نداء الاسلام
لا أعرف لماذا ما ان يعبر أحد عندنا عن استيائه من صوت مؤذن ما الا وتلقى نظرات الاستنكار والتقريع والحث على التماس العفو والمغفرة من الله وكأنه قد أرتكب أثماً شنيعاً
هل العبرة هو اذان والسلام أياً كان الصوت وأياً كانت مخارج الالفاظ لدى المؤذن، حقيقة لا أفهم لماذا نسئ أختيار المؤذنين ونستنكر انتقادهم في حين ننتقد المذيعين والمطربين والممثلين حينما ينطقون العربية بشكل غير سليم
في المنطقة التي أقطن بها يقع مسجد صغير محاذ لمنزلي ولا أذكر أنني سمعت ولو مرة واحدة صوت مؤذن جيد رغم تغيير المؤذنين بين حين وآخر حتى ايام قليلة مضت حينما أرتفع صوت الاذان لصلاة المغرب، خلت أنني أسمع الاذان للمرة الأولى في حياتي. سمعت الصوت ذاته مجدداً في صلاة التراويح يتلو القرآن بصوت خاشع رخيم، ساعات قليلة وأصبح الجميع يتسائل عن مصدر هذا الصوت الجميل فقيل لنا بأنه شاب عراقي حضر للبحرين في زيارة قصيرة ، منذ ذلك اليوم أصبح المسجد يمتلئ عن آخره بالمصلين فقد أصبح البعض يأتي من مناطق أخرى بعيدة خصيصا للصلاة في هذا المسجد بعد عن سمعوا عن تلاوة هذا الشاب
في كل فجر وفي كل موعد صلاة تختلط أصوات عشرات المؤذنين في أحياء البحرين لآسيويين لا يجيدون اللغة العربية ولا تعنى لديهم مخارج الحروف العربية شيئاً، بعض هذه الاصوات غير مؤهلة لهذه المهمة التي يبدو انها قد تُركت لكل من هب ودب دون الأخذ بأية معايير أو حتى حد أدنى من مقومات اللغة والصوت. الأمر نفسه ينطبق على بعض شيوخ الدين الذين يأمون الناس للصلاة، اذ يختلف الأمر كثيرا بين مجرد امام يصلى الناس خلفه وبين امام يستطيع ان يستحضر بصفاء وحلاوة صوته الخشوع بداخلك دون ان يشت تفكيرك بعيدا هنا وهناك
الأذان أول نداء في الاسلام أختار له الرسول عليه الصلاة والسلام بلال الحبشي لحلاوة صوته ، وتأثير صوت المؤذن أو القارئ يتجاوز المسلمين الى غيرهم من الديانات الأخرى. في دول كثيرة من العالم تتفرد المساجد بصوت مؤذنيها ولا أعلم لماذا عندنا فقط نعامل الاذان بهذا المستوى من الاهمال