سياحة المترنحون والدم الرخيص
تسببت رصاصة غادرة مجهولة المصدر وجهت إلى مقدمة رأس شاب بحريني لتستقر في مؤخرة الجمجمة في حادث غريب وقع في الثانية والثلث فجراً في حي راقٍ بمنطقة القضيبية وتم نقله إلى مجمع السلمانية الطبي، ليعلن الأطباء أنه مات سريرياً.
ووقع الحادث عندما خرج الشاب عباس الشاخوري 26 عاما من مكان عمله الإضافي (حارس أمن) في أحد المطاعم ليواجه رصاصة على الأرجح أنها أطلقت من مسدس كاتم للصوت من دون أن يستطيع أحد تحديد جهة الطلق، وللمفارقة فإن عباس أصيب في الذكرى الخامسة التي تؤبن فيها قرية الشاخورة مساء أمس شهيد انتفاضة الأقصى محمد جمعة، وكلاهما من عائلة واحدة.
وفي تصريح لـ «الوسط» كشف رئيس الأمن العام اللواء عبداللطيف الزياني عن تشكيل لجنة رسمية برئاسة مدير عام المباحث، باشرت مهمتها فوراً وسترفع تقريراً إلى وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في أسرع وقت ممكن.
وانتشرت تكهنات بأن القناصة هم من الرعايا العسكريين لإحدى الدول الغربية الحليفة للبحرين، فيما دعا عضو كتلة الوفاق النائب جلال فيروز إلى«التهدئة وعدم استباق النتائج»في حين أعلن رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني النائب الشيخ عادل المعاودة رفضه لمحاكمة الجاني خارج البحرين، موضحاً أن النواب لن يسمحوا بذلك، لأن دم البحريني ليس رخيصاً.
هذا هو نص الخبر كما جاء في جريدة الوسط. بعض الجرائد الأخرى ذكرت الخبر على أستحياء والجميع أتفق ان لم أقل حرص على كتابة الجملة ذاتها .. رصاصة مجهولة المصدر.
هل يعقل ان تكون الرصاصة مجهولة المصدر في فندق يكتظ بالعشرات ان لم نقل المئات؟ ومن في البحرين يمكنه حيازة مسدس كاتم للصوت؟ لماذا هذا التضارب في الاقوال وفي نقل الخبر؟ وفي حين ترددت بعض الجرائد في سرد بعض وقائع الحادث التي يبدو انها ليست خافية تماما، ذكرت صحيفة الجلف ديلي نيوز ان الضحية كان قد تدخل لايقاف مضايقات أحد الزبائن لفتاة ترتاد الملهى الليلي بي جيز.
ورغم ان التحقيق في الجرائم من صميم عمل وزارة الداخلية الا أننا سننتظر ما سيفعله نوابنا الذين أخذتهم الحمية والنخوة والشهامة العربية للدفاع عن دمائنا الرخيصة. من يقول ان دماء المواطن البحريني ليست رخيصة يغالط نفسه أو ربما يجهل الواقع. فبينما يسير اعزائنا الرعايا العسكريين المنتمين لامبراطورية الغرور والتي نطلق عليها نحن مسمى دولة حليفة مزهوين بأسلحتهم وعنجيتهم كما يحلو لهم وليس كما يحلو لنا ولا كما يحلو لقوانين وعادات هذا الوطن نحاول نحن التغاضي عن مضايقاتهم التي لا يجرأون على الاتيان بمثلها في بلادهم وعن انتهاكاتهم للقوانين حتى لايكون مصيرنا الاختفاء وراء الشمس، فهم في حمى امبراطوريتهم وان كان وجودهم على أرض سيادتها لاتعود لبلادهم .
دم المواطن رخيص لاننا سمحنا لسياحتنا ان تكون حكرا على المترنحين ممن لا يستطيعون كبح جماح رغباتهم وشهواتهم، دم المواطن رخيص لان الحفاظ على العلاقات الدولية الأخوية والصديقة أصبحت أهم بكثير من كرامة المواطن، دم المواطن رخيص لأن من لايقيمون لأرواح الناس وزنا أمنوا العقوبة فأساءوا الادب، دم المواطن رخيص لان الاموال التي يضخها المستثمرون والسائحون والمتبضعون أصبحت أهم بكثير من دماء مواطن كعباس يعمل على فترتين ليؤمن لعائلته حياة كريمة.
دم المواطن رخيص لأننا تهاونا والتزمنا الصمت حيال تجاوزات كثيرة ما كان يجب التجاوز عنها، فالى متي سيدوم هذا التهاون وهذا الصمت؟
اي والله الى متى هذا التهاون اللي محد يقبل فيه توصل للقتل ويقولون مجهول الحين لوالقاتل من الجنسيه الخليجيه ولا الاسيويه بسرعه بيقولون وبكتبون انه من هالجنسيه لكن مجهول صعبه شوي تتصدق على ديره صغيره ومثل ماذكرتي المكان مليان بالناس.. الحين لو العكس صحيح بتقوم الدنيا وتقعد عشان انقتل ولا حتى انجرح واحد من رعاياهم اللي مايسوون في ديرتهم وانتم بكرامه نعله..
لكن الله المستعان واليه المشتكى.
والله يرحم عباس برحمته ويغفر له ويصبر اهله وان شاءالله يحتسب من شهداء العمل
انا لله وانا اليه راجعون
اذا كان مصدر الرصاصه قاتل امريكي او اروبي يعني بنقول سلام الله على دم عباس وراح يضيع حقه
لم أقصد من خلال هذا البوست ان اوجه اصابع الاتهام لجنسية معينة، ما عنيته أكثر اننا هيئنا بيئة تشجع على ارتكاب الحوادث والجرائم اذا نظرنا الى عدد السواق المستهترين الذين يقومون بحركات بهلوانية في الشارع هذه الايام .. المخمورين منهم بالاخص.. السلاح الذي اصبح في متناول متعاطي المخدرات وغيرهم ..السياحة القائمة على اشباع الرغبات المكبوته .. القوانين والعقوبات المطاطة التي تتكيف مع جنسية ونفوذ المجرم او نفوذ بلاده وأخيرا كرامة المواطن المهانة في حضرة ابناء العم سام
أتمنى ان يتم القبض على المجرم بأسرع وقت والاهم ماذا ستكون عقوبته في حال لو ثبت انه من رعاياهم، وسنعرف حينها ان كان دم البحريني رخيص ام لا