شغف ام إدمان
إدمان من هذا النوع افضل من إدمان من نوع آخر ثم اننا جميعاً مدمنون بطريقة او بأخرى
أردد لنفسي هذه العبارة كلما جرتني قدماي لأحد متاجر الكتب التي صرت احفظ اماكنها ونوع الكتب المتوفرة لديها عن ظهر قلب .. حينما اشعر بالملل او الفراغ فلا بأس بزيارة غير مخطط لها لأحد هذه المتاجر .. اتجول بين رفوف الكتب دون ان يكون لدى هدف واضح عن ما اريد شراءه .. يقترح على البائع بعض الكتب التي لاتستهويني ويدور بيننا حوار قصير حول الكتب التي قرأها واعجبته واخبره عن رأيي فيها .. كان ذلك في الماضي .. اليوم صرت اذهب برفقة قائمة طويلة من عناوين الكتب التي عثرت عليها في مواقع اتلصص عليها بين الحين والحين والبعض الآخر عن طريق الافلام التي تأتي في المرتبة الثانية في قائمة الادمان
السيدة دالاوي ستشتري الازهار بنفسها .. لا اذكر اين سمعت هذه العبارة .. اظن انها في فيلم “الساعات” الذي قادني لروايات فرجينيا وولف .. كتب فلسفية من افلام وودي آلن .. وروايات أخرى أتى هاروكي موراكامي على ذكرها في رواياته او في لقاءاته التي تحدث فيها عن الروايات التي أثرّت في حياته وقام بترجمتها .. فيلم “القارئ” المأخوذ عن رواية لكاتب ألماني اظن انني سأقرأ جميع رواياته بعد ان قرأت احداها .. فيلم آخر “نيم سيك” رشحته لي بلا ولاشي فأخذت بنصيحتها ولم أندم فالفيلم أكثر من رائع ولأنني قد قرأت فيما سبق رواية أخرى للاهيري مؤلفة القصة فقد تحول انتباهي في هذه المرة للأديب الروسي “نيكولاي قوقل” الذي اطلق بطل الفيلم أسمه على أبنه .. سأصدقكم القول بأنني لم أكن اعرف شيئاً عن قوقل (الأديب طبعاً) ولاعن روايته (المعطف) قبل ذلك .. عن مارجريت اتوود .. عن هيلين هانف او عن غيرها من المؤلفين ممن لايأتي على ذكرهم أحد في بلادنا العربية
الافلام .. الكتب .. والموسيقى ثالوث يؤدي كل طرف فيه إلى الآخر غيرت من طريقة تفكيري ونظرتي للامور ولكنها حولتني في الوقت ذاته إلى مهووسة بالكتب ذلك لأن عدد الكتب التي اشتريها اسبوعياً يفوق قدرتي على قراءتها رغم انني انتهز كل فرصة سانحة للقراءة حتى لو كانت لدقائق، ولأول مرة في حياتي صرت اضع الكتاب الذي اقرأه في حقيبة يدي وتحولت بسبب ذلك من حقائب اليد الصغيرة للكبيرة منها حتي يكون هناك متسع لكتاب اقرأه وكتاب آخر قد اشتريه وانا اتجول في احد المجمعات التجارية
كانت مكتبتي في السابق ست رفوف او اكثر بقليل وكنت أحاول تكديس اكبر عدد ممكن من الكتب فيها ووضع المتبقي في صناديق اخبأها في ركن ما من الغرفة الا انه وبعد ازدياد عدد هذه الصناديق فكرت في اقتناء مكتبة حائط واخترت الاكبر منها لتتسع لجميع كتبي، ولست ادري ان كانت فكرة سديدة فالرفوف الفارغة اغرتني بشراء المزيد من الكتب اذ كنت اقول لنفسي في كل مرة احصي فيها عدد الكتب التي ارغب في شراؤها بأنه لاداعي لأن اتنازل عن بعضها فلازال لدي مكان شاغر في المكتبة الجديدة. في آخر زيارة لي لمتجر الكتب الذي اعتدت شراء كتبي منه سألني البائع ان كنت معلمة فأكتفيت بالقول: حمدالله انني لست معلمة فهذه آخر مهنة أفكر فيها ثم فررت من امامه حتى لاأتورط في المزيد من الاسئلة والتوضيحات
ازداد عدد مواقع الكتب الالكترونية التي اتابعها(شيلفاري، قود ريدز، لايبرري ثنق، بوك بروز) وصرت ابحث عن الكتب التي تثير اهتمام غيري من القراء في مختلف دول العالم، اقرأ ما يسطرونه من تعليقات عن الكتب التي قرأوها وعدد النجوم التي يضعونها لهذا الكتاب او ذاك ثم اقارن ذلك باحصائيات وتقييمات موقع امازون. ثم فكرت لاحقا في إدراج جميع الكتب التي قرأتها والتي لم أقرأها بعد وحتى تلك التي اتوق للحصول عليها في موقع لايبرري ثنق . كنت اقرأ تعليقات اعضاء الموقع حول ادمانهم على الموقع وعلى الانضمام إلي بعض المجموعات في المنتديات وإدراجهم لكل كتاب يقتنونه في نفس الليلة التي يصل فيها الكتاب إلى رف مكتبتهم ورغبتهم في الوصول لعدد أكبر من الادباء والمؤلفين من مختلف القارات بل ان بعضهم قد قام بإدراج خريطة للعالم وضع فيها الموقع الجغرافي لكل كاتب قرأ أحد مؤلفاته حتى يحقق غايته في الوصول إلي جميع القارات. البعض تطوع بترجمة الموقع إلى لغته الاصلية او لغة أخرى يجيدها ووجدت نفسي اقوم بالشئ ذاته واصبح ضمن عداد المهوسيين والمدمنين الذين تحدث عنهم الموقع
كنت اظن ان حالتي هذه حالة عابرة ولكنني صرت أكيدة مع مرور الوقت انها ليست كذلك .. كان حلمي دائما ان امتلك متجر كتب صغير اجواءه دافئة ومريحة وتزينه الهدايا والصور لا يقع في مجمع تجاري انما في احد الاحياء القديمة فقد كنت متأثرة بجو المكتبات الصغيرة في فيلمي “نوتنغ هل” و“لديك بريد” والبارحة وبينما كنت اتنقل بين المواقع في رحلة بحثي المعتادة عن الكتب والمكتبات عثرت على موقع جميل جدا يرصد مواقع متاجر الكتب حول العالم واكثرها ابهاراً من حيث الموقع والتصميم مما ايقظ بداخلي الحلم القديم رغم ان متاجر الكتب لم تعد تلقى رواجاً كالسابق بعد طغيان مواقع بيع الكتب على الانترنت والتي تقوم بإيصال الكتب في وقت يعتبر قياسياً مقارنة بالسابق
كتب .. كتب .. والمزيد من الكتب .. الا انني لم اعد أحلل واشخص حالتي كما في السابق فسواء كان ما أمر به حالة مرضية ام مجرد شغف عابر لم يعد هذا السؤال يهمني .. الاهم ماتمنحني اياه من لحظات المتعة والسعادة
Shakespeare and company, France
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى امام دائما استاذة
ارجو التتواصل لدى مدونتين واحدة للقصة القصيرة والتانية للمقالات بحلم ببكرة
ارجو التواصل شكرا
هذا أحلى إدمان!
رغم العزلة مع الكتب لكنك مدمنة على الحياة
أنت تأخذين الحياة صفحة صفحة
دمت بود
سالم
اعجبني هذا المقال و هذا الادمان و سعدت بان الفلم الذي رشحته قد اعجبك
خلينا على تواصل
أتعلمين ربما لأننا نجد أنفسنا هناك بين طيات الأوراق ورائحة الكتب..وهناك تكمن هويتنا فنزداد بحثاً كما أنتِ..جميلٌ هو حرفك..وترتيب رفوفك..
شكرا لكم جميعاً. انا محرجة لطول غيابي وتأخري بالرد على تعليقاتكم
اصحاب التعليقات الجديدة زرت مواقعكم وسرني التعرف عليها وعليكم وسنكون على تواصل ان شاء الله
الإدمان يا سيدتي أن يبيعك أحدهم مجلدات بخمسة آلاف ريال قطري.ز فتطيرين فرحاً لمجرد حصولك على 40 مجلد لا يعلم إلا الله إن كانت ستقرأ أم لا..
ألا ما أكثر العلم و أقصر العمر..
مودتي.
رائد
هو فعلا كذلك، اقصد انني أصبحت من هذه الفئة، الذين يشترون كتب كثيرة وباستمرار قبل ان ينتهوا من قراءة الكتب التي اشتروها قبل يوم او شهر. اخشى ان اصبح مهووسة بالاقتناء أكثر من هوسي بالقراءة ولكن هذا الهاجس يتضاءل امام فكرة اعتقد معظمنا يعزى نفسه بها للتخفيف من شعوره بالذنب “سأشتريه اليوم فقد لاأحصل عليه في الغد وطالما هو بحوزتي فلاضرر ان قرأته اليوم او بعد عام”. الادمان لايعترف بالوقت ولا بالمادة
هل تعانى من حالة مماثلة؟ تعليقك أوحى لى بهذا 🙂
جميل هذا الشغف حتى وإن تحول لإدمان فإنه لا يأتي الا بخير
أتمنى ان يعود لي شغفي في إقتناء الكتب
فأنا لا أعد أجد وقتًا من أجل القراءة
شكرًا لك
فعلا مقال تحفه وعجبنى جدا
لكم منى اجمل تحيه
صديقتكم الجديده نونى
جميل هذا الشغف حتى وإن تحول لإدمان
مقالات تدمع لها الاعين