Dublin (1)

Posted on August 31, 2017 by Suad

لم يعد لصوت النوارس وقعها الذي كان. كنت أستدل بإصواتها على قربي من البحر ثم أصبحت أستدل بها عليك. أستيقظت ذات صباح فوجدت نفسي وحيدة في مدينة بعيدة .. كانت طيور النورس تحيط بي وكان البحر بعيداً وصوتك أبعد

*

لاأعرف لماذا على اللحظات الجميلة ان تناضل حتى تبقى جميلة للنهاية، لماذا عليها ان تقاوم محاولاتنا بتلويثها في التحليل والبحث عن أجابات والوصول إلى قرارات صارمة. لاأعرف لماذا لايحاول الناس ان يحافظوا على بقاء تلك المساحة التي تتوسط البدايات والنهايات نقية رغم أنها المساحة الأسلم للحفاظ على علاقات لاتتسم بالحدة أوالتطرف بين التعلق التام أو الاهمال المطلق

حتى يحين موعد مغادرتهم، أحب أن تظل وجوه الناس في ذاكرتي دافئة تماماً كما التقيتها لأول مرة أو كما تمنيتها على أن تتحول لغصة في القلب أو ندبة في الروح لا تشفى

حينما أقدم نفسي لشخص ما للمرة الأولى أذيل التعريف عن نفسي بملاحظة: هي أنني لاأجيد التعامل مع الآخرين أو التعبير عن نفسي كما أفعل بالكتابة وكأنني أعتذر مسبقاً عن أي التباس قد يحدث بسبب تناقض مربك بين ماتقوله عيناي وماينطق به لساني

لطالما أخترت أن لا أكون قريبة من أحد بشكل كامل، ان ابتعد قبل وصول القصص لنهاياتها. لاأؤمن بالنهايات المفرطة في السعادة أو الحزن، أفضل عليها قصص غير مكتملة تشعرني بالحنين اليها كلما داهمتني الذكرى. قلة هم من أحتلوا مساحة من قلبي اثناء وجودهم في حياتي اما الذين استطاعوا الحفاظ على هذه المساحة بعد رحيلهم فعددهم لايتجاوز اصابع اليد الواحدة

I do some stupid things

But my heart’s in the right place

And this I know

*

الذكريات حمل ثقيل حتى الجميلة منها حينما يطرق الفراق أو الموت أبوابها تصبح مصدر للتعاسة أو الحسرة لذلك كنت أفكر دائماً كيف يمكن أن تصبح حياتنا لو كنا نملك خيار مانريد الاحتفاظ به أو مسحه من ذاكرتنا للأبد

تخيلت أن فكرة كهذه ضرب من ضروب الخيال ولكن بحث نشرته مجلة طبية الكترونية مؤخراً أشار إلى أنه قد يكون بالإمكان في المستقبل القريب التحكم بالذكريات وتعديلها ومسح مايؤرق الانسان من ذكريات وأحداث مريرة تعرض لها في حياته 

بحث مثل هذا قد يترك علامة فارقة في حياة البشرية وقد ينقذ الآلآف من حالات الاكتئاب أو الانتحار

دبلن – ٢٦ أغسطس ٢٠١٧

Share

Comments

  • روان علي شريق on September 1st, 2017

    عدت وعدنا…

    نحن اول الاوفياء لهذيان الحروف الرائعة.

  • Suad on September 1st, 2017

    شكراً روان. وفائك سيظل دائماً محل تقديري واعتزازي

Leave a Reply

Name

Email

Website

*