حينما تصبح القدرة على الابكاء مهنة
كنت قد قطعت على نفسي عهدا منذ ان بدأت هذه المدونة أن ابتعد عن أمرين، المواضيع السياسية والدينية. والاسباب عدة أولها أنني كما قلت أمقت السياسة وكل ما يتصل بها حتى انني وصلت لقناعة مفادها ان اي شخص يتبوأ منصبا سياسيا أو يخوض في غمار السياسة لابد له ان يقع في النهاية في العديد من الشراك أولها النفاق والكذب وثانيها وليس آخرها التنازل عن بعض مبادئه وقيمّه في الحياة.
الأمر الآخر أنني لا أحبذ الدخول في متاهات الأمور المثيرة للجدل ولا الانجراف لنقاشات عقيمة لا تؤدى الى فائدة أو نهاية مجدية وموضوع الدين والمذاهب برأيي يقع ضمن نطاق هذه الحلقة المفرغة التي أتجنب عادة الدخول فيها.
كما أنني لست سياسية محنكة ولا ملمة الالمام التام بالامور الدينية لذلك لا أحبذ ان اتخذ من الافتاء مهنة لي كما هي بالنسبة للبعض ورحم الله أمرءا عرف قدر نفسه، على ان هناك الكثير من الامور التي تستفزني في بعض الاحيان، لا لشئ الا لأنني غيورة على عروبتي وعلى ديني وأحيانا أشعر بالغضب والاستياء حينما نُفسر ونُتهم بأمور ليست منا ولا من ديننا، أمور يقترفها البعض ولكن يتم تعميمها على شعوب وديانة بأكملها.
وقبل ان ينبري البعض لمهاجمتي أحب أن اوضح أنني لست ضد أى مذهب أو دين وأحترم جميع المذاهب والاديان كما أنني وبحكم البيئة التي نشأت فيها لست منحازة لأى طرف سواء كان من الشيعة أو السنة فللمذهبين من وجهة نظري هفواتهما ومواطن ضعفهما وقوتهما ولذلك حينما أتُهم من قبل البعض بأنه لا مذهب لي فأني أعتبر ذلك نوع من الاطراء وبالتالي لا أشعر بأي نوع من الانزعاج.
قد تتسائلون عن سبب هذه المقدمة الطويلة العريضة ، بأختصار هذا الفيديو أعاد لذاكرتي حوار دار بيني وبين شقيقتي الكبرى قبل عدة أعوام حينما سمعت حوار دار بين شخصين اتضح فيما بعد انهما يقرءان أو ينشدان بعض المرثيات في المآتم الحسينية وكيف أن أحدهما كان يفاخر للآخر بل يعلن عن تحديه له عن قدرته على ابكاء الحاضرين ليذرفوا الدموع بغزارة ويتحول المأتم الى مناحة جماعية من التباكي ولطم الصدور.
اليوم لم تعد اللغة العربية كافية لاستنزاف الدموع فتم اللجوء الى اللغة الانجليزية كما ترون في هذا الفيديو ولست أدرى هل الغاية هو اضفاء سبغة من العصرية على الموضوع أو استجداء دموع الغير ناطقين باللغة العربية.
كما ذكرت سابقا هذه التدوينة ليست ذات اهداف طائفية أو مذهبية ولكن كما ذكر أحد المعلقين على الفيديو بأن العزف على مشاعر الآخرين واستدرار دموعهم أصبحت مهنة لأجل التكسب وملأ جيوب البعض و بأننا غارقين حتى آذاننا في مذاهبنا بحيث أعمت بصيرتنا عن كوارث الحاضر، كوارث يدفع ثمنها أطفال وشيوخ في شتى بقاع وطننا العربي بينما نتباكى نحن على كوارث الماضي.
غريب أن يقول المدون أنه لا يحبذ الدخول في الأمور الدينية لأنه “غير ملم الإلمام التام بالامور الدينية لذلك لا أحبذ ان اتخذ من الافتاء مهنة لي كما هي بالنسبة للبعض ورحم الله أمرءا عرف قدر نفسه، ”
وبعده بفقرة فقط يصدر حكما على مذاهب قائمة عظيمة في تفاصيلها ويقول “فللمذهبين من وجهة نظري هفواتهما ومواطن ضعفهما وقوتهما ”
ويبدو واضحا جدا جدا أن الكاتب أو المدون غير ملم فعلا بالأمور الدينية، وإلا لما خلط خلطا واضحا بين التجارة والمهنة والتكسب، وبين أن تقوم بشيء من باب استحبابه، ولا يوجد في شرع الله ما يمنع ذلك، كما أنه لم يتخذه مهنة بحسب توصيف الكاتب،
لا أريد أن أدخل في تفاصيل أكثر أو أكبر حول الخلط بين مهنة الإبكاء للتكسب، ومهنة الإبكاء للتقرب
ولم يلتفت المدون أكثر إلى أن هناك من الأجيال من فرقتهم الأوطان وظلمتهم وشردتهم في بقاع الأرض، وأن هؤلاء أنجبوا أجيالا آخرين في بلادين لا تتقن لغتهم العربية الأصلية ، فأصبحت لغتهم العربية لغة ثانية وأصبحت اللغة الانجليزية مثلا لغتهم الأم، وأن هؤلاء يحتاجون كغيرهم من العرب إلى سماع ما يبكي العرب في مذهبهم، وكأن الكاتب الذي لا يعرف هل “غير ملم بالأمور الدينية” ومن ثم عرف وتعلم أن يصدر حكما فيه ” لكل مذهب هفواته” لم يعرف أن يحتمل احتمالا واحدا من سبعين محملا ، ويفهم الكاتب أيضا أن القرآن الذي يترجم إلى أي لغة أخرى يجب أن لا يترجم لسبب بسيط، أن شبهة التكسب من الترجمة واردة في منطق الكاتب، وأن الدعاة يجب أن يتقنوا العربية وأن لا يكتسبوا مهنة الدعوة عبر لغات أخرى ؟؟؟؟
فعلا غريب منطق الكاتب
عدم الالمام التام لا ينفي جزء من المعرفة و ان هناك أمور لا يستطيع العقل ولا المنطق استيعابها مهما بلغ بها الجهل
تقاضي مبلغ من المال مقابل اى عمل يعني انه نوع من المهنة والتكسب ولا غبار على ذلك ولكن التلاعب بمشاعر الآخرين واتخاذ الطقوس الدينية وسيلة تنافس على من يستطيع ابكاء الناس اكثر ولأطول فترة ممكنة يعد نوع من العبث واستغلال لثقة الناس والتلاعب بمشاعرهم كما انه تكسب غير مشروع
لم أذكر اطلاقا ان الدعاة يجب ان لا يتقنوا لغات أخرى لنشر دعوتهم لكن هذا اذا كانوا دعاة للدين لا دعاة للبكاء والنواح وذرف الدموع
يحتاج هؤلاء الى سماع ما يبكي العرب في مذهبهم .. حقا؟ هل برأيك أننا بحاجة الآن الى ما يبكينا في مذاهبنا؟ اليس مانراه على شاشات التلفزة كل يوم من حالة العرب والمسلمين المتردية أكثر من كاف للتباكي على عروبتنا وعلى اسلامنا المشتت بين المذاهب والفرقة والحروب الدائرة في كل مكان؟
هل بالتباكي سنسترجع امجادنا الماضية أم سننقذ فلسطين والعراق ولبنان وغيرهم من براثن الحروب و الطائفية ؟ هل فكرت مليا قبل ان تندفع الى كتابة هذا التعليق عن المغزى الذي كنت أرمى اليه؟
لم تكوني بحاجة يا عزيزتي إلى كل هذه المقدمة الوقائية، الأمة بحاجة إلى من يشد من عزيمتها ويأخذ بيدها، إن لدى كل أم عراقية وكل أب عراقي وكل عربي وكل مصري وكل مغاربي وكل شامي وكل مسلم ما يبكيه .. سواء عاش في مناطق الدم والنار ، أم عاش بين المولات وأفخر السيارات.. لكن شجاعتك مشكورة .. أشد على يدك وأحييك .. وأرجو أن يمن الله علينا بوقفة مراجعة نتخير فيها ما يدفعنا إلى الأمام.. بدل أن تظل أبصارنا مشدودة إلى الخلف دون تبصر ولا تأمل ..
لك تحياتي وشكراً لجولة عشوائية كنت أقوم بها بين المدونات.
غارقين حتى آذاننا في مذاهبنا بحيث أعمت بصيرتنا عن كوارث الحاضر
بهذه العباره اختصرت المعني الذي ترمين اليه
حتي قبل ان اقراء تعليقات القراء
فكوراث الحاضر ليست الا نتيجه للغرق في المذاهب والمدارس الفكريه
فاطمة
قد لا تتصورين مبلغ سعادتي لمرورك من هنا وكتابتك لهذه السطور ليست لأنها صادرة من أمرأة على درجة رفيعة من الثقافة والتمكن من اللغة العربية فحسب وهو ما شعرت به منذ الوهلة الأولى حينما قرأت تعليقك ثم أطلعت على مدونتك الرائعة التي أعدك بأن زيارتي لها لن تكون الأخيرة بل لأنك أختصرت ببراعة ما أردت أن اعبر عنه في سطور قليلة
تشرفت بزيارتك وشكرا على الجولة العشوائية التي حطت بك في مملكتي المتواضعة. تحياتي
ليال
المؤسف ان كل شئ فقد احساسه وحساسيته بالنسبة للعرب والمسلمين الا المذاهب، الامر الوحيد الذي لاتزال تُشحذ لأجله الهمم
السلام عليكم
الاخ علي : (لو فصلت لها أكثر)
الأخت العزيزة Butterfly
.. هذا بكاءٌ على الحسين بن علي عليه السلام .. والبكاء عليه عندنا ( الشيعة ) . مستحب
مستحب مؤكد . إذاً فهو من ديننا .. وانت افتيت وجوزت التكسب بالدعوة إلى الدين .. وهذا البكاء عندنا من الدين .. فأين الخطأ ؟
وقد قلت : “لم أذكر اطلاقا ان الدعاة يجب ان يتقنوا اللغة العربية فقط وان لا يتقنوا لغات أخرى لنشر دعوتهم هذا اذا كانوا دعاة للدين لا دعاة للبكاء والنواح وذرف الدموع”
أقول : اذا كان هذا العمل خاطئاً فلا فرق أن يكون بالعربية أو بلغة أخرى .. وإذا كان صحيحاً فلا فرق أيضاً
أنا أظن أن عروبيتك وقوميتك |الزائدة عن المطلوب| . هي التي جعلتك تكتبين هذا
فإليك السؤال: هل تناقشين كونه غير عربي … أم تناقشين أن هذا العمل ( البكاء ) خطأ ؟؟؟
بالنسبة لـردك الأخير : وسيظل الأمر هكذا مادام التكفيريون موجودون في الحياة
فتحت على نفسك باباً أنت في غناً عنه، أعانك الله على الرد على التعلقات.. 🙂
عزيزتي فراشة البحرين
لن أختلف معك في أن عدم الالمام التام لا ينفي جزء من المعرفة ولكن عدم الإلمام التام لا يعطي الحق أبدا في إصدار الأحكام على عواهنها كما هو حاصل مما أبديت في حكمك على هذه المذاهب الرائعة في تفاصيلها سواء المذهب الشيعي أو السني، وهو غير مبرر أبدا مع الاعتراف بعدم الإلمام التام، والنسبية التي تعلمناها من المدرسة الحداثية تفرض علينا أيضا عدم تقييم الأمور وفق عقولنا ومنطقنا وإظهار الآخر بأنه “جهل ” كما فعلت في مشاركتك الأخيرة
أما ما تفضلت به من أن إبكاء الناس هو نوع من التلاعب ، فهل ينطبق هذا على البكاء من خشية الله وإصرار بعض الدعاة على إبكاء المذنبين من أجل توبتهم، أم أن هنا باء لا تجر لأنه “الله” وأي “الله”
لذلك أقول لك إن عدم إِلمامك ساهم وسيساهم في تخبط مشاركاتك وإظهارها بمظهر الهزيل الذي يقول “عنزة ولو طارت”
أنت لا تريدي أن تستوعبي أن هناك في هذا المذهب الشيعي فضيلة ومستحب وأمر مرغوب هو البكاء نفسه على مصيبة ذلك المقتول، هناك استحباب مؤكد في هذا الجانب، فبدلا من أن ينصب نقدك المنطقي جدا على الاستخفاف بشخص يمارس المستحب في معتقده، ليتك سحبت نقدك المنطقي جدا حول فكرة البكاء نفسها ومعالجتها أو مناقشتها من أية ناحية تريدين، وصدقيني الأمور في الدين ليست دائما منطقية، فمن ذا الذي يقنعني أن نزعي ملابسي والذهاب الى الحج من أجل الطواف حول حجرة “الكعبة” ثم السعي بين حجرة وحجرة “الصفا والمروة” ثم ركوب الحجرة من أجل البحث عن حجرة “البحث عن الجمار ” وثم أخذ حجرة من أجل رميها على حجرة “رمي الجمرات” كل هذه الامور هي منطقية استغفر الله
سترينها غير منطقية كما أنا أراها غير منطقية، لكنها شعيرة مقدسة لا ينبغي أن نمسها بالنقد
لم أذكر اطلاقا ان الدعاة يجب ان لا يتقنوا لغات أخرى لنشر دعوتهم لكن هذا اذا كانوا دعاة للدين لا دعاة للبكاء والنواح وذرف الدموع
هذه الجملة التي فوق تحمل كما من السخرية استطيع تسخيرة وتسطيره ، كما أستطيع أن أنطلق من نفس المنطق السخيف الذي انطلقت منه في الاستسخاف بعقول بسطاء الناس، لكن أخبرك شيئا، إن ما دفعني للمشاركة في مدونتك، بالرغم من عدم وجود الكثير مما يستهوي مثلي ، هو نقطة واحدة فقط، هو لغة الاستعلاء التي تتكلمين بها عن الآخرين المختلفين معك، ولو شئت ان أستسخف فصدقيني لساني أكثر عنفا وجرأة وتطاولا وقوة ، ولك ان تفهمي ذلك، لكن مثلي لا يذهب إلى ذلك، ولا يرى في هؤلاء الناس البسطاء إلا ضحايا كما أنت أيضا ضحية وكما هو صاحب هذه السطور، لكن ما لا أقبله ان يستسخف أحدهم على الآخرين اعتقادا منه بأنه افضل أو أنه يفكر وإذا به لا يعرف واضحات الأمور فضلا عن دهاليزها ودواعيسها
وأما عن المغزى الذي ترمين إليه، فقد احترمه لو انطلقت من خلال منطلقات اخرى وبمنطق أخرى لا يستسخف بمذهبي او بأبناء طائفتي، أو بطقوس اعتز بها، لكن أن تنطلقي هكذا فاقول لك هل هكذا سترجع القدس
وشخصيا لا أميل إلى تقديس قضية “القدس” ولا أميل إلى الحروب ولا الى الدمار وسأفضي لك بسر قبل الرحيل ولا يهمني ما تقولينه
لعلك شممت من مداخلتي غيرتي على طائفتي او طائفيتي ، حسنا أخبرك بأني لا أؤمن أصلا بالمذاهب وما أنا إلا صدفة شيعي ، كما أنت أيضا صدفة سنية فلا تجلسي تقنعي في خيالي أنك مقتنعة بمذهبك، فقناعتك نسجتها صدفة كونك سنية كما نسجت قناعاتي من صدفة كوني شيعي، وغير هذا ، أقول لك، أني لا هذا الدين يغريني ولا هذا المذهب ايضا وما تذكرين من عموميات حول هفوات المذاهب، لو تكلمت عنها بتفصيل أكثر أنا، لكفرت حتى بهذا “الله” الذي لا تستطيعين أن تفكري في انتقاده، ومثلي مقتنع جدا بأن هذا “الله” لم يكن عادلا او بصورة أوضح، لم أرى عدل الله حتى الآن حتى أقتنع بعدله، وما ذكرتيه من مشاكل بالعراق او بفلسطين، لسنا المطية الرخيصة لتحملها وهناك هذا “الله” الذي يسبب كل هذه الامور، نحن ضعاف، ابتلانا بحكام جبابرة متغطرسين ، وابتلانا بحضارات متوحشة وابتلانا بمصاصين دماء، وهذا الله أعطاهم كل هذه القدرات، وهذا الله نفسه هو سبب كل ما يحدث، لذلك أنا لا أراه عادلا أصلا وحتى أرى عدله له العذر مني ، حتى أقتنع بعدله له العذر مني
النقطة الاخيرة
احترموا الناس وافهموهم بدلا من الاستعلاء عليهم
haddar
البكاء حالة انسانية مثلها مثل الفرح والحزن ولو ان الله ارادنا ان نبكي أو نفرح طوال الوقت لما جعل ايامنا وحياتنا تتأرجح بين اليسر والعسر. استحضار البكاء عنوة والرهان على استدراج اي انسان الى دائرة التحسر والتباكي على مافات ليس أمرا منطقيا ولن يجدي الاسلام والعروبة شيئا
الموضوع ليس ان كان البكاء مستحب أو مكروه ، الموضوع هو ما جدوى العيش على الاطلال؟ ما فائدة أمة لا تفكر ولا تتأمل ولا تنتج ولا تقوم بشئ يذكر سوى النظر الى الخلف والبكاء على ما فات؟
هذا الموضوع لا يندرج على طائفة معينة من المسلمين فمعظم الطوائف تقوم بشئ مماثل ولكن على طريقتها
تقول بأن عروبتي وقوميتي الزائدة عن المطلوب هي التي جعلتني أكتب هذا .. وهل هذه تهمة؟ لو أننا كنا فقط أكثر عروبة وقومية مما كنا شيعة أو سنة لما وصل بنا الحال الى ما نحن عليه الآن ولما تفرقت بنا السبل لحد تكفير بعضنا البعض كما تقول
لقد خلف لنا الائمة والرسل والانبياء ثروة من القيم الدينية والدنيوية فأنظر كيف تعاملنا معها؟
moodz
أدرك ذلك تماما مثلما أدرك ان لى وللآخرين حق حرية التعبير عن الرأي .. لم تنطو سريرتي على نية سيئة حينما قررت ان أفضي بما يدور في رأسي ولن أقول بانني لم أتوقع نوعية التعليقات التي وردتني ولازالت ستردني .. لكل منا رؤيته في الحياة ولكني لم ولن أفرض رأيي على أحد
من يريد ان يفسر الامور على طريقته فسيفعل ومن يريد ان يتفهم وينظر للأمر من الزاوية التي نظرت ايضا سيفعل
الأخ على
لم تكن بحاجة لهذا الرد المطول لتوصل لي وجهة نظرك بالنسبة لأحترام الناس وعدم الاستعلاء عليهم أو تلقنني درساً في عدم الاستخفاف بعقول البسطاء لسببين الأول أنك لم تستوعب التدوينة جيدا وجنحت كثيرا بخيالك الذي صور لك اشياء غير موجودة جعلتك تحمل عباراتي أكثر مما تتحمل، السبب الثاني رغم أني اتجنب قدر الامكان وضع نفسي ضمن طائفة معينة ولمعلوماتك الخاصة فقط فأوراقي الثبوتية التي تذكر اسم عائلتي تضعني ضمن طائفة الشيعة
كنت أتمنى ان تقول بأنك غيور على وطنك .. على عروبتك .. على اسلامك لا ان تقول بأنك غيور على مذهبك، لماذا أقحمت بالمذاهب والطوائف في الموضوع ومن قال لك أني جعلت من الشيعة مطية لمشاكل العراق أو فلسطين؟
أتهمتني بالاستخفاف بمذهب الشيعة رغم أني وما كتبت براء من هذه التهمة ولكنك في الوقت ذاته لا تجد غضاضة في ان تستخف بالذات الالهية وتنعت الله بلفظ مثل “وهذا الله” وبأنه غير عادل حتي يريك عدله والا فأنك لن تعذره؟؟؟ هل الله سبحانه مطالب بأن يقنعك ويريك عدله وهل هو يحتاج الى عذرك؟
أسمح لي يا اخي بأن اقول لك بأن ردك فيه من العاطفية والتعصب .. تمنيت ان يصلك المعنى الحقيقي من وراء هذه التدوينة والذي أوضحته الاخت فاطمة (ام عبدالله) ولكنك أخترت أن لا تفهم
السلام عليكم
يثيرني هذا المذهب الجديد الذي اجده منتشر مع الاسف بين الاخوة ممن ينتمون الى المذهب الشيعي وخصوصا في البحرين
فالاخت (الفراشه) ليست هي اول شخصية تتحدث عن هذا الايمان الذي لا يؤمن بالمذهب الشيعي او السني رغم كونه بهذا يكون صاحب مذهب ثلاث
هذا الامر نفسه تكرر في مصر في عصر الانفتاح ولكن بصوره اخرى بحيث اصبح المسلم لا يجد فرق بين الاسلام والمسيحية
في نظري ان من يختار ان يكون خارج اي مذهب هو اختار ان يكون في مذهب ثالث وهو اختار الخيار الاسهل واختار ان لا يجهد نفسه بالبحث عن الحقيقة او افضل الاطروحات, رغم انه هذا الامر مهم
اما بالنسبة للفيديو فلا اجد انه يحتاج الى هذا الموضوع الطويل العريض, بالنسبه للحديث عن ماحدث على الحسين روحي فداه فهو ليس حديث في التاريخ لاننا عندما نذكر الحسين لا نذكره فقط لنبكي بل نذكره لكي نستشرف به المستقبل ونتلمس من خلاله حقيقة الواقع,
وهذا الذكر يجب ان لا ينقطع لان انقطاعه يعني ان نصبح بلا احساس حين نشاهد اطفال فلسطين وحين نشاهد بيوت الفلسطينيين تدمر, لانه انقطاع هذه الذكرى يعني ان ام الشهيد لا تجد قدوه ولا تجد مثل للصبر وان الفقير يصبح لا مجال له للثورة او النصر ويصبح المظلوم يحتاج للشفقه فقط بيناما هو يحتاج ان يساعد لللثورة واسترداد حقه
والبكاء هو عنصر مكمل لهذا الذكر, كما ان من يحضر ثم يبكي في هذا المجالس المباركة فهو يبكي من منطلق انساني اولا ثم لانه يحس بحاله من الصفاء والسكينه في النهاية وهذا البكاء وبهذه الكيفية ومن ناحيه نفسيه يعيد التوازن للنفس التي تتشبح بالمدايات من خلال الحياة اليومية
اما القدره على الابكاء فهو خليط من موهبه وتعلم وهو كالانشاد تقريبا اما تقاضي الاجر عليه فهو شي عادي فالمنشد يفعل ذلك والداعية يفعل ذلك وهو امر مباح , اما تصوير الامر على انه ان من يخذا الاجره او من نعطيه هذا المال فهو يبني ثروات طائله من وراء هذا العمل فهو شي يخالف الواقع بحسب علمي
اعتذر عن الاطالة غير المقصوده
تحياتي
نعم نسيت ان اقول شكرا على الفيديو فقد اعجبني 🙂
صوت الضمير
لم لا فهذه الامة قد جبلت على الدموع .. السادية وتعذيب الذات، فلماذا نختار ان نعمل أو نغير من أنفسنا أو نوحد من صفوفنا أو نواجه أعدائنا مادام الحل الاسهل ان نبكي حتى تجف المآقي
لربما قست قلوبنا كثيرا بحيث لم تعد مناظر المجازر تحرك شيئا فينا فأصبحنا نحتاج الى من يحفز قلوبنا المتحجرة بمصائب وكوارث الماضي حتى تستوعب مشاعرنا وتنطلق دموعنا من جديد
لايهم كم من العقود سيطول سباتنا وتباكينا ولا يهم كم عربي وكم مسلم سيلقى حتفه حتى اللحظة التي سنفيق فيها من سباتنا .. فعلا لا يهم
المهم .. ابكوا واذرفوا الدمع مدرارا لعلكم بها تتخلصون من اصوات ضمائركم
رجوا ان تكزن مداخلتي مفيده. هذا الموضوع يحتاج الى مناقشه موضوعيه اكثر منها عاطفيه
وليام جراهام طرح نظريه “القضية المستمره” في الشرق الاوسط (ارجو ان تكون هذه الترجمه الصحيحه ) . النظريه تناقش الصراع المستمر والازليه في الشرق الاوسط بقعه الحضارات والديانات السماويه
تسائل وليام في احدى جزيئيات بحثه عن سبب دعوه الدين للتمسك بالبكاء على بعض الشخصيات وما الذي يجنيه من الانسان من البكاء على الاطلال في بقعه ارهقتها الصراعات وتحتاج الى نظره واقعيه لحل الازمه بدل تبادل التهم في قضايا الماضي. (هذا جزء واحد من عده مواضيع طرحها جراهام ولكن هذه الجزئيه اعتقد انها تشابه تسائلك
وجد الباحث ان الشخصيات كانت تقود افكار جديده لم يكن العالم يعرفها من قبل. فمثلا ملحمه عاشوراء طرحت فكره الثوره على الظلم لاول مره في تاريخ البشريه وهذا ما اكده غاندي في كتابه
وكان البكاء على الحسين لتخليد القضيه ولتذكير الناس بها لعده اسباب: الاولى التعريف الصحيح لمعنى الثوره والتضحيه . الثاني المنهجيه السياسيه التي يجب ان تتبع قبل اعلان الثوره� (لا اتذكر الباقي ولكن يمكن للقارءئ ان يعرف المقصد)
النقطه المهمه التي تم طرحها هو انه لو المسلمسن اتبعوا المنهج (الذي سمي بالمدرسه الحسينيه لاحقا) في حل قضاياهم لما وصوا لما هم عليه الان. وكان من توصياته للمسلمين الرجوع الى الماضي والتنقيب بجديه في المواضيع لان لها تاثير مباشر في مايعانيه المسلمين الان (وليس العكس اي اهمال الماضي لان اهمال الماضي هو السبب في مايحدث الان)
واضيف اليه بأن البكاء يؤدي الى خشوع القلب وعندما يخشع القلب يعرف الحق. ولكن من يتعظ!!!! هذا هو السؤال
اختي العزيزه انت قد تجدين بأن اكثر الذين يبكون على مايحصل في العراق وفلسطين هم من يبكون على الماضي لانهم عرفوا الظلم وفهموه
🙂
موضوعك جريئ 😉
يبدو انني عندما اكثر في الشرح والتوضيح فانه لا احد يفهمني, لهذا ساقتصر على عبارات مضيئة ان شاء الله
افهم الوحده على انها توحد في الاهداف وليست الانصهار في الاخر فلا احد يقبل ان يذوب
البكاء على الحسبن(ع) هو استنهاض للنفس للثورة على الظلم
البكاء على الحسبن(ع) هو بكاء على هدر القيم والانسلاخ من الانسانية وليس بكاء على التاريخ
تكرار البكاء على الحسبن(ع) يجعل روح الثورة على الظلم مشتعله في النفس
البكاء هو مساحة للصفاء كي نستطيع ان ننطلق والبكاء الذي يعيق عن الانطلاق هو بكاء سلبي
البكاء يوقض صوت الضمير لا يخمده
بينما انا هائم على وجهي بين هذه المدونات اقراء قليلا من هنا وقليلا من هناك وجدت نفسي استمع ال هذه اللقطه من اللطميات لقد سمعت الكثير منها واحفظ عن ظهر قلب بعضها ولكن ما فاجئني ان اسمع باللغه الانجليزيه والغريب ان الناطقين بالانجلزي معظمهم من اصحاب الدم البارد ولا تؤثر فيهم الدموع ولا المشاعر انا شخصيا لست ضد البكاء نحن يجب ان نبكي نبكي ماضينا الحزين نبكي حاضرنا المؤلم ونبكى مستقبلنا الغامض سنبكى قتل الحسين عليه السلام ها هو الحسين يقتل اليوم في العراق وفلسطين وافغانستان ولبنان …………ونحن نقف صامتين ونتابع المشهد بالم ومراره فهل تستكثرون علينا الدموع ؟؟؟؟؟ هل نغنس ونصفق لمناظر الذبح على الهويه ؟؟؟
هل نرقص على دماء ابنائنا واخواننا واحبتنا ؟؟
دعونا نبكى لانه لم يبقى لنا الا البكاء
لقد اغتالوا البسمه من شفاهنا
لقد شطبوا الفرح من قاموسنا
جعلونا ارقام بدون اسامي
جعلونا اجساد بلا مشاعر
فماذا تظنونا فاعلين
شكرا على المدونه الجميله وباقي المدونات التي استطعت ان اطلع على بعضها