Archive for the ‘رؤى’ Category

عفوا .. لا أستطيع الحلم بأعين مفتوحة

Posted on 2007 07, 11 by Suad

باغتتني بسؤال يشبه سنوات عمرها العشر:  هل صحيح ان التفكير بقوة في شئ ما قبل النوم يجعلنا نحلم به؟

قلت: أحيانا.

قالت : إذا من الافضل ان أحلم وانا مستيقظة.

قلت: كيف؟

قالت: أغمض عيني بشدة وأركز على الأمنية التي أريد فتتحقق .. يمكنني ان أصبح طبيبة أو محامية أو أن اتحدث مع احدى صديقاتي البعيدات.

ضحكت وأنا مستسلمة لسذاجة الفكرة وقلت في لهجة متحدية: حسنا أقتنعت ولكن لماذا عليك ان تغمضي عينيك؟ الا تستطيعين الحلم وانتي مفتوحة الأعين؟

قالت: لا .. لا يمكنني ذلك؟ عندما أغمض عيناي تختفي جميع الاشياء من أمامي ولا يكون هناك الا الفراغ .. تماما مثل سبورة المدرسة أستطيع ان ارسم عليها ما اشاء من صور.

سبورة المدرسة هذه ذكرتني بحديث مماثل دار بيني وبين أحدى معلمات المرحلة الابتدائية فهذه المعلمة لا تقتني لابنائها القصص المصورة أو كتب التلوين التي يكون فيها صور ملونة يقوم الاطفال بمحاكاتها لانها كما تقول تقتل مخيلة الطفل وحسه الأبداعي وتفسح المجال امام نسخة مكررة من الاطفال متأثرة بنمط أفكار وخيال مؤلف واحد من بين الآف.

منطق معقول .. السؤال الذي يدور في ذهني الآن: إذا كان للكتب المصورة هذا التأثير السلبي على قدرة الاطفال على الابداع  فيا ترى ما هو تأثير سياسة الحفظ والتلقين التي ما زالت متأصلة في المناهج الدراسية عندنا من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية؟

 

 

Share

يا زمان الوصل بالاندلس

Posted on 2007 07, 07 by Suad

رغم تحيزي للتراث والثقافة العربية الا انني احاول ان أنهل من مختلف الحضارات والثقافات الأخرى فالاطلاع على هذه الثقافات اصبح ضرورة وحاجة ماسة هذا اذا ما اردنا ان نغير نظرة العالم لنا وان نسهم بشكل جاد في النهوض بحضارتنا وثقافتنا العربية.

للاسف ان العصر الذهبي للعرب الاوائل قد ولى وانتهى بانتهاء فترة نهضة معرفية شهدت فيها الحضارة والعلوم العربية تقدما بسبب انفتاحها على الثقافات الأخرى كالفارسية والصينية والهندية وغيرها.

ما دفعني للتفكير في الكتابة حول هذا الموضوع مقال قرأته للكاتب فخري صالح في الموقع الالكتروني لصحيفة الحياة  واحصائيات مدونتي التي صرت اتتبعها بين حين وآخر للتعرف على نوع الزوار الذين يزورون الموقع،  وقد لفت انتباهي أكثر من مرة أضافة رابط للمدونة في مواقع ومدونات أجنبية لغتها الرسمية هي اللغة الانجليزية وقد كنت استغرب واتساءل بيني وبين نفسي عن كيفية قراءة اصحاب هذه المدونات للمقالات المنشورة في موقعي والهدف من اضافتها في موقع معظم زواره من الاجانب الغير ملمين باللغة العربية لأكتشف بعد ذلك ان معظم اصحاب هذه المواقع قد قاموا اما  بترجمة المقالات من خلال خدمة الترجمة التي توفرها (جوجل) او انهم ينحدرون اساسا من اصول عربية وقد قاموا بتوفير خدمة الترجمة في مواقعهم لمن يرغب في الاطلاع على الموضوع من الزوار.

وفي الحالتين فأنني لا استطيع ان أخفي اعجابي بهذه المحاولات مهما صغر شأنها، اذ ان اغلبنا للاسف لا يكلف نفسه عناء الاطلاع على ثقافة وعادات الشعوب الأخرى التي قد تكون احيانا في متناول يدينا وحتى حينما نسافر بغرض العمل او السياحة فاننا نضيع جل وقتنا في التسلية والترفيه وقليلا ما نفكر في زيارة المتاحف او بالعروج على دور المسارح والمكتبات.

العديد من المثقفين العرب من ابناء الجيل الحالي خصوصا خريجي الجامعات الاجنبية يركزون في قراءاتهم على ما ينتجه الادباء والكتّاب الغربيون ويهملون المؤلفات العربية في حين لا يجدون غضاضة في وصف الشعوب العربية بالجهل والتخلف وعدم القراءة.  ما يحزنني أكثر من ذلك ان أرى المواطنين الاجانب يهتمون ويعرفون عن حضارتنا أكثر ما نعرفه نحن وان يبدون اعجابهم بالموروثات والفنون العربية في حين نتنكر نحن لهذه الحضارة وندير ظهورنا لها.

في أحصائية نشرتها مجلة نيويورك لمراجعات الكتب تبين أن عدد الكتب المنشورة خلال عام 2004 هو مليون ونصف المليون كتاب، 30% منها باللغة الإنكليزية على رغم أن عدد الناطقين بالإنكليزية في العالم هو 6% فقط. لكن الإحصائية المذكورة، التي تعرج على الترجمة وتختصها ببعض بنودها، لا تذكر اللغة العربية كواحدة من اللغات التي تهتم اهتماماً بارزاً بالترجمة، بل تذكر التشيكية والكورية والإسبانية والإيطالية والألمانية والصينية، إضافة إلى الولايات المتحدة. فنسبة ما يترجمه التشيك من كتب يبلغ 29% مما ينشرون، و 29% للكوريين الجنوبيين، و25% للإسبان، و22% للإيطاليين، و6% للألمان و4% للصينيين وأقل من 3%  للأميركيين – لقراءة المزيد أنقر هنا.

هذه الاحصائية التي تطرق اليها الكاتب فخرى صالح في مقالته تفتح اعيننا على الكثير من الامور والتي تأتي في مقدمتها مدى الاهمال الذي تعانيه ثقافتنا العربية وعدم وجود المختصين والمهتمين بنشر علومنا وثقافتنا العربية من خلال ترجمتها الى لغة العصر أو حتى بنقل ثقافات الآخرين وعلومهم الينا  في وقت يشهد فيه العالم ثورة في تطور ونمو وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الحديثة.

من الملام هنا؟  وهل سنكتفي بترديد الابيات القائلة:

جادك الغيـث إذا الغيـث همـى  ***  يـا زمـان الوصـل بالأنـدلـس

لـم يكـن وصـلـك إلا حلـما *** في الكرى أو خلسـة  المختلـس

إذ يقـود الدهـر أشتـات المنـى *** ننقـل الخطـو علـى ماتـرسـم

Share

« Older EntriesNewer Entries »