البنت التى أحبت أسمها
لاأعرف ماذا حدث هذا الصباح .. كان شئ أشبه بإنهيار جبل جليدي ضخم قاوم ليبقى مكانه لسنوات طويلة حتى لا يؤذي أحداً. ربما كان على ان أتريث قليلاً .. هكذا كنت أفعل دائماً حين أهم بنشر أي نص جديد أكتبه في المساء. أختبرت هذه المشاعر مراراً من قبل .. أعني أن أكتب في ذلك الوقت من الليل الذي تتهاوى فيه أسواري وأقنعة النهار الكثيرة والمتعددة .. في ذلك الوقت الذي تفقد فيه مشاعري حصانتها المعتادة فأخرج غالباً بنص يشبهني كثيراً ولكنه لايشبه مايريده ويتوقعه الآخرون مني
هم يريدون تلك النسخة التي غرستها بداخلي دون أن تشعر حين دفعتني دفعاً لأطراف الحافة حتى أنظر للعالم من الأعلى .. تماماً كما ينبغى .. داخل هذه الهوة العميقة التي لاأحد يعرف ماذا ينتظره فيها. هي يدك التي أمسكت بيدي في المطار ذلك الصباح والتي أفلتها بعد الوداع رغم مخاوف ووساوس أمي لأن ايمانك بي كان يفوق خوفك علي
ولكني اليوم يا أبي أعُول على ثقتك المطلقة بي .. أعُول على حنانك الذي أفتقده كثيراً أن ظننت أن هناك مايشبهه في هذا الكون. أعُول على اصغائك لي في جميع الاوقات التي أقضيها معي داخل رأسي واؤمن بأنك في مكان ما تتفقد أحوالي وتحوطني برعايتك كما كنت تفعل دائماً وأنت تعيش بيننا
هذا الصباح بكيت كثيراً وطويلاً ولست أدري أن كان هو شوقي إليك أم هو الشك الذي ساورني بأنني أقترفت ذنباً عظيماً أستحق معه أن أرى أسمي في كل جمل التأنيب والتأويل دون أن أكون موجودة فيها حقاً
أنه المطر يا أبي .. المطر الذي يحمل معه زخات الفرح والقلق أيضاً ولكنها كانت مجرد غيمة فرح عابر بددها خوف لم أقو على مواجهته.
حينما تركت المقهى هذا الصباح تركت معه جبلي الجليدي هناك معلقاً على الحائط .. عرجت على المكتبة القريبة من المقهى ولكن أبوابها كانت موصدة فأكتفيت بتأمل الواجهة وصورة غلاف كتاب لأليف شافاك “البنت التي لاتحب أسمها” .. أحب أسمي منذ اللحظة التي أرتبط فيها بأسمك وسأظل وفية للبنت التي أحبت انهيارها وضعفها وقوتها دائماً وأبداً
لاأعرف ماذا حدث هذا الصباح .. عن طريق الصدفة عدت الى المكان عدت الى هديان الحروف اتفقد ان لنا هناك دكرى فوجدت ان المكان لم يعد خرابا هناك تاريخ جديد
August 27, 2019
سعدت كثيرا بعودتك يا سعاد وعادت الى دهني تلك الايام الجميلة والمودة طبعا مودة الكتابة ولدة النص.ساكون هنا دائما لاطلع على جديدك.رائحة المنامة وعبق جزيرة حوار واحبتنا هناك الدين نسونا بمجرد اختفاء بعض المواقع الادبية.
يومك اجمل وكل زمن انت الزمن .
زوروني كل سنة مرة حرام .. 🙂
أصلا اسمك حلو.. مساء الخير سعاد
مساء النور
هذا التعليق أعادني أكثر من عشر سنوات للوراء 🙂
أنشا الله ..صار.. كنت في مصر ..واحة سيوة.. كلما ركبت تاكسي في القاهرة لابد من افتعال حديث ههه..
ذكرتك
صلاة الغائب
أصلي ووجهك وطن
وظلي أحاسيس شوق أغرقت المدن
أموت وأعود وسري طلاسم شجن
رحلت وتوارت خلف الأفق اتخذت من جزر النسيان موطنا احتجزت الشمس رهينة وأغرقت الكون في الظلام.هو الليل يا امرأة يقود جيوش من الضجر وما الضحايا الا نحن معشر البشر،أنت يا أنت يا من أسافر اليك كل ليلة حتى بعد موتي تولدين شظية في صمتي وكالنكبة تنامين بين صفحات التاريخ تستيقضين مع حلول الذكرى تأتين الي في تموج وتوهج كطوفان يغرق البحر.
الآن أجلس وحيدا على حافة النهايات منكسا الريات ،أقرع أجراس النكسة معلنا عن شهيد جديد أيا وجعي منك وأنت كالسراب عديمة الظل أشهدك على أطلالي أنا الراهب في خلوتي وفي يدي زنابق بلوتي سأصلي صلاة الغائب على وطن قابل للانبعاث قتلتيه أنت.