Archive for the ‘موسيقى وافلام’ Category

وكأنني قد متّ قبل الآن

Posted on 2009 03, 25 by Suad

Bashar

هذا هُوَ اسمُكَ
قالتِ امرأةٌ
وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ
أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي
ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني
كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ
أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً
وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
الفَلَك الأَخيرِ

وكُلُّ شيء أَبيضُ
البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ
بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في
سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم
أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه
الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي
فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي
(( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ ))
ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا
أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض
أَنا وحيدُ

لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ
لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا
أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ
الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل
أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ
الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ
هنا في اللا هنا … في اللازمان
ولا وُجُودُ

وكأنني قد مت قبل الآن .. وكأن موت صغير تسلل ليحتل جزءا من مقعدي .. الوقوف على باب القيامة ابكاني .. حملني اليهم مخلفا وحدة أكبر تمددت مساحتها بداخلي .. تداعيات رؤيا اللازمان واللاوجود .. البياض الذي كان يكبر فتكبر معها ذاكرتي الموجوعة بالغياب

وكان الاستثناء .. حاضرا رغم غيابه .. وكأننا حوله لحظة لفظ انفاسه الاخيرة .. محمود درويش .. اعاده لنا احساس بشار زرقان في جدارية كانت من أجمل وأوجع ما قدمه لنا ربيع الثقافة ٢٠٠٩

Share

ربيع الوحدة ونص

Posted on 2009 03, 16 by Suad

رغم الانطباعات الشخصية التي سجلتها في العام الماضي عن مهرجان ربيع الثقافة ورغم استيائي حينها مما شاب عملية بيع التذاكر من سلبيات الا ان مايُحسب لصالح مهرجان العام الماضي والاعوام السابقة الاختيار المدروس للعروض واستضافة عمالقة الغناء والشعر كالسيدة فيروز والشاعر الراحل محمود درويش الذين اضافوا زخما للربيع

هذه الانتقائية وهذا الزخم لم يكن حاضرا هذا العام فجاء الربيع باهتا علي غير العادة، وحتي لحظة الاعلان الرسمية عن المهرجان كنت أُمني نفسي بأن تكون هناك مفاجأة يخبأها لنا مجلس التنمية الاقتصادية ولم تتوصل اليها صحيفة الوقت اثناء تسريبها لخارطة برنامج الربيع قبل حلول موعده باسابيع ولكن جاء وقت المؤتمر الصحفي وخاب أملي للمرة الثانية

لم ارد استباق الاحداث او الحكم على الربيع قبل ان اتعرف بشكل جيد على الاسماء المطروحة فقد لفت انتباهي ان معظم الفنانين المستضافين هم من الحائزين على جوائز عالمية، معلومة حرص الموقع الالكتروني الرسمي للمهرجان علي اظهارها بشكل بارز في محاولة للتدليل على حسن الاختيار.  ولكن منذ متى كانت الجوائز مقياس نجاح الفنان او شعبيته؟؟  اقولها وفي جعبتي اسماء كثيرة لمؤلفين وفنانين حازوا على العديد من الجوائز وكرمتهم مؤسسات فنية وادبية مرموقة ومع ذلك لم تحصد اعمالهم اي نجاح جماهيري يٌذكر

وحتى يكون حكمي موضوعيا فقد قمت بالبحث عن اعمال فناني ربيع ٢٠٠٩ والنتيجة جاءت مخيبة للآمال للمرة الثالثة، فأول بحث لي عن غالية بن علي أسفر عن عدة مقاطع فيديو لوصلات من الرقص الشرقي وحيث انني لا أعرف شكل غالية بن علي فقد ظننت ان اليوتيوب قد اخطأ في نتيجة البحث او ربما كانت الراقصة مجرد فقرة مرافقة للاغنيات التي تؤديها غالية ولكن النتيجة كانت ذاتها في جميع مقاطع الفيديو لحفلات اقيمت في دول مختلفة

دعوني اقول لكم انه ليس لدي اعتراض علي الرقص الشرقي ولكن هل هذه هي نوعية الثقافة التي تريدون ادراجها ضمن الربيع؟ الم يكن هناك خيارات أخرى؟ ولماذا يتم تمطيط فعاليات الربيع لشهر ونصف في حين بالامكان حصرها في شهر فقط والتركيز على افضل الموجود، ثم كيف ستخلصون انفسكم الآن من  هذه الورطة خصوصا بعد حادثة مسرحية مجنون ليلى وهل ستُعطى تعليمات للمطربة بعدم “الهز” أو “التنطيط” على المسرح حتي لاتثير حفيظة الجمهور وحفيظة البرلمان الذي اتوقع ان ينعت الربيع هذه المرة “بربيع الوحدة ونص” بعد ربيع السخافة والخلاعة

اما دان زينز الذي خصص له الربيع يومين متتالين فسأترك لكم الحكم على اغنياته بعد الاطلاع على هذا الفيديو وارجو ممن سيصحب اطفاله إلى الحفل ان يخبرنا عن رأيهم فربما تكون لديهم وجهة نظر أخرى

حتى حينما اردت ان استمتع بصوت اومارا بورتوندو طاردتني نافذة “الموقع محظور .. هذا الموقع مغلق لمخالفته الانظمة والقوانين في مملكة البحرين”  .. تباً لكم ياوزارة الاعلام والثقافة .. تباً للثقافة التي يُروج لها من جهة ويتم حجبها من جهة أخرى .. تباً لحجب المعلومات التي اصبحنا مضطرين لمطاردتها من خلف البرامج والبروكسيات وتباً لهذه النافذة الغبية التي اصبحت تطل علينا بمناسبة وبدون مناسبة في كل موقع

i-cant-take-this-anymore

المفارقة الساخرة في الموضوع ان يستضيف الربيع ضمن فعالياته الدكتور انس الرشيد ليتحدث عن الاعلام والمبادئ الاخلاقية للتمتع بحرية أكبر في الصحافة بمنطقة الشرق الاوسط، في الوقت الذي تمارس فيه السلطات في البحرين سياسة قمع الحريات وتكميم الافواه بحجب المواقع الالكترونية ورفع الدعاوي والقضايا على الصحفيين، فأي حرية رأي وحرية صحافة تلك التي تتطلعون اليها وتتحدثون عنها؟

لن اتحدث عن مسرحية “قدام باب السفارة الليل كان طويل” وسأكتفي بما كتبته الصحافة على استحياء (والسبب معروف طبعا) حول عدم ملائمة المسرحية (التي أُعطيت حجما أكبر من حجمها) لكي تكون نقطة انطلاق ربيع الثقافة.  اما الحضور فقد كانت له آراء متباينة تمنيت لو ان صحفنا تطوعت بتغطيتها من خلال تحقيق او مقابلات قصيرة ليتعرف القائمون على الربيع على رأي الجمهور الصريح دون مواربة او لف ودوران

هل نسيت شيئاً؟  الاعلان طبعا .. اعني اعلان “ربيعنا وبنغطيه .. عطها ربيع .. عطها حركات!!” وبقية السخف الذي اعتقد ان المدون الامبراطور قام معه بالواجب وأكثر قليلا .. وللامانة فأن الاعلان ذكرني بقطار المدينة الترفيهية فهذا ماتوحي به الصورة

ملاحظة:  ارجو ان تعذروا عصبيتي في كتابة المقال فقد اعترضتني جملة “الموقع محظور ..”  أكثر من مرة اليوم خلال بحثي عن المواقع والروابط المتعلقة بالموضوع حتى طفح بي الكيل .. ولهذا ايضا اخترت لكم هذه الاغنية بصوت اومارا بورتوندو لتكون مسك الختام

Killing me Softly

Share

« Older EntriesNewer Entries »