متع الحياة الصغيرة
هذه ليست انا
لاأعرف لماذا محوت مدونتي القديمة قبل يومين ولماذا افكر الآن في محو هذه التدوينة قبل ان ابدأها؟ .. لماذا تتقاذفني دائما رغبة نشر ما كتبت ورغبة محوه في الوقت ذاته
أفكر احياناً ان كان من الحكمة ان اطلق العنان لكل الافكار التي تدور في رأسي لتنساب بشكل طبيعي وتلقائي دون مواربة او تحفظات؟ ان كان هناك فائدة في اطلاع الآخرين على المساحات الفارغة في حياتي .. احباطاتي وهفواتي المتكررة التي لاتبادلني الرغبة في الخلاص .. أجد نفسي مشتتة بين الرغبة في المكاشفة والتعبير عن الذات وبين خشيتي من خرق الخصوصية والتقاليد .. استرجع عبارة احداهن:”كلنا بحاجةٍ إلى شخصٍ لا يعرفنا لنعترف ونثرثر، تماماً كما نفعل لدى الطبيب النفسي، شخص يستمع إلينا بدون أفكار مسبقة كما يفعل الآخرون الذين نخجل من تعرية أنفسنا أمامهم، الجاهزون دائماً لإدانتنا”.. افكر الآن ان كان قرار التجرد من اسمي المستعار فكرة صائبة؟ اقنع نفسي بأني مختلفة ولاأفكر بطريقة نمطية ولكني افشل عند أول سطر واضبط نفسي متلبسة بجرم تضليل الكلمات
هذه ليست فكرتي الاولى .. هذه نسخة معدّلة بعد اضافة وحذف بعض الرتوش .. وهذه ليست انا .. هذا ضعف متكابر يرفض الاعتراف بوجوده .. احن لإستعادة “أناي” القديمة ولاأعرف ان فات الوقت على ذلك
أنا عندي حنين
“Life is made up of small pleasures. Happiness is made up of those tiny successes. The big ones come too infrequently. And if you don’t collect all these tiny successes, the big ones don’t really mean anything.” ~ Norman Lear
يقول مطلع اغنية للسيدة فيروز “انا عندي حنين مابعرف لمين” .. وانا عندي حالة حنين غريبة هذه الايام لكل المتع الصغيرة التي افتقدتها في غمرة تفكيري في الغد وفي تحقيق مافاتني خلال السنوات الماضية .. انا عندي حنين لنزوات صغيرة بدأت مع انهيار حميتي الغذائية امام حلوى تعود لايام الطفولة .. للطائرات الورقية .. لنفخ فقاعات الصابون .. للمس رمال البحر الناعمة .. لركوب الدراجات .. لملأ العلب المعدنية بالاسماك الملونة الصغيرة من جداول الماء .. لرائحة العشب .. للتسمر في عز الظهيرة خلف الواجهة الزجاجية لمصنع لتعبئة المياه الغازية لمراقبة القوارير وهي تمر في حركة دائرية على الحزام الاسود .. لجنّة عبدالرحمن .. لقصص الجارة اسماء .. للطيبة “طيبة” .. لحكايات الجدة التي تختلف نهايتها في كل مرة تقصها علينا
انا عندي حنين .. وبس
لعلها دورة إكتئاب جديدة يا شقيقة… أيام و تعود سعاد لشتائها حماسها الدائم و صراحتها النقية
اشتقتك كثيرا
الله : )
كثير حبيت اللي كتبتيه ..
(f)