Archive for the ‘خارج الحدود’ Category

السيرك

Posted on 2007 05, 12 by Suad

كلما طالعت عناوين الصحف الصباحية كلما شعرت بالرثاء والشفقة نحو شعوبنا الخليجية .. العربية والإسلامية، فنحن كعرب ومسلمين في وضع لا نحسد عليه بعد أن تنازلنا عن مواطن قوتنا من النفط إلى رؤوس الأموال إلى موقعنا الاستراتيجي، الجغرافي والسياسي إلي العقول والنوابغ العربية إلى مذاهبنا التي أصبحت منشأ خلافنا فضلا عن تجاوزنا نقط الالتقاء والمصالح المشتركة.  وان كان هناك من شئ نحسد عليه الآن فهو تحلينا بالصبر ورباطة الجأش التي لازالت صامدة تواجه في صمت كل هذه المآسي والتهديدات بشئ من التجاهل واللامبالاة.

لا أريد ان افسد عليكم يوم أجازتكم الأسبوعي ولكن بوادر وقائع وأحداث غير مبشرة للأيام المقبلة بدأت تلقي بظلالها منذ الآن.

محليا أجد الوضع العام يشبه حالة السيرك .. الاعيب ساحر مخادع .. عروض بهلوانية وعرائس خشبية تحركها خيوط تمسك بها أيد خفية خلف الكواليس وبين هؤلاء وهؤلاء يقف مهرج وحيد يرسم الابتسامة على وجهه رغم ما يشعر به من أسى ومرارة.

أما خليجيا فالوضع ليس أفضل بكثير، فالمصلحة الفردية اليوم تقتضي أن تبحث كل دولة خليجية عن سياستها الخاصة التي تناسب تطلعاتها لا تطلعات مجلس التعاون ككل، لذلك لم يعد مهما أن تقوض اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية الاتحاد الاقتصادي لدول مجلس التعاون ولم يعد مهما أن تنهار شركة خليجية كطيران الخليج بعد خمسين عاما من عمليات النهب والسلب ولم يعد مهما أن تقوم دولة خليجية بالانفصال بسياستها الخارجية عن المجلس والتطبيع مع إسرائيل ولا بشراء حصة قدرها 17.4%  بقيمة أجمالية بلغت 1.35 مليار إسترليني في سلسلة متاجر بريطانية شهيرة.  لم يعد مهما أن تنهار وحدة خليجية بأكملها لأنها للأسف لم تكن موجودة في الأصل.

وبين المآسي المحلية والخليجية يطل علينا نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ليطمئن الخليج ويحذر إيران بعد أن تم حشد القوات العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في الخليج.

أطمئن فعلا يا خليج فأنت في مأمن طالما أن الحرب في العراق أو لبنان أو فلسطين أو أفغانستان أوايران أو سوريا، طالما لم تزحف اليك بعد .. طالما هناك نفط وأموال وقواعد عسكرية أمريكية فأطمئن!

 

 

 

Share

If Americans Knew

Posted on 2007 05, 02 by Suad

لو كان الأمريكيون يعلمون موقع الكتروني أمريكي تصدره مؤسسة متخصصة في نشر دراسات ومقالات وأبحاث عن الشرق الأوسط لتقديم الحقيقة للقراء قامت بتأسيسها أليسون وير صحفية وناشطة من كاليفورنيا تؤرخ التحيز في التغطية الإعلامية الأمريكية لأحداث الشرق الأوسط .

في العام 2005 قامت اليسون بدراسة مفصلة لتغطية الإعلام الأميركي للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي أظهرت من خلالها تضليل الإعلام الأمريكي للرأي العام في أمريكا من خلال تبني محطات التلفزيون الأمريكية الكبرى وجهة نظر مؤيدة لإسرائيل في النزاع في الشرق الأوسط وايلائها أهمية غير متوازنة عند تغطية سقوط قتلى اسرائيلين.  واستنادا إلى تحليل نشرات الأخبار الذي تبثها محطات “أي بي س” و”سي بي أس” و”ان بي س”  فان عدد القتلى الإسرائيليين تمت تغطيتهم منذ بدء الانتفاضة الحالية (2000-2001) بثلاث إلى 4,4 مرات أكثر من القتلى الفلسطينيين. والفارق اكبر عندما يتعلق الأمر بمقتل قاصرين. وقالت وير أن شبكات التلفزيون خصصت في 2004 وقتا للقتلى من الأطفال الإسرائيليين اكبر بما بين تسع مرات و12,8 مرة لما خصصته للأطفال الفلسطينيين.

كما كشفت وير عن تلقي إسرائيل لمعونات تبلغ 10 ملايين دولار في اليوم الواحد من الولايات المتحدة الامريكية والتي لم تذكرها أي من أجهزة الإعلام الأمريكية الأربعة التي كانت ضمن الدراسة رغم أهمية هذه المعلومات في النظام الديمقراطي.

وفي أكتوبر الماضي أطلعت وير الآلاف من الأمريكيين من خلال حساب إلكتروني لقتل غير مسجل لاعتماد أبو معمر أم فلسطينية لأحد عشرة طفلاً ضربت حتى الموت من قبل جنود إسرائيليين في غزة عندما كانت تحاول إنقاذ زوجها الأصم من ضرب حاد من قبل الجنود الإسرائيليين الذين كانوا غاضبين لأنه لم يجب على أسئلتهم.

وعندما بحثت وير في وسائل الإعلام الأمريكية وجدت أن موت اعتماد مذكور في ثلاث صحف فقط  أحدها، الواشنطن بوست والتي ذكرت بشكل غير دقيق أن امرأة ُقتلت بواسطة طلقة دبابة إسرائيلية. وبعد تبادل رسائل مع وير، وافقت البوست على نشر رسالتها التي توضح أن الرصاص الذي أُطلق لم يكن طلقة دبابة لكنها عادت ونكثت العهد ولم تنشر الرسالة وكان تفسير وير في النهاية بأنهم فقط فلسطينيون وان اعتماد لم تكن سوى أم ميتة أخرى.

وفي الوقت الذي تنادى فيه الأمم المتحدة ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية في اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي سيصادف يوم الغد الثالث من مايو 2007 بعدم التعرض للصحفيين فأن هذه الناشطة مازالت تتعرض لتهديدات بالقتل وصلت إلى حد التهديدات الهاتفية كما تناقلت العديد من المنظمات اليهودية والصهيونية العاملة في أمريكا صورها  وعنواينها وأرقام هواتفها باعتبارها عدوة لإسرائيل وتم نشر المعلومات ذاتها على الشبكة العنكبوتية وعلى الكثير من المواقع ذات الصلة ببعض المنظمات الصهيونية.  وبالرغم من ان اليسون وير لم تخفها التهديدات وأعلنت عن أستمرار الموقع في نشر الحقيقة عن اسرائيل الا ان زميلها الكاتب نيمو قد أعلن توقفه عن الكتابة ضد اسرائيل استجابة لتلك الضغوط كما اعلن عن توقفه عن نشر اي وثائق جديدة على موقعه الالكتروني الذي يضم وثائق تهاجم اسرائيل وسياساتها اللا أخلاقية واللاقانونية تجاه الفلسطينيين.

 

Share

« Older EntriesNewer Entries »