نافذة الحياة وصراع العقائد

كانت الدقائق تزحف متثاقلة ببطء كما لو انّ العالم قد توقّف بالخارج .. أصوات واطياف كما الضباب تتداخل متهادية تحت نور خافت .. برودة تجتاح اوصالي فتتجمد كما لو كانت قالب ثلج ..فقدت لساعات الاحساس بنصفي السفلي .. بالقدرة على التمييز بين أصواتهم.. بدا كل شئ باردا مظلما من حولي سوى من ذلك الضوء الخافت المنبثق من سقف الغرفة. تذكرت كلماتها الأخيرة وهي تضغط على يدي برفق .. لا تقلقي .. تذكري انه وحده من سيكون معك حينما تتوارى وجوه واصوات الجميع .. لن يستطيع القابعون خلف أو أمام هذا الباب من شئ الا بمشيئته.
أخذت أسترجع كلماتها بين الحين والآخر وانا أحدق بمصدر الضوء دون ان احاول التفكير بما قد يحل بهذا الجسد المسجي على سرير غرفة العمليات وكأن عقلي ليس جزء منه. شئ ما كان يسائلني عن سبب استحضار ذاكرتي لكلمات هذه المرأة الغريبة التي لا يربط بيني وبينها أرض أو دين أو دم.
طوال الايام التي تلت حديثي معها والتي قضيتها ممددة على فراش المرض كنت أنتقل فيها بين أثينا بطلة قصة ساحرة بورتبيللو التي عاشت كل الادوار متنقلة بين المشرق والمغرب وبين جهازالتلفاز الذي كنت أقلب قنواته الواحدة تلو الأخرى .. إعصار بنجلادش .. جثث الضحايا ..تمرد الطبيعة .. عمليات الاجلاء.
ثم الجانب الآخر من العالم .. أحتفالات .. مسابقات للجمال وعروض الازياء البراقة ومنصات تتنتظر التتويج. ترى ما هي نسبة الجمال مقارنة بالقبح والخراب الذي أمتد الى معظم انحاء العالم؟
أنتقل الى قنوات أخرى .. انتخابات .. مباحثات نووية .. ورجل دين يتهدد ويتوعد بإبتلاء من عند الله .. جنود الله المجندة التي لا تخطأ من عصى واستمرأ العصيان.
ما أظلم الانسان، ما أظلمه حينما يربط بين صنيعه وما آل إليه هذا الصنيع من حال وبين قدرة المولى عز وجل على القصاص، لماذا نتوقع منه اللطف والرحمة حينما نكون بأمس الحاجة اليهما وننسب اليه الشر حينما يصلنا منا إلينا؟
لماذا لا نتذكر لحظات استيقاظ الشر فينا .. القتل والحروب والدمار .. التلوث والاعاصير والكوارث التي هيمنت على العالم حينما هيمن منطق القوة والسيطرة.
كل يوم تنحسر فرص الحياة لا بسبب الكوارث ولا انتقام الإله كما يزعمون ولكن بسبب إنحسار التسامح والتراحم بين بنو البشر، الانانية وصراع العقائد.. الشعوب التي تنظر الى نفسها على انها شعوب الله المختارة ، حضارات وثقافات ومعتقدات الآخرين التى نحقر من شأنها بسبب تحيزنا لبني جلدتنا.
نافذة الحياة كبيرة وتتسع للجميع ولكننا أخترنا الصراع حينما نسينا أن الايمان المغروس بقلوبنا قادر على امتلاك ما هو أبعد مما تستطيع رؤيته احداقنا وعقولنا.
الحمد لله علي سلامتك
احنا عنا مثل شعبي نقولوه كي انسان يتفكر ربي جل جلاله كان و قت الشدة و ينساه باقي الاوقات
نقولو
يتفكر ربي كان وقت الرعد
شكرا
مثل جميل ولكن ما رأيك في من لا يتذكره لاحين تمطر أو ترعد أو حتى بعد ان تنجلي العاصفة؟
وااله يا فراشة ، أنا نري الي في الدنيا هذي كل واحد حر يعمل ما يصلح بيه
و ثمة الجنة و النار
عند كتابتي هذا التعليق تذكرت أغنية لفنان معروف عندنا و هو فنان قديم ، أعاد الكثير غناياته ، أو بالأحري شوهو القديم
الفنان هو الهادي الجويني ، ممكن سمعت بغناية لموني الي غارو مني ،متاعو
الملخص ، لكي تفهي المعني ، احنا في تونس ، ننعت الفراشة فرططو
كيما معناها مثلما
تقول الأغنية
كيما يرجع الفرططو للنار الي تحرقو
كيما يرجع الفلاح للحقل الي يعرقو
كيما يرجع الملاح للبحر الي يغرقو
نرجعلك هاني و متهني ، انت و قلبي أقوي مني
الغناية تقول هكة بطبيعة لحال ههه
للتصحيح ، نشك الي الأغنية نقولو فيها كيفما يرجع ليس كيما و كيفما تنطق بالكسرة علي الكاف و السكون علي الفاء
التصحيح ليس الا ، لا أريد تشويه التراث هه
مع العلم و ان كلمة فرططّو كلمة تونسية اصلية بربرية أمازيغية
كلمات امازيغية كثيرة مازلنا نستعملها في لهجتنا التونسية مثل كلمة
ببوش
علوش
فرططو
كنسترو
البربر اغلب كلماتهم تنتهي بحرف الواو او الشين
شكرا