وأد البنات في القرن الحادي والعشرين
أحتفل العالم اليوم بيوم المرأة الذي يوافق الثامن من مارس، وبينما تقام الاحتفالات والندوات والمؤتمرات بهذا اليوم .. بينما توزع الورود وشهادات التقدير على النساء المتميزات واللاتي حققن نجاحا وساهمن في نمو وتطور مجتمعاتهن تعاني نساء أخريات في أماكن مختلفة من وطننا العربي من التمييز والعنف والاضطهاد.
فحسب تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2005 والذي صدر في يناير 2007، تواجه المرأة في العالم العربي العديد من التمايزات التي تصب في النهاية في مصلحة الذكور. فهي تعاني من الحرمان في مجالات عديدة مثل التعليم والعمل والصحة والحريات الشخصية مقارنة بما يحصل عليه الرجل. ويرى التقرير أن الظروف التي تواجهها المرأة مرتبطة بتأثيرات البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في العالم العربي. فهذه الأوضاع التمييزية التي تعاني منها المرأة ناجمة عن تكاتف هذه البنيات وترابطها بما يؤدي في النهاية إلى استحكام الحصار الاستغلالي حول المرأة وتقليص فرصها الحياتية مقارنة بما يحصل عليه الذكور.
كما يرى التقرير بأن البنى الثقافية العربية تلعب دوراً كبيراً في تكريس وضعية المرأة العربية المُجحفة، ويرى أن الموروث الديني يلعب دورأً كبيراً في تكريس هذه البنى الثقافية ذات النظرة الدونية للمرأة. يرتبط بهذه البنية الثقافية الدينية المتوارثة والمستمرة، بنية مجتمعية تسلطية استبداية تدعم استغلال المرأة، وتتكاتف مع باقي البنيات الأخرى من أجل تعظيم مكانة الرجل، وتعظيم مكاسبه. يأتي على رأس هذه البنى الاجتماعية القبيلة والنظام الأبوي، حيث تخلق القبيلة محددات تُعلي من شأن الرجل، وتسمح له بالإستئثار بالميراث، وعدم مشاركة المرأة له، مع ما يرتبط بذلك من حقوق ومكانات تُعلي من شأنه، وتمنحه امتيازات اجتماعية ومادية هائلة، مقابل استغلال المرأة والتحقير من شأنها.
هل انا متشائمة لأنني تناولت الجانب السلبي فقط من التقرير؟ اذا أقرأو معي هذا الخبر:
فتاة سعودية تبلغ التاسعة عشرة من العمر تم أختطافها والاعتداء عليها تحت تهديد السلاح الابيض أثناء لقائها بشاب كانت تربطه بها علاقة عاطفية سابقة، وماذا كان حكم القضاء بعد ذلك؟ 90 جلدة لاختلائها برجل لا تربطه بها علاقة شرعية وضرب مبرح من شقيقها الأصغر.
هذا الاجحاف والقسوة بحق هذه الفتاة الضحية التى حاولت الانتحار للتخلص من حياتها لم يقابلها قسوة مماثلة في حق مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة الذين حوكموا بالسجن لمدد تتراوح بين العشرة شهور والخمس سنوات. أنه أسلوب جديد لوأد البنات في القرن الحادي والعشرين .. وأد انسانيتهن وكرامتهن.
لذلك يجدر بي ان أقول لكل النساء العربيات هنيئا لكن وكل عام وأنتن بخير.