إعصار غونو وقمة الثمان

Posted on June 6, 2007 by Suad

بينما يبدأ إعصار غونو بضرب الساحل الشرقي لسلطنة عمان والامارات وبعض مناطق المملكة العربية السعودية يلتقى اليوم قادة الدول الصناعية التي تنتج مجتمعة ما يزيد عن 70% من الانبعاثات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري في قمة مجموعة الثمانية في مدينة هايلجندام الالمانية.

وستناقش المجموعة عدة قضايا أهمها مستقبل الاقتصاد العالمي والمساعدات التنموية في أفريقيا كما ستحتل قضية تغير المناخ المرتبة الرئيسية في أجندة القمة التي يتوقع ان يصاحبها مظاهرات مناهضة لها تنظمها حركة “أتاك” المعادية للعولمة.  وتأتي أسباب معارضة الحركة للقمة لكونها قمة لرؤساء الدول الغنية ممن يناقشون امور العولمة الاقتصادية التي تهدف الى تحرير أسواق المال والسلع وتفاقم الفوارق الاجتماعية والاضرار بالبيئة.

كما ان الساسة الألمان لا يبدون تفاؤلا بنجاح القمة في التوصل إلى سياسة عالمية مشتركة لمجابهة الأخطار البيئية بسبب محاولة الولايات المتحدة الامريكية الحيلولة دون المصادقة على مشروع اتفاق الدول الثماني المصنعة حول التغير المناخي ومعارضتها لأهداف الاتفاق المتعلقة بالعمل على ابقاء ارتفاع الحرارة اقل من درجتين مئويتين هذا القرن وتخفيض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بالنصف مع حلول 2050. 

المخيف في الأمر ان معدل انبعاث الغازات المسببة للانبعاث الحراري قد ارتفع بمعدل 70% منذ عام 1970 وسيزداد بمعدل يتراوح ما بين 25%-29% في السنوات الخمس والعشرين القادمة اذا لم تتخذ اجراءات للحد من ذلك.  من جهة أخرى هناك اعتقاد بان ازدياد الضغوط الدولية لخفض الانبعاثات الغازية الضارة خلال الخمس سنوات القادمة قد يؤدى الى تطوير بدائل للطاقة واستبدال النفط بمصدر طاقة حيوي آخر.

وحسب مقال لنجيب صعب رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية فأن نسبة مساهمة العالم العربي من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ لا تتجاوز 3% من المجموع العالمي الا ان اثر الظاهرة على العالم العربي لن يقل عن مائة في المائة.  إذ ان 18 ألف كيلومتر من المناطق الساحلية العربية المأهولة ستكون معرّضة للغرق جرّاء ارتفاع مستويات البحار، ناهيك عن مناطق الردم البحري والجزر الاصطناعية. ومع ارتفاع درجات الحرارة، ستزداد حدة الاختلاف بين الفصول. هذه الآثار آتية، حتى مع ارتفاع الحرارة درجتين فقط، وقد فات الوقت لوقفها الآن. أما ارتفاع الحرارة بمعدل 4 و6 و8 درجات، فسيؤدي إلى جفاف كامل وارتفاع في مستوى البحار يصل إلى عدة أمتار.  ويتساءل نجيب عن دور العرب في البحث العلمي الذي لم يتجاوز خمس ابحاث فقط من بين مئات آلاف الأبحاث العلمية في العالم خلال السنوات العشر الماضية حول تغير المناخ.

هل سنبتلع البحر ام سيبتلعنا في يوما ما كما يقول نجيب صعب وهل ستسهم الضغوط العالمية في توفر بدائل للطاقة بحيث يحين اليوم الذي لا نجد فيه مشتر للنفط وماذا سيكون مصيرنا حينها؟

 

 

 

 

Share

Comments

Leave a Reply

Name

Email

Website

*