رقصة فالس مع بشير

Posted on July 8, 2009 by Suad

بوستر الفيلم (المعّدل) من موقع المنارة للإعلام

عازف البيانو .. القارئ .. الصبي ذو البيجاما المخططة .. قائمة شاندلر

أربعة افلام تتناول جميعها موضوع الهولوكوست، شاهدت الثلاثة الاولى منها مؤخراً ولم أتمكن من مشاهدة الاخير لأنه ممنوع من العرض في منطقة الشرق الاوسط (ماعدا اسرائيل بالطبع) والسبب حسب مصادر متعددة ان الفيلم بروباغاندا يهودية تهدف إلى كسب التعاطف مع اسرائيل وتزييف الحقائق لصالحها والتعتيم على القضية الفلسطينية

واذا كان هذا هو السبب الحقيقي للمنع فلماذا هذا الفيلم بالذات فجميعنا يعرف ان هوليوود تدار بروؤس أموال يهودية ومعظم افلامها تعزف بذكاء على وتر المحرقة وما عاناه اليهود في المعتقلات والمعسكرات النازية، بل انها تجدد الذكرى كلما نسيها العالم من خلال انتاج افلام بالجملة تتناول أغلبها قصص مآسي وضحايا الهولوكوست لدرجة اننا لم نعد نفرق اي منها حقيقي واي منها من نسج خيال مؤلفيها أو اننا ببساطة توقفنا عن طرح هذا السؤال.  رواية الصبي ذو البيجاما المخططة رواية خيالية بإقرار مؤلفها الايرلندي الاصل جون بوين الا ان ذلم لم يمنع وصولها للمركز الأول طبقاً لإحصائيات صحيفة نيويورك تايمز وتصدرها لقائمة الكتب الاكثر مبيعاً في المملكة المتحدة، ايرلندا واستراليا وعدة دول اوروبية اخرى

الساخر والمؤلم في الامر ان جميع هذه الافلام تناولت الاضطهاد والعنصرية التي عانى منها اليهود في المعتقلات والمخيمات المحاطة بأسلاك شائكة و جدران مرتفعة انشأها النازيون لعزلهم وتصفيتهم، التجويع والتعذيب وقتل الاطفال وكبار السن وهو مايحدث بحذافيره للشعب الفلسطيني ان لم يكن ابشع منه.  فلماذا لم يتحدث احد عن هؤلاء الضحايا الذين يعيشون الحاضر لا الماضي الذي يتباكى عليه اليهود الآن؟  لماذا يعلو صوت الضحايا اليهود فوق اصوات ضحايا العالم الآخرين وكأنهم هم الضحايا الوحيدون الذين يستحقون الرثاء والشفقة رغم انهم من اعاد التاريخ وكرر مآسي الهولوكوست ذاتها في فلسطين؟؟

في العام الماضي انتجت اسرائيل فيلم “رقصة فالس مع بشير” الذي يوثق قصة الجندي الاسرائيلي السابق “آري فولمان” من خلال رؤيته الخاصة لحرب إجتياح لبنان في الثمانينات ويعقد مقارنة بين الهولوكوست وبين مذبحة صبرا وشاتيلا.  وقد قدم فولمان الفيلم على شكل فيلم رسوم متحركة رُشح للفوز بقوة بجائزة الاوسكار الا انه خسرها امام فيلم المليونير المتشرد. وقد أعلنت بعض الدول العربية عن منعها عرض الفيلم بسبب سياسة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية رغم ان بعض النقاد رأى ان الفيلم بمثابة اعتراف موثق من جندي اسرائيلي سابق بالجرائم التي أُرتكبت بحق العرب، بينما رأي البعض الآخر ان تركيز الفيلم على مجزرة صبرا وشاتيلا دون عن غيرها من المجازر التي ارتكبها العدوان الاسرائيلي فيه تنصل اسرائيلي واضح من المسئولية التي تلقيها كاملة على حلفائها وتؤكد من خلاله على كليشيهات الكراهية العنصريّة بأن العرب يقتلون دفاعاً عن «الشرف» و«العرض»، كما انهم (أي العرب) يمرون في الفيلم عرضاً وكتلاً في ظهور خاطف كي لاتقوم بينهم وبين المشاهد علاقة مقارنة بمشاهد الجنود الاسرائيليين الذين لايظهرون الا فرادى

هذا هو رأي النقاد في الفيلم وفي قرار المقاطعة اما رأيي انا فهو ان الذي أنتج وأخرج فيلم “عمر المختار” و”الرسالة” وغيرها من الافلام التي وصلت للعالمية قادر بالتأكيد على انتاج افلام توثق القصص والمآسى الفلسطينية والعربية .. الشهيد محمد الدرة (الذي يدعى الاسرائيليون الآن ان قصته ملفقة) .. عائلة هدى غالية (وهاهي صحيفة الجارديان تشكك ايضاً في مسئولية اسرائيل عن المذبحة)..  مجزرة عائلة العثامنة .. مجزرة البريج .. محرقة غزة والتي قام أحد الصهاينة بحذف ترجمة تفاصيلها للغة الانجليزية من موقع موسوعة ويكيبيديا .. الم تلحظوا بعد نشاطهم الغير اعتيادي في تمجيد شهداءهم والتنكر لجرائمهم؟

الاكتفاء بمقاطعة الافلام التي تروج لها آلة الدعاية الصهيونية وحظر عرضها في الدول العربية لن يصحح الصورة او الحقائق التاريخية التي يحاولون تزييفها ولن يوثق جرائمهم أو يمنع هوليوود من انتاج المزيد من الافلام التي تتباكى على مآسي اليهود وتذكي نار تأنيب الضمير الذي سيظل العالم يشعر به دائماً نحو اسرائيل

Share

Comments

  • zeeko on November 3rd, 2009

    سؤال يحيرني رغم كل ما قام به هتلر من فضائل نرى كل إعلام يجعلة أكبر سفاح في التاريخ
    وحتى بعدما نشر كنابة حياتي
    الذي تنتشي سعادة وحماسا بعد قرائته فما تكان تصل للنهاية حتى تود أن تعيد قرائته
    خشية سهو في أحدى صفحاته

    انا لست مدافعا عن هتلر ولا قادة الحروب ولست اقود حزبا او جبهة للمعارضة

    ولكنني اعرف ما هي البربوجاندا … ومن يحركها ومن يسيطر على اللإعلام الأقوى في العالم

    أذكر مرة أنني تابعت فيلما للوضع العراقي قبل الغز الأمريكي
    كان يصور صدام على انه أسد في جحرة والذئاب حولة تنساق
    ليس لهم من الدنيا سوى التعذيب والتدمير
    ..
    فربطت في ذهني بين فيلم هتلر وصدام
    ..
    وتقارب المصدر في الفيلمين
    وسيرهم على المنوال نفسه
    ..
    هل يعقل أن نجد في يوم من الايام أن هتلر هو قائد ثورة تحررية
    يضم فيها فريقا من المساندين لها في الاراء
    وأن البروبوجاندا التي عملت عنه انما كانت كيد عدو
    ..
    ولكنني في أحدى كحاضرات السياسة
    حدثني كحاضر درس في ألمانيا علم السياسة
    قائلا ان الشعب يكرة هتلر وقد أقيمت له المتاحف التي تحتفض بأثر من ضحايا حروبة

    فهل كانت هذه المتاجف ضمن شروط وحدة ألمانيا ؟

Leave a Reply

Name

Email

Website

*