الفراشة والبحث عن الذات
سألتني بنت بطوطة عن سر ولع الكثير من المدونين العرب بالفراشة. يومها ابتسمت إذ لم أكن أملك الإجابة الشافية لسؤالها ولكنني صرت أعتقد الآن أن لأختيار الفراشة علاقة مباشرة بتركيبتنا وثقافتنا العربية.
فمحمود درويش يقول: الفراشة تنسج من إبرة الضوء زينة ملهاتها .. الفراشة تولد من ذاتها .. والفراشة ترقص في نار مأساتها. الفراشة في قصائده ترمز الى الفدائي الذي يسعى لنهايته.
الضوء هو الموت الذي يجتذب إليه الفراشات وكلما ازداد سطوعا كلما كثرت حوله الفراشات المنتحرة. في تحليق الفراشة ودورانها حول اللهب شيئا من الحماقة والمازوشية ولذلك يقال: أطيش من فراشة.
الاستمتاع بالألم وباستحضار واجترار اللحظات الحزينة هي السمة التي تتميز بها شعوبنا العربية من المحيط إلى الخليج وهي ايضا سبب اجماع ادبائنا العرب على حب الفراشة.
وكما قال أمين معلوف فأن ما يحدد انتماء شخص إلى مجموعة هو تأثير الآخرين القريبين منه ممن يسعون إلى تملكه، وتأثير الذين في المواجهة والذين يعملون على إقصائه. وكل منا يشق طريقه بين الطرق التي يدفع فيها، أو الممنوعة عليه أو التي تزرع بالأفخاخ تحت قدميه. فهو ليس ذاته دفعة واحدة، إنه يكتسبها خطوة خطوة.
ربما هو أرثنا العربي وقدرنا ان نحمل عبء الفراشة.
رائع…
جميل ان اقرأ ما تعنيه الفراشة للاخرين…
احببت (عبء الفراشة) شكراً