المزيد من  الصور التي تجدون بعضها منشورا مع هذا المقال.

Share

« Older EntriesNewer Entries »