Archive for the ‘حروف بحرينية’ Category

حينما تصبح القدرة على الابكاء مهنة

Posted on 2007 08, 29 by Suad

كنت قد قطعت على نفسي عهدا منذ ان بدأت هذه المدونة أن ابتعد عن أمرين، المواضيع السياسية والدينيةوالاسباب عدة أولها أنني كما قلت أمقت السياسة وكل ما يتصل بها حتى انني وصلت لقناعة مفادها ان اي شخص يتبوأ منصبا سياسيا أو يخوض في غمار السياسة لابد له ان يقع في النهاية في العديد من الشراك أولها النفاق والكذب وثانيها وليس آخرها التنازل عن بعض مبادئه وقيمّه في الحياة.

الأمر الآخر أنني لا أحبذ الدخول في متاهات الأمور المثيرة للجدل ولا الانجراف لنقاشات عقيمة لا تؤدى الى فائدة أو نهاية مجدية وموضوع الدين والمذاهب برأيي يقع ضمن نطاق هذه الحلقة المفرغة التي أتجنب عادة الدخول فيها.

كما أنني لست سياسية محنكة ولا ملمة الالمام التام بالامور الدينية لذلك لا أحبذ ان اتخذ من الافتاء مهنة لي كما هي بالنسبة للبعض ورحم الله أمرءا عرف قدر نفسه، على ان هناك الكثير من الامور التي تستفزني في بعض الاحيان، لا لشئ الا لأنني غيورة على عروبتي وعلى ديني وأحيانا أشعر بالغضب والاستياء حينما نُفسر ونُتهم بأمور ليست منا ولا من ديننا، أمور يقترفها البعض ولكن يتم تعميمها على شعوب وديانة بأكملها.

وقبل ان ينبري البعض لمهاجمتي أحب أن اوضح أنني لست ضد أى مذهب أو دين وأحترم جميع المذاهب والاديان كما أنني وبحكم البيئة التي نشأت فيها لست منحازة لأى طرف سواء كان من الشيعة أو السنة فللمذهبين من وجهة نظري هفواتهما ومواطن ضعفهما وقوتهما ولذلك حينما أتُهم من قبل البعض بأنه لا مذهب لي فأني أعتبر ذلك نوع من الاطراء وبالتالي لا أشعر بأي نوع من الانزعاج.

قد تتسائلون عن سبب هذه المقدمة الطويلة العريضة ، بأختصار هذا الفيديو أعاد لذاكرتي حوار دار بيني وبين شقيقتي الكبرى قبل عدة أعوام حينما سمعت حوار دار بين شخصين اتضح فيما بعد انهما يقرءان أو ينشدان بعض المرثيات في المآتم الحسينية وكيف أن أحدهما كان يفاخر للآخر بل يعلن عن تحديه له عن قدرته على ابكاء الحاضرين ليذرفوا الدموع بغزارة ويتحول المأتم الى مناحة جماعية من التباكي ولطم الصدور.

اليوم لم تعد اللغة العربية كافية لاستنزاف الدموع فتم اللجوء الى اللغة الانجليزية كما ترون في هذا الفيديو ولست أدرى هل الغاية هو اضفاء سبغة من العصرية على الموضوع أو استجداء دموع الغير ناطقين باللغة العربية.

كما ذكرت سابقا هذه التدوينة ليست ذات اهداف طائفية أو مذهبية ولكن كما ذكر أحد المعلقين على الفيديو بأن العزف على مشاعر الآخرين واستدرار دموعهم أصبحت مهنة لأجل التكسب وملأ جيوب البعض و بأننا غارقين حتى آذاننا في مذاهبنا بحيث أعمت بصيرتنا عن كوارث الحاضر، كوارث يدفع ثمنها أطفال وشيوخ في شتى بقاع وطننا العربي بينما نتباكى نحن على كوارث الماضي.

Share

فنتازيا شعرية

Posted on 2007 08, 17 by Suad

قبل عدة شهور سنحت لي الفرصة لحضور أمسية شعرية كان ضيفاها شاعران بحرينيان، سمعت عن أحدهما الشئ القليل اما الآخر فكانت هي المرة الأولى التي أستمع فيها الى قصائدهولأن معظم الحاضرين كانوا من الاجانب والغير ناطقين باللغة العربية فقد تمت ترجمة القصائد الى اللغة الانجليزية اما الالقاء فكان باللغتين العربية والانجليزية.

بدأت الامسية بقصائد للشاعر الأول والتي كنت قد أطلعت على بعضها من خلال موقعه الالكتروني وكان كل شئ يسير على ما يرام حتى جاء دور الشاعر الثاني، موضوع القصيدة كان عن يوم قضاه الشاعر على شاطئ البحر في أحدى الدول الاوروبية وبدأت القصيدة بوصف لغروب الشمس ليتحول مجراها دون سابق انذار إلى أحدى الحسناوات المستلقيات على الشاطئ والتي يبدو انها قد أفقدت الشاعر صوابه فأمعن في التغزل في حسنها وجمالها ولم يترك اى تفاصيل تخص لباس البحر الذي ترتديه ، لونه وشكله وغيرها من التفاصيل الا وأسهب في وصفها، ولست أدرى ما نوع المشاعر التي أنتابتني حينها فقد علت وجهي حمرة اختلطت بضحكة مكتومة خفت ان تصدر مني على غفلة فأضع نفسي والشاعر في موقف لا نحسد عليه ..  ثم طرأت لي فكرة العبث بهاتفي الخليوي مدعية استلام مكالمة لأخرج على عجل من المكانلم يكن الحرج أو الابتذال فقط هو السبب الذي دفع بي الى الخارج فركاكة لغة ومضمون القصيدة التي لا ترقى حتى لمستوى شاعر مبتدأ فضلا عن طريقة الالقاء المضحكة التي كانت أشبه بأداء ممثل سئ في مسرحية فاشلة كان سبب أكثر من كاف بالنسبة لي لأقرر الفرار من هذه الامسية الشعرية المزعومة.

المفاجأة  انني اكتشفت فيما بعد ان الشاعر الذي لم أكن قد سمعت عنه من قبل يعد احد الشعراء البحرينين المعروفين ممن صدر لهم أكثر من كتاب وديوان شعري.

هو نفس الشاعر الذي يقول في مقابلة له قرأتها على أحد المواقع الالكترونية بأن قصائده نوع من الفنتازيا الشعرية وبأن قصيدته القادمة ستكون عن نوع من القوارض سمع صوته في غرفة نومه في ليلة من الصمت المطبق فحدد مكان تواجده و تبين أنه لا طعام أو بقايا له في المكان فأشفق عليه، وبدأ في التحري عنه إن كان ثعباناً أو فأراً أو صرصاراً فقط لأجل العناية به أو الإفراج عنه إن كان مزنوقاً. وعندما فشل وهو أخلد للصمت بدأت محنته أي الشاعر لأنه إذا تصرف الفأر أو الصرصار دون درايته في وقت هو يحدده فقد يرتكب حماقة بحقلا أعلم فعلا أي نوع من الشعر او الفنتازيا الشعرية تلك التي يتحدث عنها ولا أعرف كذلك سر ولع الشعراء البحرينيين بالقوارض والصراصير فقد سبق وان قرأت قصيدة مماثلة واتحفظ هنا على كلمة قصيدة وأضع تحتها ألف خط لشاعرة بحرينية تتحدث فيها عن تجربتها مع صرصار فاجأها ليلاً.

في كل الحالات فهناك خلل ما .. أما انها فعلا فنتازيا شعرية أو ان المشكلة تكمن فيني لأنني لا أستطيع تذوق الشعر البحريني المعاصر!

Share

« Older EntriesNewer Entries »