أنا مثقف إذا انا موجود
“الثقافة ثقافة الكتب لا ثقافة الصحف والمجلات”.
قالها مزهوا مستعرضا عضلاته الانشائية مستشهدا بمسرحياته المغمورة التي لم يسمع عنها أو يقرأها أحد، ومع ذلك لا بأس فأنا أكتب ومادمت أكتب فأنا مثقف ومادمت مثقف فأنا موجود.
في الطرف الآخر من لعبة الثقافة وقف بمستواه المتواضع من التعليم، بآخر ما تبقى من زمن رجال التضحية والشهامة ، لم يعد مهما كثيرا ما خاضه هذا الرجل من تجارب وخبرات ولا ما عاصر من أجيال ورجالات ولا ما رأى وتعلم أمام ثقافة المقاهي ومجالس البخورات والاطياب.
كان يلزمك الكثير لكي تكون من زمرة المثقفين من أمثاله، فأنت لم تتعلم القراءة على انغام المقطوعات الموسيقية العالمية ولم تطّلع على زاده من الكتب والمجلدات، لم تخصص وقتا للتعرف على هؤلاء المؤلفين المتطرفين في جنونهم وعظمتهم ولم تجد ترديد المصطلحات المعقدة والغوص في متاهات الفلسفة حتى تحّبك دورك في مسلسلهم الدرامي المسمى بالثقافة.
انت لا تستحق لقب مثقف لانك لم تتعلم مثلهم التنقل بين الندوات والامسيات والمهرجانات، لم تتعلم ان ترغم نفسك على استساغة العروض المبتذلة والقصائد الرخيصة. حقا من تكون انت حتى تعارض دور النشر التي صادقت من قبلك على منح هؤلاء لقب فنانين وشعراء ؟
من هم مثلك لا يصلحون ان يكونوا ندماء او حتى مرافقين لهم؟ ماذا ستضيف من ثقافة وعلم امام ما سيضيفه أقرانهم من سائر الكتّاب والشعراء.
الا زلت على عهدك القديم؟ الم تتحرر بعد من معتقداتك التي ستجرك الى عهود التخلف والظلام. الا تعى حاجتك الى تبني نمط جديد من الافكار؟ الا تعلم أن الاعتراض والمجادلة من سمات المبدعين والاذكياء!
أبتسم وحاول اتقان الدور أكثر وأكثر .. وتذكر ما دمت تكتب فأنت مثقف وما دمت مثقف فأنت موجود.