الفعاليات الثقافية في البحرين
رغم ان الساحة الثقافية في البحرين نشطة وغنية بالاسهامات والفعاليات إذ لا يمر أسبوع دون ان يكون هناك خبر عن تدشين كتاب أو افتتاح معرض أو إقامة ندوة تنظمها أحد الجمعيات الا اننا لا نعرف عن هذه الفعاليات ولانسمع عنها الا بعد انقضائها فالاعلان عن هذه الفعاليات ضعيف جدا. صحيح ان بعض الصحف المحلية تخصص زاوية يومية او اسبوعية لإدراج هذه الفعاليات واماكن وتوقيت اقامتها الا ان هذه الادراجات تتسم بالعشوائية وتفتقر الى التنسيق والالمام بجميع ما يدور على الساحة الثقافية البحرينية.
لا أستطيع ان أضع كل اللوم هنا على الصحافة المحلية فمحدودية مساحة الصفحات الثقافية وزحف الاعلانات والوقت والجهد الذي يتطلبه حصر ومتابعة هذه الفعاليات يجعل ملاحقتها أمرا صعبا ولا يتناسب مع الوتيرة السريعة لحياة الصحفي اليومية. ولكنني اتساءل عن دور وزارة الإعلام وقطاع الثقافة والتراث التابع لها في الاضطلاع بهذه المهمة التي تعتبر من صلب مسئولياتها وواحدة من أهم الواجبات المناطة بها كمؤسسة اعلامية. فعدا عن ربيع الثقافة الذي لم يحظى هذا العام بما حظى به من ترويج اعلامي في الاعوام السابقة لم ألحظ اي تغيير في السياسة التي تتبعها وزارة الاعلام للترويج للفعاليات الثقافية، كما ان هناك انقسام وانفصال واضح بين المؤسسات الاعلامية والثقافية في البحرين فعلى سبيل المثال لا أحد يعرف من هو المسئول عن ربيع الثقافة في البحرين، وزارة الاعلام ام مجلس التنمية الاقتصادية وما هو علاقة المجلس بفعالية ثقافية يفترض ان تكون من اختصاص قطاع الثقافة والتراث. الملاحظة الأخرى هو ابتعاد وزارة الاعلام عن دائرة الضوء طوال فترة الربيع وكأن الأمر لا يعنيها ولم يعكس اي جهاز من اجهزتها ما يدل على ان هناك تعاون مشترك بين الجهتين للتسويق والترويج لفعالية يفترض انها بحرينية وليست تابعة لهذه المؤسسة أو تلك.
وبمناسبة الحديث عن وزارة الإعلام فقبل ان اكتب هذا المقال وحتى أقف على الموضوع من جميع جوانبه كنت قد بحثت على الشبكة العنكبوتية عن مواقع ترصد الفعاليات الثقافية في البحرين من خلال تقويمEvent Calendar أو ماشابه. ورحلة البحث هذه قادتني إلى الموقع الالكتروني لوزارة الاعلام فأستبشرت خيرا ولكن ما ان دخلت الموقع حتى تأكدت ان وزارة الإعلام العريقة ليست اسم على مسمى فتقويم الفعاليات والمصنف باليوم والشهر والسنة تقويم من غير احداث او فعاليات وبعض المعلومات الموجودة على الموقع قديمة وعفا عليها الدهر ولم يتم تحديثها منذ عام 2006 بل ان الموقع قد رصد أسم مجلة أندثرت منذ زمن بعيد ضمن قائمة الصحف والمجلات التي تصدر في البحرين!
في البحرين يمكنك ان تعرف أين تسهر وأين تأكل وأين تُقام المؤتمرات والمعارض ولكن إذا كنت تريد ان تعرف عن مكان أوموعد إقامة فعالية ثقافية أو فنية فسيتطلب ذلك الكثير من الوقت والجهد، والمهمة ستكون أصعب بكثير إذا لم تكن من مواطني هذا البلد.
كانت صديقتي الاسترالية تسألني دائما عن المصدر الذي أستعين به لمتابعة الاحداث الثقافية والفنية في البحرين ولماذا لم تستطع هي على الرغم من اقامتها في البحرين لمدة تقارب العامين من التعرف على المعالم السياحية الأخرى غير المتحف الوطني وحلبة البحرين الدولية وبعض القلاع، لماذا لم تعرف شيئا عن مركز الشيخ ابراهيم للثقافة والبحوث او بيت عبدالله الزايد أو .. أو .. رغم استنفاذها لجميع وسائل البحث المعروفة.
واليوم استطيع ان اقول لها ان الأمر لايقتصر على المقيم أو الزائر فحتى المواطن عندنا لا يستطيع ان يعرف الكثير مالم يكن هو نفسه عضو في أحد الجمعيات أو المؤسسات الثقافية والإعلامية أو تربطه علاقة بالمنتمين اليها فهذه هي الوسيلة التي تعرفت من خلالها على بعض هذه الفعاليات بالاضافة إلى الصحف المحلية أو الكتيبات التي كنت اخذها في طريق عودتي من هذه المراكز وهو السبب ذاته الذي جعل الثقافة حكرا على المثقفين وعلى عدم تغير الوجوه التي تلتقي بها في كل فعالية ثقافية.
تحديث: فوجئت بعد قراءتي لتعليق المدون البحريني يعقوب على هذه التدوينة بفيديو بديع من اخراجه عن مركز الشيخ ابراهيم للثقافة والبحوث على المدونة الخاصة به. شكر وتحية ليعقوب على هذا الجهد والعناء لنشر ولو جزء يسير من الثقافة والتراث البحريني، وأوجه الدعوة لجميع زوار هذه المدونة لزيارة مدونة يعقوب ومشاهدة الفيديو الذي أتمنى ان يكون البداية لسلسلة من تغطيات المدونات للمواقع والاحداث الثقافية والسياحية في البحرين.
بترفلاي الغالية،
أتفق معك فيما أتيت به، نحن نفتقر لوسائل الإعلان عن الأمسيات الثقافية، و إن كان الشخص ليس ذي صلة بجهات الأدب و الشعر في البلد فلن يعرف و لن يسمع بالفعاليات المقامة و لا حتى بالأمسيات، و هذا خطأ فادح، في البحرين هناك جمهور كبير يهوى الأدب و الفن بأنواعه لكن الإعلانات الشحيحة و التي تنشر بالجرائد قليلا و غالبا ما تكتب (بأخطاء) إما في المقر، أو الزمان، أو التاريخ المحدد للفعالية..و الخطأ الأكبر ، إنهم أحيانا يعلنون عن أشياء و عندما تتصلي لتستفسري عن مقر الفعالية و زمن إقامتها يجيبك موظف (…) “مايدري وين الله حاشرنه” و يجيب ببرود: مادري لحظة بسأل، و لا يرد الإتصال.. يعني مأساة!!
التحيات
ملاذ
السلام عليكم ..
كنا نتمنى أن يكون التقصير في الفعاليات الثقافية فقط و لا يمتد للإصدارات … بلد كالبحرين بها قدر كبير من المخزون التراثي و التاريخ العريق, إلا أننا لا نجد كتب متخصصة في تاريخ و تراث البحرين إلا الشيء البسيط … غالبية هذه البحوث المتخصصة لا تنشر بالعربية و لا تتوفر في أسواق البحرين, فتصبح حصرية على مجموعة أفراد تحتكرها لنفسه, و تصبح العامة في حالة أشبه بحالات التخلف في تاريخ بلاده, و ليتها فقط العامة, فقد امتدت لتشمل فئات من الناس تعتبر نفسها مثقفة …
عندما صدرت دورية “الثقافة الشعبية” أستبشرت خيرا, و خاصة بعد تلك “الدعاية”. أعتقدت للحظة أن موروثنا الشعبي في طريقه للنور, و لكن كنت مخطئا, فهذه الدورية لا تعني بتراث البحرين, بل التراث العالمي, فيتحدث عن تراث الطوارق و الرقصات في العالم العربي, و السحر في العالم العربي, و كي لا ينسى البحرين فيعرج لنا على صناعة “المنز” و صناعة “البشت” و التي لم تضف جديدا, فهي مواضيع مستهلكة.
قالوا بأن “الثقافة الشعبية” ستدرس في المدارس, و لكن طالما عرفنا من كتب ذلك المنهج, فإن ماهية المنهج المزعوم باتت معروفة.
تحياتي
أنا أوافقك بالرأي بهذا الخصوص فالكثير من الفعاليات الثقافية تكاد تكون سرية, و إن وضع إعلان بالجريدة فعادة ما تكون بنفس يوم الفعالية و الكثيرن لا يستطيعون الذهاب و ذلك لعدم تخطيطهم لذلك.
و بالنسبة لقضية ربيع الثقافة فأنا رأيي في استلام مجلس التنمية الاقتصادية زمام الأمور هذا عام هو لابعاد اعزاؤنا النواب من استهداف الربيع كما حصل العام الماضي مع مارسيل خليفة و مجنون ليلى
فدام هو تحت مظلة الشيخ سلمان بن حمد فلا احد يستطيع أن كما نقول بالعامية “يداقله”
اعتقد أن علينا كمحبين للثقافة نشر بعض الفعاليات و الإعلان عنها في مدوناتنا قدر المستطاع
ملاذ
هذا اذا كان هناك رقم للاتصال واذا اجابوا عليه. حاولى الاتصال بأي موقع تراثي أو سياحي في البحرين وستجدين ان من يجيب على الهاتف هو الاسيوي المكلف بالحراسة. اما الجمعيات فلن تحصلي على أي رد، الاسبوع الماضي كنت في طريقي لحضور تدشين كتاب في أحد الجمعيات ويبدو انني سلكت طريقا خاطئا .. حاولت الاتصال مرارا وتكرارا بمقر الجمعية الا ان جميع محاولاتي باءت بالفشل فاضطررت الى الاتصال ببعض الاصدقاء ممن ارشدوني على الطريق.
حسين الجمري
حينما كنت في القاهرة لحضور ورشة هارباس طلب مني المدون أحمد شقير ان أشارك في برنامج إذاعي يعده عن الموروثات الشعبية المتعلقة بالاساطير والخرافات على ان تكون القصة من وحي التراث البحريني. وللامانة شعرت بالحرج والخجل الشديدين لأني لم أكن ملمة بأي شئ حول الموضوع وكل ما أختزلته ذاكرتي هو بعض القصص ذات الملامح الغير مكتملة فأعتذرت لأني لم أكن أرغب في تهميش وتشويه هذا التراث.
أتفق معك تماما فيما ذكرت ولن أخجل من القول اني واحدة من هؤلاء العامة الذين يعانون من التخلف في تاريخ بلدهم. أهتمامي بالتراث الشعبي جاء متأخرا ولكن حينما أردت أن أعرف وبحثت لم يكن هناك ما أستدل من خلاله على اية معلومات. فبعد عودتي من القاهرة قصدت جميع المكتبات في البحرين كما سألت بعض المؤلفين البحرينيين وبعض العاملين في وزارة الإعلام ولم اخرج بأي شئ.
يعقوب
وإلى متى ستظل الثقافة محتمية بمظلة ولي العهد .. هل هذا هو الحل؟ لماذا وُجدت الوزارات والوزراء اذا كانت جهات أخرى ستقوم بمسئوليات من صميم اختصاصهم ..إذا كانوا لا يملكون الصلاحية لإتخاذ القرارات وسيتحولون إلى أطفال يحتمون بطرف ثوب (الحكومة) حتى لا يمسهم أحد بسوء!
بصراحة انا من أشد المؤيدين لفصل قطاع الثقافة والتراث الوطني عن وزارة الإعلام على الرغم من كل الجدل الدائر حول الموضوع فهذه مسئولية وتلك أخرى على ان يكون هناك تعاون وتنسيق مستمر بين الجهتين لصالح الاعلام والثقافة في البحرين.
بالنسبة لنشر الثقافة من خلال المدونات فقد كان ذلك من ضمن أجندتي بالنسبة لتطوير هذا الموقع وكخطوة أولى فكرت ان أضيف روابط جميع المواقع البحرينية ذات الصلة بالفن .. الادب ..الثقافة أو التراث ولكني أكتشفت مجددا كم التقصير الموجود. فبعض المواقع الثقافية والتراثية ليس لديها موقع الكتروني وتلك التي لديها لا تحدث الموقع ولاتدرج جدول فعالياتها يعني تقدر تقول مواقع ميتة وأنتقلت الى رحمة الله من زمن بعيد.
سأضيف ما هو موجود حاليا عل القائمين على هذه المواقع في يوم من الايام يلتفتون الى هذا الموضوع ويقومون يتطوير مواقعهم وعل وزارة الاعلام أو اية جهة أخرى تنشأ موقع دائم للفعاليات الثقافية والفنية في البحرين.
شكرا يعقوب ولا تقطع الزيارة 🙂
هناك الكثير من الندوات والمحاضرات التي لا تعلمين عنها الا بعد بحث وتمحيص بالجرائد اليوميه وهذا ما يحدث لي لو وجدت يوما صافيا من المشاغل يفتح نفسي لحضور محاضره
بعض الجمعيات لا تنشر فعالياتها الا يوم الفعاليه بأحدي الصفحات وبجريدة معينه دون ذكر لها في القسم المخصص لفعاليات البحرين بأي مكان اخر
هناك الكثير مما يستحق الحضور في البحرين لكن اعلامنا ناقص
وصدقتي الوجوه هي الوجوه في كل زياره
فكره قديمه كانت تراودني :اقامه موقع لفعاليات البحرين -اجنده لجميع الفعاليات علي اختلافها فنيه, ثقافيه ,دينيه, مهرجانات -ما يحتاجه هو دعم بسيط ورمزي من جميع الجمعيات بكل اطيافها لترويج انشطتها
اما البيوت التراثيه فلا علم للزائر ان كان ممن يبحث عن وجهاته السياحيه علي الانترنت