المحاضرة الأخيرة
بين حين وآخر أعرج على موقع امازون للوقوف على آخر الاصدارات من الكتب وأكثرها مبيعا، وقبل اسبوع فقط كان كتاب راندي باوش (المحاضرة الأخيرة) يتصدر قائمة الكتب الآكثر مبيعا حول العالم.
أنتشرت قصة البروفسور راندي المحاضر في جامعة كارنيجي ميلون الامريكية والذي يعاني من سرطان البنكرياس بعد القاءه في شهر سبتمبر الماضي محاضرة بعنوان “كيف تحقق أحلام طفولتك” والتي كانت بمثابة محاضرته الأخيرة وطريقته الخاصة لوداع زملاءه وطلبته في الجامعة.
فبعد صراع دام أكثر من عام مع المرض وبعد ان استنفذ الاطباء جميع سبل العلاج الممكنة علم راندي ان ليس لديه متسع من الوقت فما تبقى له من الحياة قد لا يعدو بضعة أشهر. لم يتطرق الدكتور راندي كثيرا في محاضرته إلى قصة صراعه مع مرض السرطان بل قدم عوضا عن ذلك محاضرة شيقة ومؤثرة عن أحلام طفولته وكيف استطاع تحويلها الى واقع. لم يحاول ان يستدر شفقة أو تعاطف الحضور بل على العكس حوّل أجواء المحاضرة الأخيرة إلى أجواء تفاؤل ومرح وإلهام لغيره بما قدمه من أفكار وخبرات خاضها حتى تمكن من تحقيق احلامه.
يتحدث راندي في كتابه الذي لا يعتبر نوع من انواع السيرة الذاتيه عن أحلام طفولته كالتواجد في محيط تصل جاذبيته الى الصفر والمشاركة في تصميم العاب ديزني وورلد وكتابة بعض اجزاء الموسوعات العلمية والفوز بدمى محشوة وغير ذلك من الاحلام. بعض الاحلام كانت سهلة التحقيق وبعضها الآخر بقى حتى مرحلة متأخرة من حياته مجرد أحلام خيالية صعبة المنال ولكنه استطاع تحقيقها جميعا قبل ان يكتشف مرضه.
لم يكن والد راندي والدا تقليديا فقد سمح له منذ طفولته برسم ما يحلو له من رسوم وخربشات على جدران غرفته رغم تحفظ والدته على ذلك. ولم يكن راندي بالتالي تقليديا في طريقة تفكيره او ردود أفعاله فحينما اخبره المسئولون في وكالة ناسا الفضائية بتعذر مرافقة اعضاء الهيئة التدريسية للطلبة في رحلتهم الفضائية قرر راندي التخلى عن وظيفته في الجامعة والعمل كصحفي حتي يتم قبوله في الرحلة.
ورغم تحقيقه لجميع احلام الطفولة الا ان الحلم الذي راوده وهو في السابعة والثلاثين كاد ان يتعثر بسبب رفض صديقته له وعدم قبولها بالزواج منه، الا انه استطاع ان يربح هذه الجولة ايضا وتمكن من تحقيق حلمه بسبب فلسفته للمصاعب على انها جدران من الطوب وُجدت لاعطائنا فرصة لاثبات مدى رغبتنا في الحصول على شئ ما.
لاحقا، ساعد راندي بعض طلبته على تحقيق أحلام طفولتهم التي كانت شبيهه باحلام طفولته من حيث خياليتها وإستحالتها.
لن أدعى بإن الكتاب هو أفضل ما قرأت على الاطلاق ولست واثقة ان كان يستحق ان يكون على قائمة الكتب الأكثر مبيعا، فأفكار الكاتب بدت مبعثرة بين المذكرات الشخصية وبين اعطاء بعض النصائح المتعلقة بإدارة الوقت وتحقيق احلام الطفولة. الا ان العنصر الانساني هو أكثر ما يميز القصة فهي خليط من أفكار ومشاعر انسان يدرك ان رصيده من الحياة شهور قليلة .. فترة قصيرة من الزمن يصعب على المرء خلالها ان يسئ استغلال اي لحظة او ان يفرط فيها إلا لأجل ما يستحق. قصة راندي تجعلك تتأمل حياتك لدقائق وتفكر في أحلامك وما إذا كنت قد حققت اي شئ منها هذا ان كان لديك اية أحلام فالبعض منا يعيش حياته بلا أحلام!
تحديث: توفي راندي في 25 يوليو 2008 بعد ان بعث الحياة في أحلام آخرين استمعوا لمحاضرته الأخيرة.
مرحبًا،
كيف الحال؟
رأيته اليوم (بالغلط) على برنامج أوبرا، لم أقرأ الكتاب لكنني أميل إلى الاعتقاد بأنه ليس كطعم الاستماع لمحاضرته بشكل مباشر. تأثرت كثيرًا بالنفسية التي اعتمدها تجاه حياته، وأعجبت بشخصيته القوية والمثابرة، ومحاضرته سببت لي احمرارًا في العين (بدون دموع // لأن يقولون الشباب ما يصيحون 😛 )، فإن لم تكوني قد رأيتها مسبقًا ابحثي عنها، لأن كلمة اللسان محملةً بكل المشاعر والعواطف تفوق كلمة الكتاب بأضعاف!
تحياتي،،
أأسف، للتو فقط انتبهت إلى وجود الفيديو..!
الغالية بترفلاي،
من يقرأ رؤيتك لهذا الكتاب و من يلمس مدى تأثرك به يقرأه قطعا، و هذا ما سأفعله..
و بالحديث عن الأحلام ، أجد بأن اللذة تكمن في كونها أحلام أي أن يتحقق البعض منها و البعض الآخر يكابد الواقع..
و يتدحرج متعثرا نحو التحقق..
كوني بخير
ملاذ
chucky
أتفق معك بأن المحاضرة وأحيانا حتى الكاريزما والحضور الذي يتمتع به بعض الاشخاص له تأثير أكبر مقارنة بقراءة نص مكتوب ولكن وقت المحاضرة لا يسمح بذكر جميع التفاصيل خصوصا الخاصة والصغيرة منها لذلك بحثت عن الكتاب.
بالنسبة لدموع الشباب وأعتقد انك قصدت هنا دموع الرجال فلا أجد سبب واحد مقنع لكبت الرجال لمشاعرهم وحبس دموعهم. وعلى فكرة عادة ما تؤثر فيني دموع الرجال أكثر من دموع النساء ربما لأنها دموع عزيزة وأسبابها مؤثرة وعميقة.
العزيزة ملاذ
أقتنيت نسخة ثانية من الكتاب وهو هديتي لك بمناسبة عيد ميلادك، وسأرسل لك ايميل بعد قليل فأرجو ان تتفقدي صندوق بريدك الالكتروني.
بالنسبة للأحلام فأجمل ما فيها انها بلا نوافذ ولا ابواب ولا سقف .. أحب الاحلام الغير مخطط لها فهذا النوع من الاحلام له طعم آخر والا فما رأيك 🙂
من فترة وصلتني على الايميل مقابلته مع اوبرا
كانت جدا مؤثرة , حسيت ان اسرته عظيمة
ضحكت يوم كانت يشتكي
من ضغوط الدكتوراه و كانت والدته تقول له اممم في عمرك كان ابوك يحارب في مادري اي حرب
اعتقد العالمية الثانية
لكن اكثر شي كسر خاطري انه عياله الثلاثة توهم صغار
تشكرين يا فراشة على البوست , على فكرة ساعات ايي مدونتج بس عشان اسمع شحاطة يديد من الحان 🙂
لم أشاهد حلقة أوبرا عنه ولكني سمعت بها. قد لا تتخيلين مدى تأثير أوبرا اليوم على القراء فأي كتاب تستعرضه في حلقة من حلقات برنامجها يصبح موضوع الساعة وتحصد مبيعاته أرقام قياسية.
قبل أيام كنت في أحدى المكتبات في البحرين ولاحظت وجود قسم خاص لنادى كتب أوبرا وخلال الدقائق المعدودة التي تواجدت فيها في المكتبة حضر أكثر من شخص من الجنسية البحرينية وغير البحرينية يسألون عن هذه الكتب، بعضهم كان يشترى أكثر من نسخة من الكتاب ذاته. ولن أخفيك سرا بإن هوس نادي كتب أوبرا قد أنتقل لي فسجلت في موقعها 🙂
بالنسبة للالحان فأنا محظوظة لأنها تجعلك تزوريني بين الحين والآخر:)
تعرف فراشة كتبت مؤخرا في مدونتي تدوينة في نفس السياق.. لكن خسارة أن النص بالفرنسية و لن تستطيعن فهمه ههه
النص ينعي لاعب قديم في الجمعية وافاه الأجل..و سيرة ذاتية لما قدمه للجمعية طوال حياته .. خاصة أنه كان أول قائد فريق و ذلك في أيام الاستعمار الفرنسي.. و الجمعية في ذلك الوقت كانت من مهامها رفع العلم التونسي في محيط يحكمه المستعمر الفرنسي.. ثم تقلد العديد من المسؤوليات في صلب الجمعية
الملخص و في آخر المقال..كتب صاحب المقال انه في 1991 عندما تربع النادي الافريقي علي عرش كرة القدم الافريقية..اي أنه رفع بطولة افريقيا ووصل للقمة.. قال صاحب المقال أن المرحوم و هو في ارذل العمر يمكنه أن يقول في ذلك الوقت لم أعش للاشيء اذا صحت الترجمة
I have’nt lived for nothing
أي أنه فعل شيءا في حياته
…
اذن بعد نسخي لهذه المقالة أتممت الباقي من عندي و تساءلت كم منا يعيش و لديه حلم او هدف يحاول تحقيقه و هل اذا وصلنا الي هذه السن يمكننا قول نفس الشيء و الاحساس بنفس الرضا
…
بترفلاي الصديقة الغالية،
كنت قد كتبت لك ردا متأخرا في مدونتي،
و ها أنا أجدد إعتذاري شقيقة، سامحيني على التأخير بالرد، كنت مسافرة لإيران
و رجعت الليلة للوطن…
أما عن سؤلالتك،
ف طبعا كبيرة جدا…. لي الشرف
🙂
كوني بخير
ملاذ
فرفر
الأحلام ليس لها عمر قد تأتي أو تتحقق في وقت متأخر ولكن المهم ان نتعلم كيف نعيش وان ندرك الوقت قبل ان يدركنا.
الصدف غريبة أحيانا ففي نفس اليوم الذي اشتريت فيه هذا الكتاب أشتريت كتاب آخر وجدته على نفس الرف وحينما بدأت قبل يومين قراءة أولى الصفحات وجدت مضمون الكتاب يتحدث عن قصة مماثلة لقصة راندي ولكن الاحداث مختلفة وأسم الكتاب Tuesday with Morrie
وموري في القصة كما يقول المؤلف هو الجد أو المعلم أو الزميل، شخص يكبرك سنا .. يتميز بالصبر والحكمة واستطاع ان يحتويك ويتفهمك في مرحلة شبابك وساعدك على تلمس مكانك في هذا العالم.
قد لا نحظى جميعنا بوجود موري في حياتنا ولكننا نسمع ونقرأ عن قصص شبيهه بقصة موري .. راندي أو اللاعب الذي ذكرت وآخرين فنتعلم من قصصهم أهمية ادراك الحلم وادراك الحياة.
ملاذ
لست بحاجة للاعتذار والحمدلله على السلامة .. أتمنى ان تكوني قد استمتعي بالرحلة وبوقتك في ايران.
وشكرا على الثقة وعلى الايميل .. سأعلمك بالباقي عبر الايميل 🙂
استمتعت بتقليب وقراءة محتويات المدونة الرائعة ، وقد اعجبتنى استقلاليتك فى الكتابة او التفكير فى بعض القضايا …هذه التدوينة فور قرائتى لها تذكرت بانه قد سبق لى وقراتها فى مكان ما تحت اسم احد الاسماء الكبيرة فى عالم الكتابة والثقافة ، والآن يراودنى شعور بانه قد تم السطو على هذه التدوينة ايضا…لك تقديرى