Archive for the ‘نوافذ واحداث’ Category

حينما اجتمعت القلوب على حب فلسطين

Posted on 2008 03, 18 by Suad

لم تكن أمسية جورج غالاوي ولا أمسية لإحياء ذكرى وطن يأن تحت وطأة الاحتلال .. ليلة أمس كانت ليلة أجتمعت فيها القلوب على حب فلسطين .. جهد فريق متكامل من التنظيم للتنسيق للحضور الذي تفاعل بحماس وعواطف جياشة تجاه أخوانه في فلسطين فلم يألو جهدا في تقديم ما يستطيع من أجل انجاح هذه الامسية.  ليلة أمس لمست ألفة لا حدود لها بين أفراد فريق عمل واحد بعضهم لا يعرف البعض الآخر وربما ألتقاه للمرة الأولى ومع ذلك كان هناك ذلك التجانس المذهل بين الجميع.

ومن بلاط صاحبة الجلالة الصحافة للترجمة للتقديم للشباب الذين أصطفوا عند البوابة الرئيسية لاستقبال ومساعدة المدعوين للوصول الى مقاعدهم للفتيات والفتيان المتطوعين في جمعية مناصرة فلسطين للفنانين البحرينيين الذي قدموا أعمالهم لبيعها في المزاد الخيري، للحضور الذي تبرع بسخاء بالآف الدنانير لدعم القضية الفلسطينية، لأناس كثيرين تجشموا عناء السفر من العاصمة البريطانية للبحرين لا لشئ سوى للمشاركة في هذا العشاء الخيري لأجل فلسطين. كل هؤلاء أثلجوا صدري .. كل هؤلاء جعلوني أشعر بإن الأنسانية ما زالت بألف خير وبإني أخطأت، أخطأت كثيرا حينما تخيلت ان القلة القليلة من البحرينيين الذين تخلوا عن القضية الفلسطينية يمثلون كل الشعب البحريني.

ليلة أمس أختلطت كلمات جورج غالاوي بدموع الحاضرين .. بصوت فيروز وهي تشدو بصوتها الملائكي لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي .. بالكوفية الفلسطينية التي كانت تزين أعناق الحاضرين من العرب والاجانب. ليلة أمس بكيت فرحا وبكيت تأثرا .. ليلة أمس قلت لجورج غالاوي وانا ألبسه الكوفية الفلسطينية بإن لي الشرف أن ألتقى بأنسان يتحلى بكل هذه الشجاعة وبكل هذا الاصرار وبأن كلماته لامست وجداننا وأثبتت ان قلوبنا ما زالت تنبض بحب فلسطين وبأن مشاعرنا وضمائرنا لم تحتضر بعد.

ليلة أمس أسرني ذلك الحزن والتأثر البادي على وجوه الحضور خصوصا اولئك الذين كانوا يستعينون بإجهزة الترجمة ولا عجب فالترجمة كانت صادرة من أحمد الترك .. فلسطيني آخر يقيم في العاصمة البريطانية وأذكر أني قلت لأحمد الذي ألتقيته في اللحظات الأخيرة قبل ان اغادر فندق الكراون بلازا ان ترجمته نقلت لنا أحساسه وليس صوته فقط لدرجة أننا شعرنا للحظات بصوته المتحشرج خلف الميكروفون وهو يردد خلف جورج حديثه حول مآسي غزة وجنين.


ليلة أمس كانت ليلة رائعة بكل معنى الكلمة كان حصيلتها ان جمعية مناصرة فلسطين تمكنت من جمع أكثر من مائة وأربعون ألف دينار بين مدخول تذاكر الدخول والمزاد الخيري عدا التبرعات النقدية التي قدمها الحاضرون في نهاية الحفل ستخصص بالكامل لشراء أجهزة طبية للمستشفيات الفلسطينية. وقد تميزت الاعمال الفنية البحرينية التي تبرعت بها جمعية البحرين للفنون التشكيلية بأسم عباس الموسوي، وعمر راشد ونائلة الوعري وبلقيس فخرو وغيرهم فبيعت لوحتان منها بستة الآف دينار للوحة كان أحداها للفنانة هائلة الوعري واللوحة تمثل المسجد الاقصى، اما ريع المزاد الأكبر فقد جاء من نسخة موقعة بخط جورج غالاوي من كتابه عن فيدل كاسترو بُيع بمبلغ عشرة الآف دينار.


وهذه بعض المقتطفات التي انتقيتها من كلمة جورج غالاوي في العشاء الخيري الذي نظمته جمعية مناصرة فلسطين والتي قمت بترجمتها للغة العربية:

لقد اتيت مباشرة من البرلمان البريطاني، المكان الذي انبثقت منه العديد من الجرائم ضد العرب وحول العالم والمكان الذي كان في مرحلة ما قلب ومصدر المشاريع الاجرامية واتمنى ان لا يكون السفير البريطاني حاضرا معنا هذا المساء ليسمع هذا!”.

انها لجريمة فريدة من نوعها حتى في أوج قوة الامبراطورية البريطانية لأنها كانت المرة الوحيدة التي يعطي فيها شخصا نيابة عن شعب وعدا لشعب آخر نيابة عن شعب ثان بمنح أرض يملكها شعب ثالث. لقد تم مسح فلسطين من الخريطة بينما يتردد في كل مناسبة بإن الرئيس الإيراني يهدد بمسح اسرائيل من الخريطة وفي الحقيقة انه لم يفعل ذلك كما يردد البروفيسورات في طوكيو وتل أبيب لان ايران ليس لديها القدرة على مسح اسرائيل من الخريطة ولكن اسرائيل لديها القدرة على فعل ذلك والدولة الوحيدة التي مسحت من على الخريطة حتى الآن هي دولة فلسطين”.

حتى الآن واذا كان أحدكم يستمع لبرنامجي الاذاعي على الانترنت في الساعة العاشرة بتوقيت لندن مساء كل جمعة وسبت فإن هناك من الصهاينة ممن يتصلون بي اثناء الحلقة للمجادلة بإنه لم يكن هناك من مكان أو بلد أسمه فلسطين على الرغم من ان في بيوت البرلمان البريطاني هناك لوحة معلقة لرجل يسمى نفسه ريتشارد ديلان هوارد من الحروب الصليبية في العام 1189 لاسترداد القدس وعلى اللوحة كتب عنوان غادر ريتشارد ديلان هوارد في حملة الحروب الصليبية على فلسطين ومع ذلك ما زال الصهاينة ينكرون ويروجون لدعاياتهم واكاذيبهم بانه لم يكن لدولة فلسطين كيان او وجود”.

في مدينة سكوتلندية صغيرة يبلغ عدد سكانها 180 الفا حيث لم ألتق في حياتي بعربي أو مسلم  قابلت ذلك الشاب. كنت حينها في الحادية والعشرون من العمر، ناشطا سياسيا في الحزب العمالي. كنت وحيدا في المكتب ومنشغلا حينما رن جرس الباب فلم أجيب واسترسلت في عملي ولكن حينما ألح الطارق فتحت الباب لأجده واقفا هناك. طالب عربي يافع  بدا شبيها بالممثل عمر الشريف فكل العرب في نظري حينها كانوا يشبهون عمر الشريف وقد طلب مني التحدث للقادة في الحزب عن فلسطين فقلت له ان بإمكانه ان يخبرني بما يريد وبدوري سأوصل لهم رسالته. ولمدة تزيد عن ساعتين حدثني الشاب عن الجرائم التي أُرتكبت بحق الشعب الفلسطيني وعن معاناتهم، كان ذلك في العام 1975 وبإنتهاء الساعتين كنت قد أنضممت لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية التي ما زلت عضوا فيها حتى هذه اللحظة، ثم زرت بعدها لبنان حيث يعيش أكثر من مائة ألف فلسطيني لاجئ في المخيمات.  كنت في الحادية والعشرين من عمري ولكني في تلك السن الصغيرة قابلت قادة كبار مثل ياسر عرفات ثم قابلت ابو جهاد وابو اياد وجورج حبش وغيرهم. أصبحت بعدها مهتما أكثر بالقضية الفلسطينية لدرجة انني عشت أحدى عشر شهرا في منطقة الفاكهاني بعد رحيل أصحابي الذين مكثوا هناك لمدة أسبوعين فقط”.

حينما أصبحت ناشطا منتظما لحزب العمال في سكوتلندا قطعت على نفسي عهدا بأنني سأهب حياتي السياسية للقضية الفلسطينية، وحاولت ومازلت أحاول بكل ما أوتيت من قوة لأنه بالنسبة لي لم يعد الموضوع مجرد سياسة بل مسألة شخصية. حينما اسمع في نشرات الاخبار بأن قواعد ارهابية تم قصفها في بيروت اعرف جيدا انه ليست هناك اية قواعد ارهابية وان ما تم قصفه هو مخيمات لاجئين يعيش فيها عائلات بأكملها .. مخيمات تلهبها حرارة شمس الصيف وتجمد اطراف قاطنيها برد الشتاء. هؤلاء اللاجئين بقوا رغم كل الظروف الصعبة محافظين على هويتهم فحينما كنت اسأل الاطفال الصغار من اين اتيتم لم يكن يجيبوني بإنهم من صبرا او شاتيلا او عين الحلوة. كانوا يقولون لي بأنهم من حيفا أو يافا أو القدس على الرغم من أنهم لم يروا هذه المناطق في حياتهم بل ان بعض ابائهم لم يروها ايضا. بعضهم كان يحمل سلسلة مفاتيح لأبواب بيت العائلة .. اراضيهم التي أتوا منها ومازالوا مصممين على العودة إليها”.

جميع الاتفاقيات بما في ذلك اتفاقيات أوسلو مهدت الطريق لبناء المزيد من المستوطنات الاسرائيلية، قطعوا مئات الالاف من اشجار الزيتون لافساح الطريق لبناء هذه المستوطنات. فرص العيش للفلسطينيين تقل يوما بعد يوما بعد ان اصبح 80% منهم عاطلون عن العمل ويعتمدون على المساعدات الدولية”.

“جنين قصة فريدة اخرى وذلك لأن جنين مخيم صغير يعيش فيه 15 الف عائلة ولكن الشئ المميز في هذا المخيم هو ان العائلات التي تعيش فيه يمكنهم اذا وقفوا على السطح ان يروا حيفا المطلة على البحر، هذه كانت مدينتهم فهم أتوا من هناك وعلى مدى خمسون أوستون عاما عاش الكثير منهم على مقربة من منازلهم،  بامكانهم ان يروا الاشجار التي تطل من بيوتهم التي يعيش فيها الآن اجانب من بروكلين و لندن وباريس بينما هم اصحاب البيوت والأرض يعيشون هذه الحياة البائسة”.

“الحال يرثى له في غزة، بعض الفلسطينييون يعيشون على بقايا ومخلفات النفايات، هذا ما قد لا ترونه على شاشات التلفزيون ولكنني رأيته بأم عيني. تخيلوا ونحن في القرن الواحد والعشرين .. شعب عربي مسلم يأكل من القمامة لانه لا يتوفر له حتى الخبز ليبقى على قيد الحياة.  وإذا كان 80% من الفلسطينيين يعيشون على المساعدات الدولية فان الفلسطينيين في غزة يعتمدون 100% على هذه المساعدات التي تقل يوما بعد يوم لان اسرائيل تحاول منع عبور هذه المساعدات إليهم على أمل ان تجوعهم حتى الموت، التجويع السياسي على الأقل لكي يستسلموا ولكن كما قلت لكم في البداية فان الشعب الفلسطيني لن يستسلم فقد قدم ومازال يقدم الكثير من التضحيات والشهداء”.

“في الأسابيع الأخيرة خسر الشعب الفلسطيني 120 فلسطينيا، وفي غضون أربعة أيام 37 فلسطينيا سبعة منهم أطفال رضع وكل ذلك في أقل من شهرين.  المجتمع الدولي لم يقل او يفعل شئ لايقاف هذا! اين كان السيد بلير مبعوث السلام حينما أحتجناه؟ لم نر وجهه حينما كان الوزير الاسرائيلي يتوعد بمحرقة فلسطينية.  وبعد اسبوع واحد ولان ثمانية طلاب من الاسرائيليين قُتلوا أنبرى رئيس الوزراء البريطاني ليعلن عن تضامننا وتعازينا لاسرائيل على خسارتهم.  كيف يكون موت ثمانية اسرائيليين أهم من موت 37فلسطينيا خلال اربعة ايام وهناك اجابة واحدة لكل ذلك .. ان الدم الاسرائيلي أغلى من الدم الفلسطيني!”.

“في الصيف الماضي وفي لقاء مع سكاي نيوز تجدونه على اليوتيوب أكتشفت ان مذيعة السكاي نيوز تعرف أسم وعنوان والحالة العائلية لكل جندي اسرائيلي أسير في لبنان او غزة ولكن حينما سألتها ان تسمى لي ضحية فلسطينية واحدة بما في ذلك الفتاة الفلسطينية الصغيرة التي كانت تبكي على شاطئ غزة وهي ترى اشلاء افراد عائلتها حولها فلم يكن لديها اجابة ولم تستطع ان تسمي لي فردا واحدا من افراد تلك العائلة!”.



Share

المحزن المفرح في ربيع الـ ….؟

Posted on 2008 03, 17 by Suad

في العادة لا أتخلى عن الاشياء التي أحب بسهولة، حتى الذكريات الجميلة منها والمريرة أوصد الباب عليها في مكان قصى من الذاكرة لأعود اليها متى شعرت بالحنينوكما الجدات المخلصات لذكرياتهن أحتفظ بقصاصات قديمة من هنا وهناك .. جرائد .. تذاكر حافلة أو قطار أو حفلة حضرتها يوم ما، تتكدس هذه الاشياء مع مرور الوقت لتمتلأ خزانتي عن آخرها ولكنني أبقى مصرة على التشبت بها .. هكذا هو المحب اناني متملك في مشاعره، ولأنني أحببت صوت فيروز .. لأنها تسكن ذلك الجزء من الذاكرة شعرت بالغبن والاستياء ازاء ما حدث في ربيع الثقافة من احتكار واستئثار البعض لصوت جارة القمر فكتبت ما كتبت في تدوينة نداء الى فيروز.

 مضت أيام قليلة على حفل فيروز ولكن السؤال الذي بقى لا يبارحني هو ان كنت قد هزمت حبي لفيروز أم أنني أنتصرت على أنانيتي؟

 ففي صباح يوم الحفل بادرني أحدهم بلفتة لاتنسى حينما آثرني على نفسه واصدقائه بتذكرة دخول حفل فيروز، وبرغم تحرقي شوقا للحصول على أي تذكرة لأى مقعد في أي فئة أو حتى بدون فئة في حفل فيروز الا انني لم أستطع قبول العرض السخي جدا على الرغم من يقيني بإن صاحب التذكرة سيتنازل عنها لأي شخص آخر في حال رفضتها انا. وطبقا لبعض الصديقات فأن رفضي كان أحمق بمعنى الكلمة فمن يضيع هكذا فرصة تأتيه على طبق من فضة؟ ثم ألم يكن هذا ما كنت أسعى اليه طوال الايام التي سبقت حفل فيروز والذي أثرت بسببه تلك الزوبعة والجلبة التى وجدت طريقها الى الصحف المحلية ؟

 نعم ولكن لم أكن أستطيع ذلك لأن الدافع من إعلان استيائي لم يكن الحصول على تذكرة لنفسي بل الاعتراض على الآلية التي بيعت أو وُزعت فيها التذاكر. شعرت بأنني سأفقد مصداقيتي لو قبلت تلك التذكرة وتخيلت نفسي وأنا أرتاد الحفل متسللة كاللصوص وبأنني لن أجروء حتى على البوح أو الكتابة على صفحات هذه المدونة بأنني حققت غايتي فلم يعد أمر من خذلت أحلامهم المحسوبيات يعنينيربما تكون مثالية حمقاء وغبية وقد أندم فيما بعد كما قال لي صاحب التذكرة الذي أوجه له بالمناسبة شكر خاص عبر هذه التدوينة ولكنني فكرت بما يمكن ان يتركه هذا الموقف بداخلي بعد سنوات .. صوت فيروز أم انتصار مبادئي؟

 وبغض النظر عن الأجابة التي سأتوصل اليها حينها فأنا وحتى هذه اللحظة لم أشعر بالندم لعدم حضوري حفل فيروز والاسباب عدة، ففي ذات الصباح أعترف لي أحدهم بإن إحدى قريباته حصلت على عشر (وضعوا ألف خط تحت الرقم عشرة) دفاتر مجانية لتذاكر جميع فعاليات ربيع الثقافة .. كل دفتر يحتوى على تذكرة واحدة لكل فعالية بالاضافة الى كوبونات عشاء مجانية لشخصين، ومعنى ذلك ان قريبته حصلت على عشر تذاكر دفعة واحدة لكل فعالية بما في ذلك تذاكر حفل فيروز دون تجشم اى عناء يذكر.  اليس في هذا منتهى الاجحاف بحق من حرموا من الحصول على التذاكر بصورة مشروعة وبحق من تركوا اشغالهم وبيوتهم واصطفوا لساعات لشراء تذكرة أو أثنتان؟؟  اما صاحب هذا الكرم الطائي فهي شركة علاقات عامة معروفة لها علاقة أجهل كهنها بربيع الثقافة .. هذا عن قريبته فقط فماذا عن غيرها وغيرها ممن لم تصلنا قصص أو أخبار تذاكرهم؟ تذاكر تهطل على روؤسهم كالمطر

ما نشرته مدونة المداس وصحيفة الوقت قبل أيام والأيام هذا الصباح تباعا حول الحفل وحول نوعية الحضور أثبت بما لا يدع مجالا للشك ان التلاعب حصل ولم يكن مجرد اشاعة سواء صم القائمون على ربيع الثقافة آذانهم عن الحقيقة او حتى انكروها بتبريرات واهية كتهافت وإقبال الحضور وشح المقاعدهذه الاحداث والسلوكيات المتحيزة والغير حضارية أفسدت علي فرحتي بربيع الثقافة ورغبتي في حضور ومتابعة بقية الفعاليات فقد شعرت فعلا بخيبة أمل وأحباط كبيرين جعلاني أفكر في ارجاع تذاكر حفل الباكو بينا الاسبانية أو التنازل عنها لشخص آخر بعد ايام قليلة من ابتياعها لأنني لم أكن مستعدة للاصطدام بتحيز من نوع آخر في يوم الحفل يفسد على مزاجي واستمتاعي بتلك الامسية.

ورضوخا لانتقادات بعض الاصدقاء والمدونين الذين نصحوني بطي صفحة الماضي والاستمتاع بما تبقى من ربيع الثقافة حضرت يوم الجمعة ربيع الفلامينكو برفقة الزميلة المدونة سلفرو، ومن جديد أطلت المحسوبية والوساطات بوجهها القبيح في الحفل الذي لم يكن الاقبال عليه كالاقبال على حفل فيروز ومع ذلك فأن أكثر من نصف الحضور لم يكن من الجمهور البحريني، قد يقول البعض وماذا في ذلك فالتذاكر متاحة للجميع وليست حكرا على البحرينيين وحدهمأتفق معكم ولكن ماذا عن دعوات الفي آي بي التي لا تشي ملامح اصحابها بأي علامات أو مواصفات الفي آي بي لا من بعيد ولا من قريب؟  مدعوين كثر من جنسية عربية واحدة بالكاد تلمح بينهم شماغان أو ثلاثة على الأكثر فبماذا تفسرون ذلك؟

وللعلم فإن التحيز لم يطل التذاكر فقط بل حتى الاجراءات الأمنية فما أن أخرجت الكاميرا لألتقاط صورة لأحدى الرقصات حتى أنقض علىّ رجال الأمن خلال ثوان معدودة ليصادروا  آلة التصوير بينما أخرج رجل أمن آخر كيسا بلاستيكيا لايداع اداة الجريمة لدرجة انني همست ساخرة للصديقة سلفر .. ماذا بعد هل سيعتقلوني أم سيبادروا برفع البصمات من على آلة التصوير حتى يثبتوا ضلوعي في الجريمة؟

هذا التشدد تم تطبيقه على صاحبة هذه المدونة لأنها أخرجت آلة التصوير نهارا جهارا والامر الذي ساهم في سرعة اكتشاف الجريمة هو اضاءة الفلاش القوية التي أجزم انها قد أعمت أعين رجال الأمن لدرجة مكنتهم من تمييز مقعدي والوصول لي خلال ثوان معدودة على الرغم من ان  التصوير لم يكن ممنوعا بشكل قاطع والدليل قيام بعض المصورين التابعين لبعض الاجهزة الاعلامية بالتقاط الصور ويبدوا انه لم يكن هناك  شرطا جزائيا بالملايين لتسريب صور حفل الفلامينكو كما هو الحال مع فيروز.  مع ذلك فقد أخفق الجهاز الأمني ذاته في حفل فيروز في اصطياد آلة التصوير التي ألتقطت عدة صور لفيروز وفيديو قصير جدا يبدو جليا جدا أنه ألتقط على مسافة قريبة جدا من المسرح وأنها كانت بدون شك لأحد الحضور في الصفوف الامامية من فئة الفي آي بي.

 ربيع ثقافة هذا العام محزن مفرح، المحزن فيه حجم الفساد الإداري .. الطبقية والعنصرية اما عن المفرح فهو تعثري اثناء ثورة الاحتجاجات على الربيع بأناس رائعين لم أكن لأعرفهم أو أكتشف أصالة معدنهم لولا ربيع الوساطة .. عفوا الثقافة!

Share

« Older EntriesNewer Entries »