Archive for the ‘قراءات’ Category

قصص .. ولكن

Posted on 2008 02, 09 by Suad

كلما كانت هذه الحكايات مليئة بالتفاصيل، إلا وكانت مثيرة أكثر، لأنه و أن شيئا ما أختلف لما كنت وُلدت.  أنني أراهن أن هناك ألافا عديدة من التفاصيل التي يمكن أن تغير كل شئ إلى الحد الذي يجعلك لا تفهم أي شئ”. 

كانت هذه بعض السطور الأخيرة من رواية فتاة البرتقال للكاتب النرويجي جوستاين غاردر التي حصلت على نسختي منها بعد المحاضرة التي ألقاها الكاتب في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث بعنوان أحرص على تغذية خيالك.

لم أقرأ من قبل أي رواية لجوستاين غاردر بما في ذلك الرواية التي أشتهر من خلالها وهي عالم صوفي إلا أن ما شجعني على قراءة بعض رواياته هو حديثه عن أهمية سرد القصص وتشجيعه على الحفاظ على التراث المحلي من الحكايات والأساطير بسردها للأجيال جيلا بعد الآخر. ولتوضيح أهمية سرد القصص أستدل جوستاين بالأحداث السياسية العالمية والشرق أوسطية بشكل خاص وكيف أن قصة إنسانية حقيقة أو حتى مزيفة قد تتناقلها وكالات الأنباء قادرة على قلب الموازين وكسب تعاطف أو ازدراء المجتمع الدولي وان الأحداث التي تسرد بشكل قصصي عادة ما تعلق بالذاكرة لمدة أطول.

 وإذا ما تأملنا فلسفة جوستاين فما الحياة إلا مجموعة من القصص الحقيقية والخيالية منها بعضها يندثر مع الزمن والبعض الآخر يبقى حاضرا من خلال الأساطير والكتب.

قرأت رواية جوستاين فتاة البرتقال المترجمة إلى اللغة العربية وحتى وصولي للفصل الأخير من الرواية كنت أفكر في مغزى القصة وأبعادها الفلسفية. فأحداث الرواية لا تختلف كثيرا عن غيرها من الروايات فمحور القصة هو فتاة البرتقال التي التقاها والد جورج صدفة في احد القطارات أثناء دراسته للطب ليتزوج منها بعد ذلك ثم يفاجئه المرض فيبدأ في كتابة رسالة طويلة لأبنه يسرد فيها حكايته مع فتاة البرتقال ويخبأ الرسالة في عربة كبيرة أشتراها له على أمل أن يعثر عليها جورج يوما ما بعد أن يكبر وهذا هو ما يحدث تماما بعد 11 عاما اذ يعثر جورج على الرسالة فينكب على قراءتها حتى النهاية لتنتهي معها فصول رواية فتاة البرتقال.

المشوق في القصة هو هالة الغموض التي يحيطها والد جورج بشخصية فتاة البرتقال.  الغموض الذي يجعلك تتابع بشغف قراءة القصة وتتساءل عن سر الفتاة التي تحمل كيس البرتقال فتطلق لخيالك العنان للعديد من الاحتمالات. هل تخضع فتاة البرتقال لنوع من الحمية أما أنها تستعد لإعداد طبق من المُحلّيات؟ أم هي مجرد فتاة تعيش وسط أسرة كبيرة؟  وتمضي فصول الرواية قبل أن تكتشف من هي فتاة البرتقال وما هو سرها.

 ثم هناك الجانب الآخر من الرواية الذي يختزل فلسفة الحياة والوجود، فوالد جورج يشهد إثناء حياته بعض الاختراعات العلمية التي يتوقع تطويرها بعد وفاته ويطرح بعض الأسئلة والتأملات حول الحياة والكون الذي يخضع لاحتمالات عديدة شبيهة باحتمالاته حول فتاة البرتقال التي تقوده للبحث عنها وعن حقيقة هذا الكون في الوقت ذاته.

 

 

 

تحتل القصص جزءا كبيرا من حياتنا دون أن نشعر وتتأثر بها الأحداث كل يوم بل كل دقيقة.  بعض القصص هزت عروش وإمبراطوريات عريقة وبعضها الآخر غير مجرى التاريخ ولو أننا توقفنا لنفكر قليلا في عواقب تناقل بعض القصص والإشاعات التي تصلنا كل يوم عبر وسائل الإعلام والاتصالات المختلفة لأدركنا أهمية هذه الذخيرة الموقوتة التي لم يعد استخدامها حكرا على الروائيين والكتاب بل امتدت لتشمل السياسيين والاقتصاديين والعلماء بعد ان طال التسييس كل شئ في حياتنا حتى القصص وهذا ما تناوله كتاب آخر قرأته مؤخرا .

قصص كثيرة هنا وهناك يتحول البعض منها بفضل الخيال الى مصدر الهام وأمل والبعض الآخر الى حقيقة أشد بشاعة مما قد يستوعبه خيال أو عقل. 

Share

The Kite Runner

Posted on 2007 09, 29 by Suad

منذ طفولتي وأنا أعشق رؤية الطائرات الورقية تحلق عاليا في السماء، كنت أتخيل انها مثل بساط علاء الدين السحري لو قدر لي ان أطير على متنها لأكتشفت عوالم رائعة من الخيالاليوم أكتشفت ان في التحليق مع رواية جميلة مثل رواية عداء الطائرة الورقية متعة قد تضاهي متعة هذا التحليق الخيالي وقد تتفوق عليه من حيث العلو والمسافات التي يمكن قطعها مع كل فصل من فصول الرواية.

هذه الرواية التي لم تقع بيدى الا مؤخرا صدرت في العام 2003 للكاتب الامريكي الجنسية الافغاني الاصل خالد حسيني وحصلت على المركز الأول لأفضل الكتب مبيعا. عاب البعض على الكاتب تقديمه لطالبان على انهم مجموعة من الشواذ عوضا عن التطرق إلى تطرفهم الديني ولكن ذلك لا يقلل من نجاح الرواية ولا ينفي رهافة مشاعر الكاتب التي تبدو حاضرة بقوة في معظم احداث القصةتتطرق الرواية إلى مراحل افغانستان السياسية من خلال سردها لقصة حياة صديقين هما أمير وحسن، أمير الماهر في لعبة الطائرات الورقية وحسن العداء الافضل في كابول.

يفوز أمير بأكبر مهرجان للطائرات الورقية بينما يغتصب عاصف صاحب الطائرة الخاسرة حسن جنسيا على مرأى أمير الذي يلتزم بالصمت حتى لا يفقد الطائرة التي هي بمثابة فخر لوالده به. لا يكتفي أمير بذلك فيقوم بتدبير مكيدة لحسن لارغامه على الرحيلكيف يتعايش أمير بعد ذلك مع عقدة الاحساس بالذنب و كتلة المشاعر الأخرى المتناقضة بداخله والتي يسردها الكاتب الحسيني بشكل ينفطر له قلب القارئ ألماً.

يجتاح الروس أفغانستان فيرحل أمير إلى سان فرانسيسكو لينضم الى جالية أفغانية تعيش هناك، يتعرض الكاتب الى حياة الافغانيين في الغربة .. تقاليدهم ونظرتهم للمرأة والزواج والعلاقات الانسانية.   تبدأ القصة بصوت حسن وهو يعدو خلف طائرة ورقية مخاطباً أمير (لأجلك أفعلها ألف مرة) وتنتهي مرة أخرى بنفس العبارة لأمير مخاطباً صرهاب طفل حسن اليتيم وهو يعدو بين الاطفال.

هذه الرواية الرائعة تم تحويلها لفيلم سينمائي سيتم عرضه في ديسمبر المقبل وسأحرص على مشاهدته حينما يصل الى دور العرض في البحرين ولمن يرغب في قراءة الفصول الأولى من هذه الرواية فهذا هو الرابط.

 كاتب الرواية خالد حسيني أصدر رواية أخرى منذ شهور قليلة تحت أسم ألف شمس ساطعة يتناول فيها حياة وهموم المرأة الافغانية وقد نالت ايضا اعجاب النقاد كما أدرجت ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا حسب جريدة النيويورك تايمز.

 

Share

« Older EntriesNewer Entries »